كتب- عبد الله إلهامي:أكد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، خلال تشييع شهيد الواجب الشرطي عبدالوحيد سيد محمد أمس، أن الأعمال الإرهابية، لن تزيد شرطة البحرين إلا عزيمة وإصراراً، مشيرا إلى أن «الشرطة ماضية قدماً في إجراءاتها وتدابيرها الأمنية والقانونية لوأد الإرهاب، ولن تألو جهداً في سبيل القيام بواجباتها في حفظ أمن واستقرار الوطن والتصدي بكل حزم لمن يسعى للعبث بأمن البلاد وخرق النظام ومخالفة القانون».ووشدد وزير الداخلية، خلال تشييع حضره حشد شعبي ورسمي في مقبرة الحنينية أمس، على أن «أعمال البحث والتحري، مستمرة للقبض على مرتكبي هذا العمل الإرهابي وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم، مضيفاً «حمى الله البحرين من كل شر وسوء وأدام عليها نعمة الأمن والأمان».وتقدم الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، عصر أمس الجموع الغفيرة التي شاركت في تشييع جثمان شهيد الواجب الشرطي عبدالوحيد سيد محمد بمقبرة الحنينية بالرفاع، إضافة إلى رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، وعدد من كبار الضباط والمسؤولين في المملكة ورجال الدين شهيد الواجب بإذن الله؛ شرطي أول عبدالوحيد سيد محمد، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى الثالثة فجر اليوم بمستشفى الملك حمد الجامعي، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في التفجير الإرهابي الذي وقع مساء أول أمس الجمعة بمنطقة الدير أثناء أدائه الواجب. وقدم أصدق التعازي والمواساة لذوي الشهيد ولزملائه من رجال الشرطة ممن كانوا معه على الواجب وكافة أبناء الوطن، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.وقال وزير الداخلية: «إننا نعزي أنفسنا برحيل الفقيد إلى مقام الخلود والشهادة، ونتوجه بالشكر الجزيل للمواطنين والمقيمين الكرام على مشاعرهم الأصيلة»، وأضاف أننا «إذ نترحم على شهيد الواجب، فإننا نعاهد الله أن نظل أوفياء على العهد، وستظل تضحيات رجال الشرطة من أجل أمن الوطن واستقراره وإعلاء كلمة الحق صفحات مضيئة في تاريخ الوطن ومثالاً يحتذى في البذل والفداء».وشهدت الرفاع أمس تشييع شهيد الواجب الذي ارتقت روحه إلى جانب بارئها جراء عمل إرهابي، من دون أن يسعد برؤية مولوده البكر، الذي يستعد للقدوم خلال أيام، ولم يمض على زواجه سوى ما يقرب من عامٍ ونصف، حيث يبلغُ شرطي أول عبدالوحيد سيد محمد من العمرِ 29 عاماً. ولم يشفع لشهيد الواجب هدوئه الشديد وطيبة قلبه ومحبة الجميع له، عند الإرهابيين إذ طالته يدهم الآثمة، وانتزعته أنياب الإرهاب من بين إخوانه الأربع وأختيه، وبالرغم من أن والده وإخوانه رجال أمنِ يسهرون لحماية أمن الوطن والمواطن، إلا أن قلوبهم انفطرت على فقد عبدالوحيد، حيث كانت تبكي والدته وتقول «كل همي ينصب على زوجته التي ستلد أول أبنائه بعد أيام»، وبدا والده أثناء التشييع بحالة لا يرثى لها، بعد فقدانه لابنه البكر وفلذة كبده.وعبّر جميل، أحد أقاربه عن أسفه لوفاة عبدالوحيد الأخ الأكبر لأسرته، مشيراً إلى أنهم علموا بوجوده في المستشفى متأخراً، حيث راعى زملاؤه إبلاغهم بما ألمّ به خوفاً على مشاعرهم من هول الصدمة.وأوضح أنه لم يكن موجوداً وسط أهله خلال الأيام القليلة الماضية سوى مرة كل ثلاثة إلى أربعة أيام، لكونه في حالة طوارئ لا تسمح له سوى بالبقاء في الدوام بمنطقة سافرة، وحينما التقاه آخر مرة قبل ثلاثة أيام لم يكن يتوقع أن تكون آخر مرة يراه فيها، حيث بدا على طبيعته جداً وكأن شيئاً لن يكون. وأعرب المشيعون عن اعتزازهم وفخرهم بالشهيد الذي جسد التضحية والبطولة في سبيل أداء الواجب في تصديه لعناصر الإرهاب والإجرام، داعين المولى عزل وجل أن يتغمد روحه بواسع رحمته وينزله منزلة الصديقين والأبرار، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. وأكدوا على تقديرهم لرجال الأمن وجهودهم في تحقيق الأمن والأمان لجميع الأهالي والمواطنين، في جميع محافظات المملكة، وقالوا إن استهداف رجال الشرطة عملٌ يخالف الشرع والدين والأعراف والأخلاق والقيم، داعين الله القدير أن يحفظ رجال الشرطة الساهرين على حفظ أمن البلاد، مؤكدين أن الإرهابيين الذين يستهدفون رجال الشرطة ويروعون الآمنين ويستهدفون الممتلكات العامة والخاصة يجب أن ينالوا جزاءهم، وأنهم على ثقة بأن رجال الداخلية قادرون على ضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء عملهم الإرهابي الجبان.وكانت «الداخلية» أعلنت صباح أمس استشهاد أحد رجال الشرطة متأثراً بجراحه التي أصيب بها في التفجير الإرهابي الذي وقع مساء أول أمس بمنطقة الدير، بعد إعلانها قبلا أن تفجيراً إرهابياً وقع في منطقة الدير أسفر عن إصابة اثنين من أفراد الشرطة.وجاء في بيان أصدرته الوزارة فجر أمس، أن بعض قرى البحرين شهدت أول أمس، أعمال شغب وتخريب وإغلاق للشوارع واستهداف لرجال الأمن، الأمر الذي استوجب التصدي للمجموعات التخريبية التي ارتكبت هذه الأعمال، وفق الضوابط القانونية المقررة.وأكدت وزارة الداخلية إلى أن عملية الانتشار الأمني والتي يتم تنفيذها حالياً في بعض المناطق للحفاظ على أمن وسلامة الجميع، سوف تستمر خلال الأيام المقبلة للتصدي لأي مخالفات وتجاوزات، بعد أن تمكنت من إحباط كثير من الأعمال التخريبية وتعزيز الأمن والاستقرار في ربوع المملكة.
وزير الداخلية في تشييع شهيد الواجب: ماضون بوأد الإرهاب
16 فبراير 2014