قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إن ربيع الثقافة يستلهم أجمل ما تصنعه الشعوب ويتصل بالأوطان من خلال منجزاتها الثقافية والفكرية، مضيفة «ليس من الخطأ الترويج للفرح والجمال عبر ربيع الثقافة»، بينما نفى وزير المواصلات القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد، ما أوردته صحف محلية حول موازنة ربيع الثقافة، لافتاً إلى أن المبلغ لا يتجاوز مليون دينار. وأضافت وزيرة الثقافة في تصريح لها «إن بقيت الثقافة ملتزمة بمكانها، لا تذهب إلى مكان آخر، ولا تجيء إليها شعوب أخرى، فلن ترى، الثقافة في حاجة دائمة للتخاطب مع الآخر، أن تلامس الجهة الأخرى من الأشياء، وألا تقيدها جغرافياً، الثقافة كائن حي، يعيش ويبحث ويسعى للجمال دائماً». وأردفت «في الثقافة كل ما نصنعه لأجل سيرة بلادنا، منامتنا لا تتوقف لبرهة، وكل ما تفعله دونما استثناء لإثراء المشهد الثقافي البحريني، الثقافة كاثرت فينا الحب والأمل والفرح، واستطعنا خلال فترة قصيرة أن نحقق العديد من المنجزات على مستوى الوطن العربي والعالم، وصارت في الآونة الأخيرة تحتفي بمنجزنا المحلي وتقاسمنا تجاربها كما حدث في المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012، والمنامة عاصمة السياحة العربية 2014، وصولاً إلى عامنا هذا مع حدث المنامة مدينة السياحة الآسيوية». وأوضحت أن «الصناعة الثقافية لا تلتزم بتدوير المجد الوطني، ولتنهض بنفسك يجب أن ترى العالم من أمامك، وهذا ما نفعله من خلال مواسمنا مثل ربيع الثقافة، في هذا الربيع، حدائق الكون الثقافية التي أرادت لها الشعوب أن تعيش وتستمر هي ما نقترب إليها، وليس من خطأ أن نروج للجمال والفرح». وقالت إن مشاركة الفرق العالمية في ربيع الثقافة وحضور المثقفين والنقاد من مختلف أنحاء العالم لا يتجه للترويج لأسماء بعينها، بل يسعى لخلق شراكة ثقافية، ويفتح فضاءات ثقافية جماعية تسهم البحرين في خلق تصوراتها.وأضافت «قبالة هذا الترويج، نحرك بدورنا الذائقة العامة للجماهير، ونتيح فرصاً للتعرف على مشاهد عالمية والتفاعل معها، ما تصنعه مثل هذه الفعاليات يضيف للجماهير والمتابعين أكثر مما يضيف لرصيد أولئك الفنانين العالميين، ممن يروجون بدورهم للبحرين في وسائلهم الإعلامية الخاصة».من جهته نفى الوزير كمال أحمد ما أوردته صحف محلية من مبالغ مرصودة لربيع الثقافة، لافتاً إلى أن المبلغ المشترك بين وزارة الثقافة ومجلس التنمية الاقتصادية لا يتجاوز مليون دينار لكل الفعاليات العربية والعالمية. وأوضح أن هذا الربيع الثقافي تصنعه البحرين، وأثبتت قدرتها طيلة الأعوام الماضية على صياغة جسور ثقافية مع العالم وأن تستقطب أسماء لامعة، مبيناً أن هذه المهرجانات والفعاليات تروج للبحرين وتضيف إلى حركة التنمية الإنسانية من خلال الثقافة والفكر. وقال إن مجلس التنمية الاقتصادية وبالتعاون مع وزارة الثقافة، حرص طيلة الفترة الماضية على إدماج العديد من الجهات المحلية في توسعة لنطاق نشاطاتها وفعالياتها، فأصبح ربيع الثقافة يجسد بطبيعته شراكة دائمة ما بين الجهات الحكومية والجهات الأهلية مثل مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، دار البارح للفنون التشكيلية، مساحة الرواق للفنون ولا فونتين غاليري. ولفت إلى أن هذا الربيع من صميم اشتغال مجلس التنمية على استقطاب المستثمرين والسياح، مبيناً أن «مشاركة الفرق العالمية يشكل جاذباً للبيئة الحاضنة لهذا التنوع الثقافي، ويكشف عن قدرة المنامة على استيعاب مختلف التوجهات والأفكار، وهذا يندرج ضمن استراتيجية مجلس التنمية الاقتصادية».