بقلم ـ لطيفة بنت محمد بن خليفة آل خليفة:بمناسبة احتفالات البحرين بالذكرى الـ13 لميثاق العمل الوطني، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد مسيرة الخير والعطاء والازدهار صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء. إنها لمناسبة وطنية تاريخية مجيدة، يحق لنا جميعاً أبناء الشعب البحريني، وبمزيد من الفخر والاعتزاز، أن ننظر فيها بعين التقدير والإجلال إلى صاحب الجلالة الملك المفدى، الذي استطاع برؤيته الحكيمة وفكره الثاقب، أن يرتقي بالبحرين إلى مصاف الدول الديمقراطية بتدشين ميثاق العمل الوطني بإرادة وطنية ذاتية، وبموافقة 98.4% من الشعب في استفتاء عام، وقبل عقد من الحديث عما يسمى «الربيع العربي».ومثلت هذه الوثيقة الدستورية الاستراتيجية رؤية القيادة الرشيدة بشأن الإصلاح السياسي والديمقراطي، من خلال إعادة الحياة البرلمانية، ومنح المرأة حقوقها السياسية والدستورية كاملة، وتعزيز استقلالية القضاء، واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية في التعبير عن الرأي والعقيدة والنشر بمختلف وسائل الإعلام والاتصال، والمجتمع المدني، في تجربة ديمقراطية رائدة نالت إعجاب الجميع، وعكست روح الود والتسامح، والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين أتباع جميع المذاهب والثقافات والأعراق والأديان والأجناس في إطار من المساواة والعدالة.ومن أبرز ما يميز ميثاق العمل الوطني وما تبعه من تعديلات دستورية، أنه جسد أسمى روابط التلاحم والتوافق بين القيادة والشعب، وأكد أن الجميع شركاء في ترسيخ الإصلاح والتطور الديمقراطي والحقوقي، وإتاحة حريات غير مسبوقة، تستوجب من أبناء الوطن كافة التعاطي معها بمسؤولية ونضج في التعبير السلمي والحضاري عن الرأي في إطار احترام القوانين، ونبذ التحريض على العنف والكراهية والطائفية، حرصاً على أمن واستقرار الوطن.إن متابعة إنجازات الوطن على طريق الإصلاح والنهضة والتنمية المستدامة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين يفرض على كل مواطن تحمل مسؤولياته في العمل والإنتاج، واحترام الدستور والقانون، وإعلاء المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات طائفية أو أيديولوجية أو حزبية، والحفاظ على المنجزات التنموية والحضارية المحققة، بعد أن جعلت البحرين في صدارة البلدان العربية وفي مقدمة دول العالم من حيث الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية البشرية والحرية الاقتصادية وحقوق المرأة.وفي هذا اليوم الوطني العظيم، فإننا نعاهد المملكة الغالية وقيادتنا الحكيمة أن نبقى دائماً على العهد والوفاء، وأن نسهم بكل ما في وسعنا من أجل تحقيق المزيد من السلام والرفعة والمناعة والرخاء والازدهار في إطار دولة الحق والعدالة والمؤسسات الدستورية.
الميثاق.. وثيقة الإصلاح والحريات المسؤولة
14 فبراير 2014