وقع الجانبان البحريني والهندي أمس، 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم تضمن العديد من المجالات، كإنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين حكومتي البلدين وأخرى بين معهد الخدمة الخارجية بوزارة الشؤون الخارجية الهندية والأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية البحرينية، وثالثة للتعاون في المجالات الشبابية والرياضية. كما شملت الاتفاقيات الأخرى مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والتعليمية والتدريبية والتكنولوجية، أبرزها افتتاح أول فرع لاتحاد الصناعات الهندية بالشرق الأوسط في البحرين، وزراعة 1000 فدان من الموز في الهند.واتفق الجانبان على تأسيس منتدى مشترك للأعمال بين اتحاد الصناعات الهندية ومجلس التنمية الاقتصادية، وتطوير الصناعات التكنولوجية في البلدين، وتبادل الدعم التقني بمجال تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.وخلال انعقاد أعمال منتدى البحرين ـ الهند التجاري في نيو دلهي أمس، اتفق الجانبان على تبادل خبرات التدريب بين «تمكين» والمؤسسة الهندية لتطوير المهارات، إلى جانب مذكرة تفاهم بين جامعتي البحرين وجواهر لآل نهرو الهندية.ووقع البلدان اتفاقية بين هيئة ضمان الجودة ومجلس التقييم والاعتماد الوطني الهندي، ومذكرة تفاهم بين شركة الإسمنت الوطني ومجموعة ليبرتي،واتفاقية بين VKL و»أنسال بيلدويل» لمشروعات البنية التحتية.اتفاقات ومذكرات تفاهمووقع وزير المواصلات القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد، اتفاقية مع المدير الإقليمي لاتحاد الصناعات الهندية قوربال سينغ، لافتتاح أول فرع للاتحاد في الشرق الأوسط في البحرين (CII). وتوافق الجانبان على عدة أمور، بينها إنشاء لجنة لتطوير الروابط الاقتصادية بين البحرين والهند، وزيادة آفاق التعاون بين مجلس التنمية الاقتصادية واتحاد الصناعات الهندية، والمشاركة في استقطاب عدد من الوفود الاقتصادية إلى البلدين، ورعاية مجلس التنمية الاقتصادية لقمة CII للشراكة لعام 2015. من جانبه، وقع رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين د.عصام فخرو، على اتفاقية مع الرئيس السابق لاتحاد الصناعات الهندية سونيل منجال، لإنشاء منتدى البحرين والهند للأعمال بين مجلس التنمية الاقتصادية والاتحاد.وشهدت الفعاليات التوقيع على اتفاقية بين شركة نادر وإبراهيم أبناء حسن، وشركة سنغار للتصدير الهندية، وقعها العضو المنتدب للمجموعة إبراهيم الأمير وممثل شركة سنغار للتصدير دانيش شاه، وفقاً للاتفاقية تزرع شركة نادر الموز على مساحة 1000 فدان في الهند، إضافة إلى رفع الشركة حجم إنتاجها.وشملت الاتفاقات الموقعة مذكرة تفاهم بين مجلس التنمية الاقتصادية واتحاد الأعمال الهندية لقطاع التكنولوجيا والاتصال «ناسكوم»، بهدف تطوير صناعات التكنولوجيا والاتصالات وخدمات الحكومة والتجارة الإلكترونية في كلا البلدين، وقعها كمال أحمد ورئيس ناسكوم آر. تشاندراشيخار.بدوره وقع وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، ونائب العضو المنتدب لشركة SIDIBI السيد مايني، تهدف إلى تطوير المبادرات المعنية بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بينما يقدم الطرفان بتقديم الدعم والمساعدة التقنية كل في مجاله وخبراته.ووقعت «تمكين» والمؤسسة الهندية الوطنية لتطوير المهارات NSDC مذكرة تفاهم، تهدف لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في قطاع التدريب، وريادة الأعمال، وتطوير المهارات. وتشمل الاتفاقية تبادل الخبرات والنماذج الناجحة في البلدين، ووقع الاتفاقية وزير المواصلات كمال أحمد والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي في NSDC ديليب تشينوي. ووقعت جامعة البحرين وجامعة جواهر لآل نهرو الهندية مذكرة تفاهم، وقعها رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي، ونائب المستشار لجامعة جواهر لآل نهرو البروفيسور سودهير كومار سوبوروب، ومذكرة تفاهم بين هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب ومجلس التقييم والاعتماد الوطني في الهند، وقعتها الرئيس التنفيذي للهيئة د.