كتبت - شيخة العسم: قال الباحث الأكاديمي المتخصص في السياحة الثقافية د. راشد نجم إن الإحصاءات التي تخرج من وزارة الثقافة بشأن عدد السياح ليست فعلية، لافتاً إلى أن العدد الفعلي للسياح بالمملكة سنوياً يقدر بـ 2 مليون سائح فقط. وأضاف خلال محاضرته بالملتقى الثقافي الأهلي أمس الأول «كيف يصبح المسرح صديقاً للسياحة» إن عدد 4 ملايين أو 6 ملايين هو ليس لرقم سائح وإنما زائر، مبيناً أن مفهوم السائح هو أن يبقى في البلد المضياف فوق الـ 24 ساعة، داعياً إلى استقطاب السياح واستثمارهم من خلال الثقافة. وتابع د. نجم: لا يخفى على الجميع أن للثقافة في جميع البلدان دور في استقطاب السياح، ونحن في البحرين تشكل الثقافة 6 إلى 10 % من الدخل القومي لاقتصاد البلد، ويتمثل في مسجد خميس معبد باربار والقلاع البحرينية وغيرها ، ومن هنا يبدأ دور المسرح في تعزيز السياحة من منطلق ثقافي. وقال د. نجم: إن للسياحة مفاهيم وأركان وهي عبارة عن نشاط ينتقل من خلاله الإنسان من مكان إلى آخر، وهو أمر يؤثر في الدخل القومي، ولدينا في البحرين سياحة خارجية فقط باعتبار السياحة الداخلية تعتمد على المساحة فلا نستطيع أن نقول انتقالنا من المحرق إلى الرفاع سياحة، لهذا فنحن في البحرين لدينا سياحة خارجية، أيضاً السياحة الخارجية تعتمد أولاً على دول الخليج خصوصاً المملكة العربية السعودية ومن ثم الكويت وقطر، ومن ثم الأجانب من الدول الأوروبية. وأضاف د. نجم: في الدراسة التي عملت عليها انتهجت فيها برنامج تحليلي الـ swot والذي تبين من خلاله مواطن الضعف والقوة والفرصة والمخاطر، ومن مواطن القوة هو وجود عنصر نسائي بوفرة، وجود عدد من الكتاب والمخرجين والمؤلفين جيدين، بلد منفتح سياسياً وديمقراطياً، أما مواطن الضعف فمنها أن المسرح في البحرين له مبادرات فردية وليس مشاريع، ضعف الترويج والإعلان، قلة الإقبال على المسرح، أما الفرص فمنها استثمار الطاقات الفنية، خلق مشاريع مسرحية طموحة، استثمار الأسماء الفنية البحرينية المعروفة. واقترح د. نجم لتعزيز السياحة من خلال المسرح، أن تقدم الخمس الفرق الموجودة على الساحة البحرينية وهي أوال، الصواري، الجزيرة، البيادر ، الريف كل فرقة مسرحية لمدة شهرين لتصبح عشرة أشهر من العروض المسرحية، ونستثني منها شهر رمضان والمناسبات الدينية، هكذا نخلق حركة سياحية مسرحية تستقطب السياح من دول الخليج والسعودية بالخصوص، بشرط أن يرقى العرض بمستوى كبير من عناصر الدهشة، وذلك من خلال البدء بأسماء فنانين معروفين، ومن ثم وضع خطة ترويجية ووضع أسعار معقولة للتذاكر. وبين د. نجم لـ «الوطن» أن هناك علاقة وطيدة بين المسرح والسياحة، باعتبار المسرح منتج ثقافي، فكلما نشط وارتقى كلما ساعد على تنشيط السياحة والسياحة أيضاً يساعد على تنشيط المسرح وبهذا تكون العلاقة طردية. وأضاف: يبدأ دور المسرح في تعزيز السياحة من خلال إخضاع المسرح للتحليل من خلال الدراسة التي قدمتها للدكتوراه وتحليلها من ثم تطبيقها من عدة جهات كما ولابد أن تتبنى رسمياً، فلدينا مبادرات فردية فقط، وعروضنا المسرحية لا تتعدى يومين، لهذا لابد أن يكون المشروع ممتد زمنياً واستقطاب السياح كونهم وقود المسرح. وأكد د. نجم أن المطلوب تقديم مسرح جيد من نصوص ونوعية تخدم الجانب الكوميدي والقضايا التي بالساحة، «لدينا كفاءات وخبرات في كل الجوانب، وأسماء معروفة لتكون عنصر جذب، ويجب عدم الارتهان والكسل للوقت الراهن بالتحرك». وأرجع د. نجم أسباب تراجع المسرح لإهمال المسرح حيث لا يوجد دعم رسمي، ثانياً لا توجد جهات إعلامية تتبنى المشاريع المسرحية. من جانبه، دعا المخرج خالد الرويعي؛ الجهات الرسمية والحكومية أن تبادر في رقي الحركة المسرحية لما لها من دور في استقطاب السياح، كما إن الأمر يتطلب أيضاً عمل الفرق الخمس والمسؤولين عليها للعمل تحت إدارة ناجحة، فنحن نملك فرقاً تملك الجرأة للتغير نحو الأفضل والعمل بهذه الدراسات والأطروحات وتطبيقها على أرض الواقع. وقال الشاعر مرسول النصار إن السياحة والمسرح كل منهما يضم الآخر وكلاهما مكمل للآخر، لكن في البحرين فالجانب المسرحي مهمل جداً، والفنان البحريني وفي جداً لفنه وبلده ، فهو يأخذ اللقمة من حلقة ويضمها لإنجاح حدث مسرحي أو فني، لهذا أقول لإنجاح السياحة أولاً يجب دعمها فالفنان كالنخلة كلما رويتها كبرت. وعلقت لولوة القاسم «حبي للفن والمسرح جعلني أحضر هذا الملتقى، كما هو معروف لوالدي يوسف القاسم كونه أحد مؤسسي الحركة المسرحية في البحرين والكويت أيضاً، وعلى المسرح البحريني أن يركز على مسرح الكبار فأكثر العروض تهتم بالطفل فقط، وهذا عنصر أساسي لجذب السياح من الخارج والداخل». وقالت ألاء العثامين: أعرف أنه من الطبيعي أن هناك علاقة بين المسرح والسياحة، ولكن أين يكمن الرابط، هو السؤال الذي كنت أترجى الحصول على إجابته هنا، وقد حصلت عليها وأنا مقتنعة جداً منها وقد استفدت من هذا اللقاء كثيراً، وشخصياً أعتقد أن هناك ثلاث عناصر جدب مهمة في المسرح وهي، أسماء الممثلين الموجودين، الشغف لمعرفة ثقافة البلد الذي يقدمه المسرح، الاعتماد على طريقة الترويج لهذا العمل.