يستعيد ربيع الثقافة بنسخته التاسعة هذا العام الأسطورة التاريخية «طروادة»، يعيد رسم طريق الحرير بمعرض قادم من الصين، ومع فنان العرب الكبير محمد عبده، وكوكبة من ألمع نجوم موسيقا الروك والجاز، تشتعل سماء المنامة وتضج بالألوان.وزارة الثقافة ومجلس التنمية الاقتصادية أعلنا بالأمس عن برامج الربيع، وتحت عنوان «قوس فرح» تنطلق فعالياته بدءاً من 27 فبراير الجاري، بعد أن كان معرض شكيب سابانجي من تركيا افتتح الموسم منذ يناير ويستمر حتى 13 أبريل، بمتحف يضم روائع الخط الإسلامي «500 عام من الخط الإسلامي بمتحف البحرين الوطني». وبعيداً من اليابان يأتي معرض «الماكي» ليؤكد حضوره بمهرجان الربيع، في الفترة ما بين 2 مارس و6 أبريل، ويتناول فن رش بودرة الذهب أو الفضة على الورنيش.وتشارك الصين بمعرض طريق الحرير، عبر فعاليات الأسبوع الثقافي الصيني بالتعاون مع سفارة بكين لدى البحرين، ما بين 10 و19 أبريل، وبمناسبة مرور 25 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهي تحضر أيضاً من خلال عرض «باليه لياونينج» بعرض يمزج الموسيقى والرقص والدراما و«الكونغ فو» الصينية والغناء والسحر.ومن تركيا معرض الاندماج والتحول «في لا فونتان» لعلي أبايغلو المصمم ومبدع المنحوتات التجريدية واللوحات والأعمال التركيبية المصنوعة من مواد متعددة كالخشب والمعدن والزجاج.وتستعيد قلعة عراد في أمسية حالمة، انبعاث الأسطورة التاريخية الشهيرة «طروادة»، من خلال عرض لفرقة «نار الأناضول» التركية، وهي تجمع بين الرقص الحديث والباليه بإيقاعات شرقية تقليدية يجسدها قرابة 64 راقصاً وراقصة. وتطوي مسرحية جبران المسافات قادمة من إنكلترا، لتسلط الضوء على دفء العلاقة بين جبران خليل جبران وأخته مريانا، وهما يحاولان التكيف مع حياتهما الجديدة في أمريكا.العالم هنا والأطفال على موعد مع عرض «الدودة الجائعة» وحكايات أخرى كثيرة لإريك كارل من مسرح «ميرميد نوفا سكوتيا» الكندي، وحكاية غيمة صغيرة كيف تتحول إلى مخلوقات غريبة في السماء، وخوض المغامرة المدهشة للحرباء المتلونة في حديقة الحيوان، وللمسرحيات العائلية التربوية مكان عبر وصفات سحرية أتت من فرنسا خصيصاً.وفي عالم الغناء، يحط الملحن الكبير وعازف البيانو وأسطورة موسيقى الجاز الفائز بـ3 جوائز غرامي رامزي لويس، ومؤلف الأغاني الحائز على 7 جوائز غرامي فيليب بايلي، رحالهم في قلعة عراد بأمسية ساحرة يوم 8 مارس. وتقدم جلوريا جاينور من الولايات المتحدة حفلة بأضخم مجموعة من أغاني الديسكو على الإطلاق في قلعة عراد 4 أبريل، وعشاق موسيقى الروك على موعد مع محبوب الملايين وأسطورة الروك إريك كلابتون في قلعة عراد 8 مارس. ويشتعل مسرح البحرين الوطني، بأمسية أوبرالية ساحرة برفقة الأسطورة العالمية خوسيه كاريراس، بينما يقدم مركز «لافونتين» الفنانتين العالميتين فيرتشا غرومزا وآنا كاراديميتروفا برفقة عازف البيانو باتريك ريباك يوم 15 مارس، ومن النمسا يأتي كورال «فتيان فيينا».