كتبت - سلسبيل وليد: أرجع رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب في جامعة البحرين د.شمسان المناعي، تدخين الأطفال بين سن السادسة والعاشرة إلى الرغبة في تقليد الكبار، ولفت الانتباه، موضحاً أن هذا الأمر يتم في العقل الباطن بطريقة لا شعورية. وأكد المناعي لـ»الوطن» أن عقل طفل اليوم، أكبر من عمره الزمني، لذا أصبح على دراية وإدراك وفهم بما يحيط من حوله، خصوصاً مع تواجد وسائل التواصل الاجتماعي مما هيأ له مصادر معلوماتية كثيرة. وأشار المناعي إلى توافر كثير من العوامل التي تساعد على التدخين لدى الأطفال، منها سهولة الحصول على الدخان والرفقة السيئة، وبحكم انشغال الوالدين بملهيات الحياة، يعاني الطفل من نقص من الاهتمام فيلجأ إلى التدخين ليلفت الأنظار إليه من المحيطين به، فهو يرى نفسه وقد خلق مشكلة ليبدأ الأهل بالاهتمام والاعتناء به، مبيناً أن هذه العملية تتم بالعقل الباطني بطريقة لا شعورية لأنها جزء من أفعالنا، وتسمى هذه المرحلة العمرية بـ»الطفولة المتأخرة» وهي مرحلة حساسة لأن الطفل يبدأ فيها بسرعة في النمو العقلي والإدراك والفهم كما يفهم الكبار ويدرك من حوله وبالتالي يرغب من يهتم به ويحتاج لعناية من الوالدين. وقال المناعي إن سهولة الحصول على «السيجارة» إحدى الدوافع الرئيسة لتدخين الطفل، حيث تقوم بعض «البرادات» ببيع السيجارة الواحدة بـ25 فلساً، وهو مبلغ في متناول أيدي الأطفال، مشدداً على سن قوانين لحماية المستهلك تمنع الباعة من بيع السجائر للأطفال، فالباعة الأجانب يهمهم الربح وليس صحة الطفل. وأضاف: للأسف ليس هناك تعاضد بين الناس بعضهم البعض فحين يمر الشخص الراشد والعاقل لا ينصح الأطفال المدخنين، كما إن للأصحاب أو «الشلة» دوراً في تدخين الأطفال لأن في تلك المرحلة يبدأ الأطفال باختيار الأصدقاء ليكونوا جماعات صغيرة، لذا لابد أن يسلك الطفل سلوك الرفقة أو الجماعة التي يرافقهم من خلال الصفوف المدرسية أو الحي الذي يسكنون فيه وكذلك يأكل كما يأكلون ويلبس كما يلبسون ويتصرف مثلهم أيضاً، حيث تصبح علاقاتهم مرتبطة ببعضها. وبين المناعي أن الطفل بين السادسة والعاشرة يشعر وكأنه شاب لديه هوية كيانه الخاص واستقلاليته، ويظهر هذا الشعور في سن المراهقة ولكن بسبب الانفتاح يظهر لدى الأطفال أيضاً، لافتاً إلى أنه لا تتوافر دراسة بشأن عدد الأطفال الذين يدخنون بتلك الفئة العمرية.وشدد المناعي على أولياء الأمور، متابعة أبنائهم ومراقبتهم حتى وهم خارج المنزل مع تحاشي الضغط عليهم، كأن يتصل به مثلاً وهو خارج المنزل فيشعر الطفل بارتباك ويشعر بالاهتمام، محذراً من أن انشغال الوالدين بالكماليات تسهم في تدخين الأطفال، حيث قال المثل «من أهمل فقد». وفيما لم تتسلم «الوطن» رد وزارة الصحة و»حماية المستهلك» حول الدور المنوط بها في الحد من تدخين الأطفال، أكد الأطفال عيسى «9 سنوات» وفيصل «6 سنوات» وعمار «10 سنوات» لـ»الوطن»، أن الملل وتقليد الكبار قادهم إلى التدخين، حين يجتمعون في الحي بصحبة من يكبرهم. وذكر الأطفال أنهم يلجؤون لإزالة رائحة الدخان بـ»علكة» و»شبس» لكي لا يفتضح أمرهم، لكنهم لا يجدون في التدخين ما يدعو للقلق بحكم أنهم أصبحوا ناضجين. وأكد الأطفال أن بعض البائعين في البرادات يبيعونهم الدخان بسهولة، فيما آخرون يمانعون. بدوره ذكر محمد محمود أنه بدأ التدخين في سن الثانية عشرة، بدعوة من طالب في المدرسة «مضطرب عقلياً»، وأكد محمد علي أنه جرب التدخين في سن التاسعة، نتيجة انفصال والديه. ويحضر القانون بيع التبغ والسجائر ولو كانت مفردة وغيرها من منتجات التبغ أو تقديمها دون مقابل لمن دون سن الثامنة عشر، ويشدد على جميع بائعي هذه المنتجات أن يضعوها واضحة في مكان بارز داخل نقطة البيع، تبين حظر التبغ لمن دون الثامنة عشر وأن يطلبوا في حال الشك ما يثبت العمر. كما يحضر القانون على المحلات المرخص لها ببيع منتجات التبغ استخدام من يقل عمره عن ثماني عشرة سنة في عملية بيع التبغ، وعلى من هم دون سن الثامنة عشر، ارتياد الأماكن المخصصة للتدخين. أطباء مدخنونقال طبيب أسنان «فضل عدم ذكر اسمه او حتى مكان عمله»إنه يدخن بدون علم أحد، لاعتقاده الجازم ومعرفته الكامله بأضرار التدخين، ولكن «أدخن ولكن ليس بشراهة أو ادمان وإنما في اوقات متفاوتة. مستغربا كيف علمت «الوطن» بتدخينه!. وأوضح أنه بدأ التدخين بسبب أصدقائه كان بصحبتهم في المرحلة الثانوية، مؤكدا على ضرورة منع التدخين بنفس القدر الذي تمنع به المخدرات والمسكرات. فيما قال طبيب عائلة آخر - رفض الكشف عن اسمه- أنه بدء التدخين في السنة الثانية من الطب حيث كانت البداية خفيفة الى ان أدمن الدخان، عازيا ادمانه في السجائر لوجود مادة «فورمالين» تستخدم في المشرحة التي كان يعمل بها آنذاك، وتسبب صعوبة التنفس مما دعاه لمرافقة اصدقائه المدخنين مع عدم مشاركتهم، مشيرا الى انه في فترة الامتحانات وبعد الابتعاد عنهم أصبح يدمن على التدخين اكثر من اي شيء اخر. وحاول طبيب العائلة مرار ترك الدخان لكن لا جدوى في كل مرة كان يفشل بها، موضحا أنه يستخدم حاليا لزقة «النوكتين» لمحاولة ترك التدخين، مؤكدا على انه لا يدخن في العيادة أو أمام اعين المرضى.
أطفال دون سن العاشرة يدخنون «أشكره»
03 فبراير 2014