عد وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، مشروع «معاً» لمكافحة العنف والإدمان، قصة نجاح بحرينية، آملاً تعميم المشروع على دول مجلس التعاون الخليجي كافة.وأعرب الوزير لدى رعايته حفل تخريج الدفعة الخامسة لمنفذي برنامج «معاً» أمس، عن شكره وتقديره لمحافظ الجنوبية رئيس لجنة برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، على جهوده المتواصلة لتنفيذ البرنامج، متقدماً بالشكر لكافة القائمين على البرنامج من الجهات الحكومية والخاصة، والمدربين والمشاركين لدورهم المهم في نجاح البرنامج وتحقيق أهدافه. واعتبر البرنامج، تجسيداً لمبدأ الشراكة المجتمعية ودور شرطة خدمة المجتمع، ويأتي ضمن استراتيجية وزارة الداخلية في حفظ أمن المواطن والمقيم من خلال الوقاية والتوعية.وأكد الوزير أن المشروع يعد منذ انطلاقته قصة نجاح شارك في تحقيقها ودعمها القطاع الحكومي والأهلي، ويعد تجربة نعتز بها داخل البحرين، وبات يعتمد في عملية التدريب على عناصر بحرينية ذات كفاءة عالية، ما يمثل نقلة نوعية من شأنها الدفع قدماً باتجاه تطويره.وأعرب عن تطلعه إلى تعميم المشروع في دول مجلس التعاون الخليجي، لتوسيع نطاق الاستفادة منه وتحقيق أعلى فائدة للشباب والناشئة، لافتاً إلى أن المشروع يلقى تشجيعاً ومباركة من الجميع. من جانبه، عبر محافظ الجنوبية عن خالص شكره وتقديره لوزير الداخلية على الدعم والمساندة لإنجاح البرنامج الوطني المهم، والذي تسير خطواته بثبات وعزم، موضحاً أن لبنات تعريب البرنامج، تأسست ضمن التعاليم الإسلامية والمنهج المستمد من العادات والتقاليد، يترافق مع انتشار تدريجي متصاعد في أوساط المؤسسات التعليمية والمجتمعية في إطار الشراكة المتبادلة مع الجهات المعنية.وأضاف «وصل الأمر إلى المبادرة بفتح قنوات التنسيق مع الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب لتقييم وضمان جودة منهج البرنامج».وقال إن ما يميز الدفعة الجديدة عن سابقاتها، هو التقدم النوعي في العنصر البحريني، حيث إن مدربي الدفعة من الشرطة البحرينية المعتمدين من المنظمة، وكانوا يوماً من خريجي إحدى الدورات السابقة، ليكون هذا الإنجاز عنصراً إضافياً مهماً في دعم إقامة مركز إقليمي لمكافحة العنف والإدمان لدول مجلس التعاون الخليجي في البحرين.وأردف «أدركنا تمام الإدراك أن مواصلة تطوير الوقاية الذاتية للنشء وتحصين العقول باستمرار، هو السلاح الفاعل لمواجهة خطر وعواقب العنف والإدمان معاً، ولعل ما برز لنا في الآونة الأخيرة من تحديات، يجعلنا دوماً في سعي لبذل مزيد من الجهود والتعاون كما هو شعارنا معاً مع الجميع للحد من مظاهر العنف، ومن هنا تكمن فرص النجاح الحقيقي لنواصل الجهد والعزم في تنوير العقول وتزويد شباب الوطن بما هو خير وصالح لخدمة مستقبلهم».وأعرب في ختام كلمته عن شكره وتقديره لجميع الجهات الداعمة للبرنامج من حكومية وخاصة، ومنها وزارة التربية والتعليم وهيئة الإذاعة والتلفزيون، مؤكداً الحرص التام على التحديث والتطوير لبناء جيل قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة وتهيئتهم بشتى الوسائل لتمكينهم من خدمة وطنهم بالشكل الأمثل والمطلوب.بدوره أشاد ممثل المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان .D.A.R.E ليونارد مودي، باهتمام البحرين بفئة الشباب من أبنائها، لافتاً إلى أن المشروع جعل البحرين رائدة في العالم العربي لجهة تطبيق البرنامج، حيث أصبح لديها أول مركز تدريب للبرنامج بالمنطقة.وقال إن المتدربين الجدد شاركوا في برنامج تدريبي مكثف استمر أسبوعين وحقق البرنامج العديد من الإنجازات.وأكد مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام نجيب فريجي، دعم المنظمة الدولية للمشروع في إطار شراكة تجمع الأمم المتحدة والبحرين، وسيتم تتويجها قريباً من خلال خطوات أكثر فعالية.وأضاف أن البحرين، ومن خلال تنفيذ البرنامج، تتقدم خطوات للأمام في مجال تحقيق أهداف الأمم المتحدة، معرباً عن شكره وتقديره لوزارة الداخلية والقائمين على المشروع لما يبذلونه من جهود في حماية النشء من آفة العنف والإدمان.واشتمل حفل التخريج على كلمة للمدير المساعد لمدرسة ابن سينا الابتدائية، المشرف على سير عمل برنامج «معاً» بالمدرسة، أشاد في مستهلها برعاية واهتمام وزير الداخلية بهذا البرنامج الطموح، والذي بدأت إدارات المدارس تتلمس نتائجه على سلوكيات الطلبة.واستعرض تجربة المدرسة في تطبيق البرنامج ومدى استفادة الطلبة منه، مؤكداً أنه ساهم بشكل فعال في تنمية المهارات الحياتية للطلبة، ما جعلهم قادرين على مواجهة تحديات الحياة بطريقة آمنة ومسؤولة.وعرض فيلم تسجيلي حول أهمية البرنامج، باعتباره يعزز مبدأ الشراكة المجتمعية ويهدف إلى تهيئة جيل واع قادر على اتخاذ القرارات المثلى للوصول إلى حياة اجتماعية خالية من العنف والإدمان، وتنفيذ استراتيجية تعليمية تتلاءم مع طبيعة المجتمع البحريني وعاداته وتقاليده من خلال الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة والعمل على تكييفها لتتناسب مع ثقافة المجتمع البحريني. وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج 56 ألف طالب، يمثلون 110 مدارس حكومية وخاصة و19 روضة، وفي إطار مواصلة البرنامج لنجاحاته، انتقل تطبيقه من المرحلة الابتدائية إلى المرحلتين الإعدادية والثانوية، بعدما نظم ورشة عمل تمهيدية عن مخاطر المخدرات. وكرم وزير الداخلية، المحاضرين من المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان، ومنفذي برنامج «معاً» المميزين، مهنئاً الخريجين بهذه المناسبة، ومتمنياً لهم التوفيق في خدمة الوطن.حضر الحفل النائب العام د.علي البوعينين، ووزير الصحة صادق الشهابي والمحافظين ورئيس الأمن العام، وعدد من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي ووكلاء الوزارات.