ألوان عربيةويتألق فنان العرب الكبير محمد عبده في أمسية لا تنسى في قلعة عراد، ومن لبنان يحل ميشال فاضل ضيفاً على خشبة المسرح الوطني، ومن مصر تجيء موهبة «عرب آيدول» أحمد جمال في الصالة الثقافية، فيما تقدم غالية بن علي مختارات من أغاني أم كلثوم في مركز الشيخ إبراهيم 3 مارس.وفي مجال المحاضرات الثقافية والفكرية، يحاضر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ محمد الصباح حول «التنمية المستدامة في عالم مضطرب» بمركز الشيخ إبراهيم 5 مارس، في حين تلتقي المنامة بالرياض في حديث شعري دافئ يلقيه د.عبدالعزيز الخوجة من المملكة العربية السعودية في بيت الشعر 10 مارس. ويشارك الكاتب السوري الفرنسي هاشم صالح بمحاضرة حول معركة التنوير العربي 17 مارس، ومحاضرة باللغة الإنجليزية للكاتب رينيه جاك مايير من فرنسا بعنوان «الجمال وسيلة تعبر بها الأوطان عن هويتها الثقافية» 24 مارس. ويشارك أمين عام منظمة السياحة العالمية د.طالب الرفاعي بورقة «السياحة الثقافية.. الهوية الحضرية للمدن التاريخية» 31 مارس، وتقدم المخرجة السعودية هيفاء المنصور محاضرة في 14 أبريل بعنوان «ملامح السينما الخليجية الوليدة.. صوت الشباب والمرأة»، ويمتد الشعر نحو لبنان من خلال أمسية شعرية ثانية يقدمها الشاعر يحيى جابر بعنوان «الرجل الأموي» 7 أبريل ببيت الشعر. ويعرض حسام ضرار من مصر في دار البارح مابين 7 و27 أبريل، وينظم معرض «غاية ترفيهية» ما بين 14 أبريل و15 أغسطس في متحف البحرين الوطني.ألوان بحرينيةوبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، يقدم مركز الشيخ إبراهيم معرضاً في عمارة بن مطر بالمحرق، بعنوان «المحرقي.. الأب والابن»، يشارك فيه الفنان ورسام الكاركاتير عبدالله المحرقي وابنه خالد المحرقي، ما بين 4 مارس و3 أبريل.ويشهد الربيع افتتاح «بو سعد أرت جاليري» لعرض النتاج التشكيلي للفنان إبراهيم بو سعد، وتكريم الشاعر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في الصالة الثقافية 22 مارس، وافتتاح «ذاكرة البيت» 31 مارس في مركز الشيخ إبراهيم.ويستمر سوق باب البحرين مابين 27 فبراير و1 مارس وخلال أيام 27 و28 و29 مارس، في تقديم منتوجات المصممين المحليين من اللوحات الفنية، المنتوجات اليدوية، قطع الأثاث الابتكارية، الإكسسوارت، أعمال الغرافيك، والخشب والطباعة والتصوير الفوتوغرافي، ويصاحبها في ذلك «آرت ماركت» أيام 13 و1و4 15 مارس، و10 و11 و12 أبريلومن المنامة إلى الصخير فعالية بعنوان «في الربيع تزور الأغنيات شجرة الحياة» 5 أبريل، من خلال عزف أغان شعبية بحرينية، وإقامة معرض البحرين الدولي للكتاب ما بين 27 مارس و6 أبريل ومصر ضيف شرف بالمعرض.وتنظم وزارة الثقافة مهرجان التراث السنوي الـ22 بعنوان «حياكة وألوان»، تركز على صناعة الأقمشة والأزياء البحرينية التقليدية، وتتضمن معرِضاً خاصاً وسوقاً مفتوحاً لمختلف أنواع الأقمشة والألبسة، وورش عمل تتعلق بصناعة الأقمشة وسوق للأطعمة البحرينية. وتشمل الفعاليات افتتاح بيت الغوص 3 أبريل، من خلال معرض كبير يكشف للزوار تفاصيل حياة الغواصين، ومهرجان ألوان 338 لإبراز منطقة العدلية وتميزها النوعي وتفاعلها مع التطور الحضري، إلى جانب معارض فنية وحوارات وأمسيات موسيقية وحلقات نقاشية فنية وعروض لأفلام سينمائية في الهواء الطلق ما بين 3 مارس و19 أبريل.