حذّر الرئيس التنفيذي لشركة "آنكورفري"، المختصة بأمن الإنترنت، من أن تهديدات الهجمات الافتراضية المحيقة بالمسافرين دائمي الاتصال بالإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قد باتت أشدّ خطراً وأكثر عدداً، على حد تعبيره.وقال ديفيد جوروديانسكي، عشية انعقاد فعاليات الدورة العشرين من معرض ومؤتمر "سوق السفر العربي" (الملتقى)، إن هذه الحقبة تشهد تنامياً في حرص السياح على استخدام الهواتف المحمولة الذكية، مشيراً إلى أن ارتفاع الطلب على الاتصال الدائم بالإنترنت بغرض التواصل الاجتماعي أو العمل يزيد من تعرّض المسافرين إلى أخطار سرقة الهوية الإلكترونية وهجمات البرمجيات الخبيثة، لاسيما أن المسافرين يجدون صعوبة كبيرة في الاستغناء عن الإنترنت في ترحالهم، سواء للعمل أو للإجازة، تماماً كما في حِلّهم، على حد قوله.ورأى جوروديانسكي أن التطوّر الهائل في تقنيات الهواتف الذكية لا ينفكّ يُغيّر الطريقة التي يقضي بها المرء وقته أثناء السفر، وقال موضحاً، لم يعد المرء بحاجة إلى خرائط ومطويات وكتيّبات إرشادية أو حتى وكلاء سفر لحجز رحلات الطيران والإقامة، إذ يمكن الحصول على كل تلك الخدمات، وأكثر، عبر الهاتف الذكي. لكن جوروديانسكي حذّر من أن لجوء المسافر إلى الأريحية التي تؤمّنها الهواتف الذكية سيجعله يركن إليها دون التركيز على الجانب الأمني، مبيّناً أن هناك توجّهاً مُقلقاً يتمثّل بالاستخدام المتزايد لنقاط النفاذ اللاسلكي غير المحميّ إلى الإنترنت في مواقع مثل المطارات والمقاهي، ما يجعل المستخدم هدفاً رئيسياً للهجمات الافتراضية.وجاءت تحذيرات جوروديانسكي قبيل انعقاد حدث الملتقى، الذي ستشهد دورته الحالية أكبر تركيز لها على الجوانب التقنية، ضمن قسم مهمّ من المعرض مُخصّص لعرض أحدث التقنيات الرقمية في قطاع السفر والسياحة، شهد نمواً بنسبة 34 بالمئة عن العام الماضي.ويُقام الحدث تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويأتي في طليعة الفعاليات التجارية المتخصصة بقطاع السفر والسياحة بالمنطقة، وأحد أكبرها على الصعيد العالمي.وشدّد جوروديانسكي على أهمية تأمين الحماية للهواتف أثناء اتصالها بالإنترنت، مساوياً بين حمايتها وحماية الوثائق والمتعلقات الشخصية للمسافر، وخلُص إلى تطبيقات الشبكات الخاصة الافتراضية، التي تتمتع بمزايا أمنية أساسية قد باتت ضرورة للمسافرين من سكان المنطقة.