عواصم - (وكالات): تطور موقف الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من التمسك بما يعتبره «الشرعية الدستورية»، إلى الإيمان بشرعية الأمر الواقع، وبدا خلال تسجيل صوتي مسرب من داخل محبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية، أنه «مستسلم لواقعه الجديد، مؤمن بأن المستقبل لم يعد له، بل لوزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي» الذي تدخل وعزله في يوليو الماضي، استجابة لثورة شعبية. وتوقع مرسي أن «يشغل السيسي منصب رئيس الجمهورية خلفاً له»، لكنه توقع في الوقت نفسه أن «يتعرض السيسي لانقلاب عسكري»، وقال: «ما هو اللي بينقلب بينقلب عليه». ويشكو مرسي لمحاميه من نفاد الأموال التي بحوزته في السجن، ويطلب الحصول على المزيد لتوفير نفقاته، وفقاً للتسجيل المسرب الذي نشرته صحيفة «الوطن» المصرية.في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها فككت خلية مسلحة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين كانت تستهدف مهاجمة قوات الأمن، في أول اتهام تفصيلي من هذا النوع لأعضاء في الجماعة.وأوضحت الوزارة أنها كشفت خلية شكلها قيادي في جماعة الإخوان المسلمين مسؤولة عن مقتل 5 رجال شرطة في اعتداء على حاجز أمني في مدينة بني سويف جنوب غرب القاهرة الشهر الماضي.وجاء في بيان الداخلية أن «تكليفات صدرت من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي لعضو المكتب الإداري بمحافظة بنى سويف عبدالعليم عبدالله محمد طلبه بتكوين جناح عسكري للتنظيم بالمحافظة يستهدف المنشآت الشرطية والعسكرية وأفرادها وقام بدوره بالتنسيق مع قيادي التنظيم خالد عمر عبدالواحد عبدالرحيم وتشكيل الجناح العسكري». وأضافت الوزارة أن هذه المجموعة تضم 12 عضواً وأنه تم إلقاء القبض على 5 منهم.من جهة أخرى، شدد وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي، على قدرة بلاده على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب بتكاتف جهود جميع أبنائها.ونقل التلفزيون المصري عن السيسي قوله، خلال الندوة التثقيفية التاسعة التي أقامتها إدارة الشؤون المعنوية بالجيش، إن الشعب يمتلك إرادته الحرة ليقرر ما يرى ويضع ثقته في من يختاره، وما قامت به القوات المسلحة خلال ثورة 30 يونيو كان من أجل مصر وشعبها. من جانبه، أعلن رئيس حزب مصر القوية السياسي الإسلامي عبدالمنعم أبو الفتوح أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.وقال أبو الفتوح في مؤتمر صحافي في مقر الحزب وسط القاهرة «نحن لا نرضى لضمائرنا أن نشارك في عملية تدليس على الشعب أو خديعة له». وأضاف أبو الفتوح «كل المؤشرات الموجودة تقول إنه لا يوجد مسار ديمقراطي ولا احترام للحريات وحقوق الإنسان ولن نشارك في مثل هذه المهازل».وقالت الهيئة العليا لحزب مصر القوية في بيان تلي خلال المؤتمر الصحافي نفسه أنها قررت «عدم تقدم الحزب بمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة». ويعد أبو الفتوح، الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين في عام 2011، من أبرز السياسيين الإسلاميين في مصر وترشح في انتخابات الرئاسة في 2012 وجاء في المركز الرابع إثر جولتها الأولى خلف كل من محمد مرسي وأحمد شفيق وحمدين صباحي. وأعلن زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي أنه قرر الترشح للانتخابات الرئاسية ليصبح أول شخصية سياسية تعلن عزمها على الترشح في الانتخابات التي لم يحدد موعدها بعد. وحتى الآن لم يعلن المشير السيسي الذي يحظى بشعبية جارفة، ترشحه رسمياً للرئاسة إلا أنه لم يخف عزمه على الترشح منذ عزل مرسي. ويعد السيسي الأوفر حظاً للفوز في انتخابات الرئاسة.وأثار قيام صباحي بإعلانه الترشح للرئاسة، زلزالاً في حركة تمرد التي قادت مظاهرات 30 يونيو ضد الإخوان.وشهدت الحركة انقسامات بين تيار يؤيد صباحي، وآخر يقوده مؤسس تمرد، محمود بدر، دعماً لترشح السيسي.وأصدر 50 عضواً وقيادياً من مؤسسي ومسؤولي اللجان والمكاتب التنفيذية للحركة في مختلف المحافظات بياناً، أعلنوا فيه دعمهم صباحي في انتخابات الرئاسة، مؤكدين احترامهم لكل من يختلف معهم في الرأي، ورفضهم أي اتهامات بالتخوين. من جانبه، أعلن بدر أن الحركة ستدعم ترشيح السيسي للرئاسة. وقررت المكاتب الإدارية والتنفيذية للحركة الدعوة لاجتماع عاجل للجمعية العمومية للنظر في التجاوزات التي قام بها عدد من أعضاء الحركة، وهم حسن شاهين، ومحمد عبدالعزيز، وخالد القاضي.كما أعلنت الحركة أن الصفحة الرسمية لها سرقت بواسطة مجموعة من أعضاء التيار الشعبي الذي يتزعمه صباحي. وطالبت الحركة جميع وسائل الإعلام بالتعامل المباشر مع كل من بدر مؤسس تمرد، وأعضاء اللجنة المركزية للحركة، وهم محمد نبوي، ومصطفى السويسي، ومها أبو بكر.
مـــرسي: السيسي رئيس مصـــر القــــــادم
10 فبراير 2014