وأشار الوزيران إلى أن ربيع الثقافة لهذا العام احتفى بالثقافة البحرينية عبر العديد من الفعاليات تتجاوز فكرة العبور إلى صناعة مستدامة، من خلال تشكيل بنية تحتية ثقافية تستمر إلى ما بعد الربيع، بينها الافتتاح الرسمي لمركز زوار شجرة الحياة 5 أبريل بعد استكمال جميع مراحله، والفعالية الأولى بعنوان «في الربيع تزور الأغنيات شجرة الحياة»، ويتم خلالها عزف أغانٍ شعبية بحرينية قرب موقع شجرة الحياة لصياغة ذاكرة جديدة للمكان. ويفتتح بيت الغوص يوم 3 أبريل، وهو أحد المواقع على طريق اللؤلؤ، من خلال معرض كبير يكشف للزوار تفاصيل حياة الغواصين، وهو أحد بيوت المشروع المدرج على قائمة التراث الإنساني العالمي لليونيسكو. وتشهد المساحات المفتوحة عقد فعالية «محادثات خاصة في أماكن عامة»، ويتضمن عروضاً تقديمية وأحاديث تجمع عدداً من المعماريين الإقليميين والعالميين والفنانين والكتاب حول الممارسات العامة وتصميم الأماكن العامة. ويكشف ربيع الثقافة ملمحاً تاريخياً جديداً مع فعالية «ذاكرة البيت»، يقيمها مركز الشيخ إبراهيم، حيث يعيد اكتشاف المكون العمراني للبيت القديم من خلال غرفة في البيت الأصلي مازالت تحتفظ بمعالمها وتفاصيلها.وعلى مستوى الشخصيات المحلية وتكريماً لمنجزاتها في هذا الربيع، تبادر أسرة الأدباء والكتاب بدعم من وزارة الثقافة إلى تكريم الشاعر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة بمناسبة اليوم العالمي للشعر في الصالة الثقافية. فنياً يحتضن الربيع معرض «المحرقي الأب والابن» بمركز الشيخ إبراهيم، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، يشارك فيه رسام الكاريكاتير عبدالله المحرقي وابنه خالد المحرقي مابين 4 مارس و3 أبريل، بينما يفتتح بو سعد آرت غاليري في أحد أحياء المحرق القديمة معرض «ظل الوردي»، ويقدم خلاله الفنان البحريني إبراهيم بوسعد أحدث نتاجاته الفنية. وتتوازى مع ربيع الثقافة العديد من الفعاليات والمواسم الأخرى، بينها معرض البحرين الدولي للكتاب 16، وينعقد هذه المرة برؤية مغايرة تستلهم الفن موضوعاً لها، وذلك بمناسبة احتفاء المنامة ببرنامج «الفن عامنا».وينطلق مهرجان التراث السنوي الـ 22 بعنوان «حياكة وألوان» في تركيز على النسيج المحلي وصناعة الأقمشة والأزياء البحرينية التقليدية من خلال مجموعة من المعارض، ورش العمل، والممارسات الحرفية المفتوحة للحرفيين والمنتجين المحليين.بينما يستمر التنشيط الشبابي البحريني لمنطقة باب البحرين من خلال سوق باب البحرين، ويقدم من خلاله المصممون المحليون نتاجاتهم ومشاريعهم الخاصة، إلى جانب آرت ماركت ويقدم بدوره عرضاً للعديد من الأعمال والمنتجات الفنية المحلية المبتكرة. ويحتضن ربيع الثقافة مهرجان ألوان 338 تقيمه مساحة الرواق للفنون في منطقة العدلية، وتقدم من خلاله سلسلة من المعارض الفنية والحوارات والأمسيات الموسيقية والحلقات النقاشية الفنية وعروض أفلام سينمائية في الهواء الطلق.