جواهر المضحكي، ومدير مجلس التقييم والاعتماد الوطني البروفيسور أي إن راي. وشملت الاتفاقات الموقعة اتفاقية تفاهم بين خالد الأمين وشركائه و»بي آر شيتي» وشركائه، وقعها خالد الأمين وبي آر شيتي، ومذكرة تفاهم بين الشركة القابضة VKL وشركة أنسال بيلدويل، إضافة إلى مشروعات البنية التحتية في الهند والبحرين، فيما تعتبر شركة أنسال بيلدويل المحدودة شركة رائدة في مجموعة «أنسال»، وتوفر الحلول المتكاملة في مجال التطوير العقاري والبناء والتشييد.ومن بين مذكرات التفاهم الموقعة، مذكرة بين مجموعة شركات بدر ومجموعة برايم ميديا، وقعها الرئيس التنفيذي للمجموعة فريد بدر، والرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة «برايم ميديا» أنيش غاندي، ومذكرة تفاهم بين جمعية سيدات الأعمال البحرينية وسيدات الأعمال الهندية، وقعتها رئيسة الجمعية أحلام جناحي، وسفيرة النوايا الحسنة الدولية وراعية جمعية سيدات الأعمال الهندية صاحبة السمو الأميرة في جاهان أرا، ومذكرة تفاهم بين شركة الإسمنت الوطني ومجموعة ليبرتي، وقعها مدير مجموعة «حجي حسن» عادل حسن العالي، والعضو المنتدب لمجموعة «ليبريتي» سانجيب قوبتا.وقائع المنتدىونظم الوفد الاقتصادي البحريني الزائر للهند، بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة ومجلس التنمية الاقتصادية، منتدى البحرين ـ الهند التجاري في نيو دلهي. وروج الوفد خلال المنتدى ـ يضم أكثر من 130 من رجال وسيدات الأعمال البحرينيين ـ الفرص المتاحة للأعمال الهندية في البحرين ومنطقة الشرق الأوسط عامة. ووقع الوفد عدداً من الاتفاقات ومذكرات التفاهم مع جهات وهيئات اقتصادية هندية، هدفها تشجيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم توقيعها في نيودلهي بحضور كبار ممثلي الحكومة البحرينية الموجودين في الهند، ضمن وفد يرافق صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في زيارته الرسمية إلى الهند. وفي معرض تعليقه على فعاليات اليوم، قال وزير الصناعة والتجارة د.حسن فخرو «المنتدى والاتفاقات الموقعة أمس، من شأنها أن تقوي العلاقات الاقتصادية بين البحرين والهند»، لافتاً إلى أن الاتفاقات غطت عدداً من القطاعات بينها قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، والخدمات المالية، والتعمير، والصناعة، ما يؤكد على توفر الفرص الاستثمارية المختلفة في البحرين. وأضاف أن موقع البحرين الاستراتيجي يجعلها البوابة الطبيعية للاستثمار في السوق الخليجية البالغ قيمتها 1.5 مليار دولار، يضاف إليها الأسس القوية لإقليم الخليج، بما يضمن موطناً مثالياً لاستثمار الشركات الهندية في الخليج.وأعرب الوزير عن سعادته بزيارة الهند الصديقة برفقة جلالة الملك المفدى في زيارته المهمة إلى الهند، مستذكراً الزيارة الرسمية الميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد إلى الهند عام 2012، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء عام 2004، إذ شهد الجميع خلالهما بالحماس والصداقة الحقيقية للشعب الهندي.وقال إن هذا الحماس نما بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، مؤكداً أن هذه العلاقات القوية تتطور بشكل مضاعف بعد الزيارة التاريخية لجلالة الملك المفدى. وأضاف الوزير أن التجارة غير النفطية للبحرين مع الهند شهدت نمواً يصل إلى أكثر من 135% ما بين 2006 و2011، لتصل إلى 882 مليون دولار أمريكي عام 2011، بينما بلغ إجمالي حجم التجارة في قطاعي النفط والتجارة غير النفطية عام 2011 قرابة 2.5 مليار دولار أمريكي، بزيادة أكثر من 280% وقدرت بحوالي 666 مليون دولار عام 2006.وأضاف الوزير أن البحرين تحتضن اليوم آلاف الشركات الهندية في مجال الطيران وخدمات الإدارة والهندسة والاتصالات والوكالات التجارية، بينما يعيش حوالي 350 ألف وافد هندي في البحرين، يمثلون نحو 50% من الجالية الأجنبية بالمملكة، يعملون في جميع المستويات والمهن من نجارين إلى أطباء ومن عاملين في متاجر إلى صيادلة، وجميعهم يلعبون دوراً مهماً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البحرين، وهم مصدر مهم للعائدات الأجنبية من خلال التحويلات المالية المرسلة إلى الهند.