كتبت - نور القاسمي:حصلت «الوطن» على بيانات تشير إلى وصول نسبة الرسوب في مقرر «الثقافة العددية» للحلقتين الأولى والثانية بـ5 مدارس ابتدائية نموذجية إلى 67% في الصف الثالث و75% في السادس، قبل توقيف توزيع شهادات الصف الثالث من الحلقة الأولى والحلقة الثانية، ما أدى إلى قلق أولياء الأمور جراء تأخر النتائج، فيما تحدث معلمون ومعلمات عن ضغوط تمارسها وزارة التربية للتغاضي عن أخطاء طلبة بهدف رفع نسبة النجاح.وقالت وزارة التربية إنها «بدأت فعلياً بتقييم مشروع الاستراتيجية العددية، بغية تطويره، وتفادي أي أخطاء أو مشاكل واجهت الطلبة والمدارس وأولياء الأمور خلال الفترة السابقة»، مشيرة إلى أن «المعنيين بالوزارة بدؤوا تحليل نتائج المشروع من خلال مستويين اثنين، المدارس والطلبة، بغية تطوير الممارسات والتطبيقات في المرحلة المقبلة، إضافة إلى تجاوز الأخطاء التي رافقت التنفيذ خلال الفترة القصيرة الفائتة من عمر المشروع، حتى يتم تداركها». وأضافت، «التربية»، في بيان، أن «نتائج مدرسة أو مدرستين أو حتى أكثر من ذلك بقليل، لا يعبر بالتأكيد عن نتيجة موضوعية للتقييم، حيث عدد المدارس التي يشملها التقييم حالياً 133 مدرسة، حققت خلالها بعض المدارس نتائج مبهرة، بينما كانت هناك نتائج متوسطة في أخرى، كما أن هناك نتائج ضعيفة في عدد آخر من المدارس». وأكد البيان أنه «بناء على حداثة تطبيق مشروع الاستراتيجية العددية، فقد كان متوقعاً أن تكون النتائج الأولية غير مرضية شكلاً، لكنها بالتأكيد تعطي مؤشراً سليماً على السير في الطريق الصحيح، فالدرجات هنا قائمة على تقييم وفق مستويات عالمية معتمدة، كما تأتي متماشية مع المستوى المعتمد للامتحانات الوطنية وامتحانات Timss».وأشارت الوزارة إلى أنها «لا تعتمد فقط على الحفظ والتكرار كما جرت العادة، ولكنها تعتمد على غرس مبادئ استراتيجية في الثقافة العددية، ترتقي بالمهارات والقدرات التي نسعى لترسيخها في أبنائنا الطلبة على المديين المتوسط والبعيد». بيان وزارة التربية والتعليم أوضح أن «النتائج المتفاوتة، يعطي مؤشرات عن سبب نجاح المشروع في بعض المدارس، وعدم سيره كما ينبغي في غيرها، أو تأخره في بعضها الآخر، وهي فرصة لمعرفة مستويات الطلاب الحقيقية، والمستويات التي يفترض أن يصلوا إليها، عبر الانطلاق بالايجابيات وتعزيزها، ومن ثم تشجيع تكرارها في بقية المدارس، ومحاولة علاج السلبيات في المدارس المتأخرة». وأشار البيان إلى أن «تحليل النتائج الذي بدأته الوزارة قبل أيام، سيوفر لاحقاً؛ تقييماً أكثر موضوعية وشمولية، حول مقارنات ستخدم التجربة كثيراً، مثل مقارنة نتائج مدارس البنين بالبنات، ومقارنة النتائج الحالية بالسابقة، إضافة إلى مقارنتها بامتحانات ال Timss والامتحانات الوطنية، إضافة إلى غيرها من النتائج والمقارنات التي ستفتح المجال لمعرفة أسباب القصور لتلافيها، ولتحقيق الغاية الأسمى، وهي الارتقاء بمستويات أبنائنا الطلبة والطالبات الدارسين في مدراس وزارة التربية والتعليم، والوصول بهم إلى المستويات التي يفترض أن يصلوا إليها». وقالت معلمة رفضت الكشف عن اسمها، لـ»الوطن» إن «الوزارة أجبرتنا على التغاضي عن أخطاء واضحة عند تصحيح الأوراق، إذ أرسلت 3 نماذج للتصحيح، تباعاً»، مشيرة إلى أن «الوزارة غيرت نموذج التصحيح الأول جراء تدني نسبة الرسوب، وبعد استمرار تدني العلامات عادت لترسل نموذجاً آخر، وهذا كله كان دون جدوى فاستمر تدني النسب». وأكدت أن «شهادة الطلبة معلقة بسبب نتائج امتحان الثقافة العددية التي اتضح من خلالها سوء المنهج وسوء طرق تدريسه وعدم استيعاب أكثر من نصف الطلبة والطالبات له»، مشيرة إلى أن «الوزارة فاجأت المدرسين والمدرسات بوجود امتحان لصف الثالث من الحلقة الأولى بعد أن نفت بادئ الأمر».وأضافت أن «تقييم الوزارة في كشف الدرجات يفتقر المصداقية كونه يعطي المدرس خيارين فقط وهما «أتقن الطالب / طور التقدم» الأمر الذي يحتم على المدرس أن يختار الإتقان فترتفع نسب الإتقان عند الوزارة».من جهته، قال المعلم عبد القادر العوضي إن «نسبة الرسوب هذه متوقعة لحداثة المقرر على الطلاب والمعلمين»، مؤكداً أن «الوزارة ليست مستعدة بشكل كافٍ للمقرر، ما أدى إلى ظهوره بشكل سلبي وإن كان جيداً أمام أولياء الأمور والطلبة والطالبات، فضلاً عن عدم وجود كتاب رسمي للمقرر، وعدم سماح الوزارة للمعلمين بتقديم أنشطة وتمارين، وأنشطتها هي تتأخر جداً، ومذكرة الطالب لم تصل إلا بعد شهرين من بداية الفصل الدراسي».وأكدت الأستاذة آمنة السليطي «المديرة المساعدة بمدرسة بدر الكبرى الابتدائية للبنين» بأنه عند تطبيق وزارة التربية والتعليم للاستراتيجية العددية كنا متوقعين تحقيق مثل هذه النتائج لأنها تعكس الواقع الحقيقي وذلك يرجع لحداثة تطبيق هذه الاستراتيجية، فهي آلية جديدة ومتطورة. وأضافت أنه «لا يجب إطلاق أحكام متسرعة على نجاح الاستراتيجية أو فشلها من خلال فصل دراسي واحد، فقط كون هذه الاستراتيجية جديدة وتحتاج لأعوام عديدة لقياس فاعليتها والوقت المثالي لقياس التجربة هو بعد إكمال دفعة العام الدراسي الحالي من طلبة الصف الأول الابتدائي للمرحلة الابتدائية أي بعد خمس أعوام لقياس وتقييم الاستراتيجية والحصول على نتائج ملموسة حقيقية». وحول كيفية مواجهة العقبات أمام تطبيق الاستراتيجي بدورها، قالت الأستاذة شهيرة علي جمعة مديرة مدرسة سبأ الابتدائية للبنات إن «النتائج لا يمكن قياسها على نجاح أو فشل المشروع، فمشروع الاستراتيجية العددية مشروع جديد بودئ بالتطبيق الفعلي في الفصل الدراسي الأول لهذا العام ولأول مرة يطبق الامتحان الشفوي (الذهني) في مادة الرياضيات بينما فتح أبواب شاسعة أمام الطالبات من حيث مراعاته للفروقات الفردية وتعدد طرق الحل في جميع العمليات الحسابية من ضرب وطرح وجمع وقسمة، فلم تعد مادة الرياضيات تحفظ وتسمع بل أصبحت الطالبة تستمتع في استخدام مهارات التفكير لإيجاد طريقة الإجابة التي تتناسب مع قدراتها ومهاراتها الحسابية وهذا ما لمسوه من خلال الزيارات الصفية في حصص الرياضيات».وأضافت أنه «مع بداية كل مشروع لا بد من وجود بعض الصعوبات مثل عدم توفر المواد المطبوعة في الوقت المحدد المتناسب مع الخطة الدراسية، إلا أنه سوف يتم تداركه في المرحلة المقبلة بتجميع المواد في كتاب واحد». وأكدت أن «المشروع يجب أن يعطى حقه من التقييم الموضوعي بالنجاح أو الفشل استناداً للنتائج الحقيقية بعد مرور وقت كافٍ من تطبيقه».