بغداد - (وكالات): حذر خطباء سنة عراقيون في صلوات الجمعة بمحافظات شمالية وغربية من مبادرات الحكومة لحل أزمة محافظة الأنبار واصفين إياها بالمكيدة لأهلها واتهموا الأمم المتحدة بالسكوت عن قصف المدن، بينما حذر خطيب جمعة النجف مما أسماه بالتطاول على إيران وقال إن الهجوم على قادتها محظور في العراق.وجدد الحراك الشعبي في المحافظات العراقية الشمالية والغربية السنية إقامة صلوات الجمعة الموحدة تحت شعار «إرهابكم يقتل مبادرتكم» حيث تناول خطباء الجمعة فيها الأحداث المتفجرة في محافظة الأنبار وتراوحت خطب الجمعة فيها عبر قنوات فضائية محلية بين التحذير من مبادرات الحكومة لحل الأزمة في المحافظة وبين إدانة قصف الجيش للأحياء السكنية والمستشفيات والدعوة لمساعدة مئات النازحين من المحافظة. وفي مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد، هاجم خطيب جمعة الصلاة الموحدة الشيخ ثامر البراك الحكومة وقال إنها تضرب شعبها من دون رحمة ولم يستبعد استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا في قصف الأحياء السكنية بنسائها وأطفالها وشيوخها بحسب قوله. من جهته اتهم إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في ساحة الاعتصام بسامراء شمال غرب بغداد الشيخ سفيان محمود الأمم المتحدة بالصمت عما يتعرض له أهالي مدينتي الفلوجة والرمادي من قصف عشوائي يستهدف المدنيين والمستشفيات والمساجد. أما في مدينة الفلوجة غرب بغداد، فقد اتهم خطيب الجمعة الشيخ عبدالحميد جدوع ممثلي الأنبار في البرلمان والحكومتين الاتحادية والمحلية بالفشل وعدم حماية أهالي المحافظة من بطش ومجازر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وميليشياته بحسب قوله. من ناحية أخرى، حذر إمام وخطيب جمعة النجف جنوب بغداد صدر الدين القبانجي من مهاجمة إيران وقادتها وقال إن مثل هذا الهجوم غير مسموح به إطلاقاً في العراق. من جهة أخرى، تخوض القوات العراقية منذ صباح أمس مواجهات مع مسلحين يسيطرون على أجزاء من ناحية سليمان بيك الواقعة على الطريق الذي يربط بغداد بشمال البلاد، قتل فيها 17 مسلحاً على مدى يومين.وقال مدير ناحية سليمان بيك طالب البياتي «بدأت القوات العراقية اقتحام ناحية سليمان بيك حيث دخلت المدرعات والدبابات تتقدمها الفرق الهندسية التي تفكك العبوات».وأضاف أن «اشتباكات متقطعة تجري بين القوات الأمنية وقناصين يعتلون المباني السكنية في الناحية»، لافتاً إلى أن 17 مسلحاً قتلوا في اشتباكات بينهم 7 مسلحين قضوا في ضربة جوية استهدفت سيارة كانت تقلهم.وفي وقت لاحق، قال البياتي إن القوات الحكومية تواجه جيوب مقاومة في بعض المناطق الغربية من سليمان بيك، وأن القناصة لايزالون يتواجدون على أسطح بعض المنازل. وسيطر عشرات المسلحين المناهضين للحكومة العراقية على أجزاء من ناحية سليمان بك الاستراتيجية، معظمهم ينتمون بحسب البياتي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش»، أحد أقوى المجموعات الجهادية المسلحة في العراق وسوريا. وتأتي سيطرة المسلحين مجدداً على ناحية سليمان بيك التي تحظى بموقع جغرافي استراتيجي في وقت لاتزال فيه مدينة الفلوجة وبعض مناطق الرمادي غرب بغداد تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة أيضاً. وأعلنت الأمم المتحدة أن 63 ألف عائلة نزحت من محافظة الأنبار نحو محافظات أخرى بسبب أعمال العنف، ما يعني بأن العدد الإجمالي لهؤلاء النازحين بات أكثر من 370 ألف شخص، وسط حصار عسكري مفروض على الفلوجة. من جهة أخرى، قتل 4 من عناصر الشرطة عندما هاجم مسلحون سيارتهم التي كانت متوقفة عند طريق سريع غرب تكريت.