من جانبه، قال وزير المواصلات «يسعدنا أن نتلقى كل هذا الترحيب في كل مرة نزور فيها الهند، ونجد الفرصة المواتية لعقد اللقاءات المثمرة جداً، بما يعكس عمق العلاقات بين بلدينا»، مضيفاً «يمكننا أن نعمل معاً من أجل مساعدة قطاعات الأعمال في البحرين والهند، بما يمنحها الإمكانية للتطور ويزيد من نمو اقتصادنا، نحن نتطلع للترحيب بالشركات والوفود الاقتصادية الهندية في البحرين».وأردف الوزير «تتمتع البحرين والهند بروابط تاريخية تمهد اليوم إلى مزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية، وتمكننا من العمل متعاونين لتهيئة الفرص أمام قطاعات الأعمال في كلا البلدين». وقال «نحن إذا عملنا مجتمعين نتمكن من مساعدة هذه القطاعات من البلدين للاستفادة من النمو المتسارع في الهند ودول الخليج العربية، ونتطلع لأن نزيد من متانة العلاقات الاقتصادية مع الهند تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك».وسلط كمال أحمد الضوء على العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية والتاريخ المشترك بين البلدين، والأهمية المتزايدة للهند لدى دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن أصبحت أكبر شريك تجاري في المنطقة، مع توقعات لحجم التجارة الثنائية بأنها تجاوزت 175 مليار دولار عام 2013.وشارك الحضور في حلقتين نقاشيتين ضمن المنتدى، شملت مسؤولين حكوميين وكبار رجال الأعمال، وعدد من الكلمات ألقاها وفد رفيع المستوى من الوزراء ورجال الأعمال من البحرين ونظرائهم من الهند، بينهم وزير الصناعة الهندي د.إس ناشيابان، والرئيس السابق لاتحاد الصناعات الهندية CII سونيل مونجال.وشارك في حلقة النقاش الأولى وعنوانها «الفرص المتاحة في البحرين للشركات الهندية»، حسن جرار مديراً للجلسة، وبمشاركة المدير التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد البحرين عبد الرحمن الباكر، والرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والمياه الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة، المدير التنفيذي لرقابة المؤسسات المالية بمصرف البحرين المركزي أسامة العريض، ووكيل الشؤون الصناعية لدى وزارة الصناعة والتجارة وليد الساعي، ووكيل وزارة الأشغال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي بالوكالة لشركة نفط البحرين «بابكو» عادل المؤيد.بينما شارك في حلقة النقاش الثانية تحت عنوان «البحرين.. بوابة إلى المنطقة»، رئيس مجلس إدارة مجموعة «نون» اللورد غلام نون مبي مديراً للجلسة، بمشاركة رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين د.عصام فخرو، والمدير التنفيذي لإدارة تطوير الأعمال بمجلس التنمية الاقتصادية فيفيان جمال، ورئيس مجلس إدارة جمعية البحرين الهند محمد داداباي، ورئيس مجلس إدارة وعضو منتدب لشركة كيمز العالمية د.إم آي سهادولا.ويختتم الوفد البحريني زيارته إلى الهند بمنتدى البحرين والهند التجاري الثاني، بالتعاون مع اتحاد الصناعات الهندية في مومباي غداً.وكان وزير الصناعة والتجارة افتتح فعاليات المنتدى الاستثماري البحريني الهندي في نيودلهي، بإطار الزيارة التاريخية لجلالة الملك المفدى إلى الهند، تلبية لدعوة تلقاها جلالته من الرئيس الهندي براناب موخرجي، وشارك فيه وزير المواصلات، وحشد ضخم من المسؤولين بالقطاع التجاري والاقتصادي من الجانبين البحريني والهندي، ومجموعة من رجال وسيدات الأعمال وممثلي المؤسسات الاقتصادية في البلدين. وتحتضن البحرين الكثير من الشركات الهندية التي افتتحت مقاراً لها للوصول إلى السوق الخليجية البالغ حجمها نحو 1.5 تريليون دولار، أكبرها شركة تاتا لخدمات الاستشارة، وتيك ماهيندرا، وفيرست فلايت، وكيمز، وجاي بي إف إندستريز، وبنك كنارا، وبنك ICICI، وبنك بارودا، وستيت بنك أوف إنديا. وتتمتع البحرين بعلاقات تجارية طويلة الأجل مع الهند، وفي عام 2011 بلغت التجارة بين البلدين نحو 1.7 مليار دولار وفقاً لأرقام صندوق النقد الدولي.