وتقام فعاليات «محادثات خاصة في أماكن عامة» 15 و16 مارس في المحرق مجمع 209 قرب بيت القهوة، ويتضمن عروضاً تقديمية وأحاديث تجمع عدداً من المعماريين الإقليميين والعالميين والفنانين والكتاب حول تصميم الأماكن العامة.برامج تعليميةويواصل البرنامج التعليمي الحافل للمهرجان عطاءه، من خلال تنظيم ورش تعليمية للراغبين في اكتساب مهارات فنية وإبداعية تقدمها فرقة «الدودة الجائعة وحكايات مفضلة أخرى» والفرقة القومية البهلوانية الصينية.وتقدم وزارة الثقافة ورشاً متنوعة حول معرض الحرير ليتعلم خلالها الأطفال كيفية تصميم وتطريز الأزياء الصينية المتنوعة، فيما يتعرف الأطفال على كيفية الطهي مع «أنكيرو»، إلى جانب ورشة لفرقة «كورال فتيان فيينا» وورشتين لمسرحية جبران.وهناك ورشة للنحت بالرمال يقدمها الفنان الهندي سودارشان باتنيك على مدى أسبوع كامل، وثلاث ورش عمل تقدمها خبيرة المسرح دلال مكاري، بينما تقدم وزارة الثقافة أيضاً فعاليات الطفل والوصفات السحرية، للتعريف بحسن التعامل في المجتمع والسلوكيات الحميدة، من خلال أغان مرحة وعروض فنية.وقائع المؤتمروقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال المؤتمر الصحافي «نواصل رهاننا على الثقافة ربيعاً نحدث من خلاله الفرح والأمل، فرح هذه المرة بحجم قارة، حيث المنامة مدينة السياحة الآسيوية والفن عام لها، هذه المتوازيات جميعها تكرس الإبداع والفنون لإحداث التقارب»، مضيفة «الثقافة تلغي الحدود ونلتقي جميعاً فيها كقارة، نحن في ربيعنا نصنع قوس فرح يصل الأوطان ببعضها».وأردفت «من خلال الثقافة أصبحنا مملكة مترامية الأطراف، بكل ما تكتنزه من فرح وبصنيعها الدائم للجمال»، مؤكدةًمواصلة الثقافة لاستمرارية هذا المنجز. وقالت «في العام المقبل نحتفي بعشرة أعوام لهذا الربيع، ونواصل مع شركائنا من المؤسسين فعلنا الثقافي والفكري، عشرة أعوام مقبلة تكرس من خلالها الثقافة لكل ما هو جميل ومبهج».وأوضحت الوزيرة «اهتمام مجلس التنمية الاقتصادية بالثقافة ومجاورتنا في الربيع يحقق التكامل، نحن نتواصل بفعل الثقافة وننجز لأجل بحريننا». من جانبه قال وزير المواصلات القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد «تعكس الثقافة الوجه الحضاري العالمي للمملكة بكل ما فيه من انفتاح وتنوع، وهو ما نراه مترجماً في البرنامج الحافل للمهرجان».واضاف أن «الفعاليات المختلفة توجه رسائل واضحة للعالم حول أهمية التواصل الحضاري بين الثقافات، في وقت لا يغفل دوره المحلي والمتمثل في صقل المواهب البحرينية الشابة واستقطاب مختلف فئات المجتمع والأسر البحرينية، ومثل هذا النجاح والازدهار المستمر للمهرجان عكسته بجلاء الشراكة المميزة بين منظمي المهرجان وداعميه».