أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.علي الدين هلال أهمية تحفيز الناخبين على المشاركة والتصويت لصالح المرشح، من خلال توفير المعلومات اللازمة، وإعطاء الشعور بالأهمية، وجذب الفئات المهمشة وغير المشاركة، إضافة إلى شرح كيفية المشاركة، وكسب تعاطف الناخبين، واستيعاب الانفعالات السلبية للناخبين.واختتم معهد البحرين للتنمية السياسية أول أمس دورته التدريبية الأولى لهذا العام والمعنونة بـ«البرنامج الانتخابي الناجح»، والتي نظمها المعهد بقاعة عوالي بفندق شيراتون البحرين على مدى يوميين متتاليين، وحضرها عدد تجاوز كل التوقعات المبدئية حيث فاق 170 مشاركاً ومشاركة من مرشحي الانتخابات النيابية والبلدية ومدراء الحملات الانتخابية والمهتمين بالدورة الانتخابية 2014م.وأشار د.علي الدين هلال، والذي قدم الدورة التي أطلقها معهد البحرين للتنمية السياسية مستقطبة مرشحي ومشرفي الحملات الانتخابية للانتخابات المقبلة، إلى أهمية إعداد برنامج انتخابي ناجح وتسويقه سياسيا ضمن أسس علمية تطبق على مدى زمني محدد. وفي اليوم الأول من الدورة تطرق د.هلال إلى البرنامج الانتخابي وقال إنه يعد أهم عناصر الحملة الانتخابية، شارحاً كيفية الاستفادة من خبرات الآخرين في هذا المجال وتطويرها بما يتناسب مع ظروف البلدان المختلفة، مؤكداً أهمية معرفة الواقع واحتياجات المواطنين وأولوياتهم، وأهمية المهارات الشخصية والتنظيمية، إضافة إلى مهارات التعامل مع المنافسين في نجاح الحملة الانتخابية.وقال: «البرنامج الانتخابي الناجح للناخب يجب أن يتضمن دعاية انتخابية هدفها الترويج للمرشح وبرنامجه وإيجاد صورة إيجابية عنه لدى الناخبين، ويعتمد نجاح الدعاية في إيجاد الصورة الإيجابية للرسالة والتي تعبر عن اهتمامات الناخب واحتياجاته وأولوياته، وأن تكون واضحة ومميزة».وأشار د.هلال إلى ضرورة أن تمتلك الحملة الانتخابية أهدافاً واضحة تتضمن تأكيد الثقة والولاء لدى المؤيدين، وبالتالي كسب تأييد المتحفظين أو المترددين، بالإضافة إلى تحييد الناخبين المؤيدين لاتجاهات أخرى. كما شرح للحضور الأسس العلمية الصحيحة لإعداد خريطة الدائرة التي تتضمن رسم خريطة سياسية واقتصادية واجتماعية عن الدائرة الانتخابية للمرشح.أما في اليوم الثاني للدورة، تناول د. هلال محاور أخرى تضمنت الدعاية الانتخابية، والتعريـــف بهــــا وفاعليتهــــا، وأساليبهــــا المختلفة، وعناصر نجاحها واعتمادها على استغلال ثقافة المجتمع للفوز في الانتخابات، مشيراً إلى نماذج متعددة، من دول مختلفة، مـن الشعارات السياسية والانتخابيــة التــي ساهمت في التأثير على الناخبين وتغيير سلوكهم واتجاهاتهم الانتخابية تجاه أحد المرشحين وبالتالي فوزه.وأشـــار د.هلال يجب على المرشح أن يمتلــك عدداً من المهارات والقدرات الأساسية حتى يكسب ثقة الناخبين ودعمهم له ويشعرون أنه سوف يكون الممثل المناسب لهم في المجلس النيابي أوالبلدي، ومن هذه المهارات هي الثقة في نفسه وقدراته في خدمة دائرته.وتطرق د.هلال إلى الوسائل التي يمكن للمرشح الترويج من خلالها، وقال إن «الترويج للمرشح يجب أن يكون عن طريق اتصاليين، إما بالاتصال المباشر بالناخبين من خلال اللقاءات والاجتماعات، أو بالاتصال غير المباشر من خلال المواد المطبوعة، أو وسائل الإعلام التقليدية والحديثة.التوعية السياسية وأكد المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية د. ياسر العلوي عن بالغ سروره لنجاح الدورة فصرّح قائلاً «انتهت مساء أمس الأول دورة «البرنامج الانتخابي الناجح» التدريبية، والتي نجحت نجاحاً كبيراً وبحضور فاق توقعاتنا، حيث كان الهدف الذي وضعناه 100 مشارك، ونظراً للإقبال الشديد عدد الحضور تجاوز 170 متدرباً ومتدربة. وأكمل د.العلوي «تعد هذه الدورة باكورة برامج المعهد التدريبية لهذا العام، وواحدة ضمن باقة كبيرة ومتنوعة من الندوات والدورات التدريبية والمسابقات التي تعنى بالانتخابات النيابية والبلدية».وقال «يأتي كل هذا الزخم التدريبي الذي خططنا له في المعهد في إطار السعي لإرساء قواعد التوعية السياسية ونشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي ستعمل بدورها على نشر الثقافة السياسية في المجتمع البحريني والتي بدورها تشكل واحدة من أهم أهداف تأسيس المعهد».وأكد أن «المعهد اختار أن يطرح موضوع الانتخابات كموضوع رئيس لجميع برامجه للعام 2014م، لكون المملكة تستعد لخوض الانتخابات النيابية والبلدية هذا العام، وأكمل «برامج هذا العام سواء تدريبية أم توعوية مفتوحة للجمهور الكريم بكافة أطيافه وكعادتنا بالمجان، وكل ذلك انطلاقاً من سعي المعهد لتعميم الفائدة من هذه البرامج على كافة شرائح المجتمع البحريني». ودعا المواطنين لاغتنام الفرصة والاستفادة من هذه الدورات بالحضور وتأكيد حضورهم عبر التسجيل المبكر لها، خصوصاً وأن المعهد قد نوع في طرق التسجيل لدوراته، فقد أتاحه بالهاتف وكذلك عبر الموقع الإلكتروني للمعهد.وأوضح أن المعهد لا يدخر وسعاً للبحث عن أفضل الطاقات والكفاءات لتقديم دوراته التدريبية، موضحاً أن المعهد يسعى لاختيار نخبة من المحاضرين في التخصصات المختلفة، وفقا لموضوع الدورة التدريبية، مشيراً إلى أن اختيار الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة جاء وفقاً لتميزه وخبرته الكبيرة في مجال العلوم والدراسات السياسية والاقتصاد، وعليه اختاره لأن تكون باكورة برامجه على يده.وأكد العلوي للجمهور الكريم إن بإمكانه التسجيل والإطلاع على جدول برامج الدورات التدريبية التي أعدها المعهد وفتحها للجمهور مجانا، وذلك من خلال الدخول على الموقع الإلكتروني لمعهد البحرين للتنمية السياسية مع الأخذ بعين الاعتبار أن المقاعد محدودة وأن الأولوية لأصحاب التسجيل المبكر خصوصاً وأن البرامج التدريبية القادمة سيكون معظمها في قاعة المعهد وهي محدودة العدد جداً».