كتبت ـ عايدة البلوشي:تستعد جمعية ملتقى الشباب البحريني، لإقامة الحفل الافتتاحي لمعرض مبادرة نسيم الفني الأول تحت عنوان «نقطة تحول»، لتسليط الضوء على فئة المعوقين جسدياً بسبب الحوادث الطارئة، ويركز على نقطة التحول في حياتهم بعد الحادث، وكيفية تأقلمهم مع حياتهم الجديدة.ويرعى حفل الافتتاح وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي، ويتضمن عرضاً لمختلف الأعمال الفنية من فيلم قصير تحت اسم «عبور» بمشاركة الفنانة مريم زيمان والفنان يوسف بوهلول، ولوحات رسم وصور فوتوغرافية وخطوط عربية وكاريكاتير وغيرها على يد فريق متطوع من الفنانين البحرينيين. ويفتتح المعرض 1 مارس المقبل، ويستمر ما بين 6:30 و9:00 مساء بفندق الخليج، وكانت صحيفة «الوطن» وقفت على تفاصيل مشروع «نقطة تحول»، والتقت رئيس مبادرة نسيم إيناس الفردان.هل لكم أن تحدثونا عن فكرة المعرض، ولماذا تم التركيز على فئة الإعاقات الجسدية؟ معرض نقطة تحول هو المعرض الفني الأول لمبادرة نسيم، ويسلط الضوء على فئة الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية الناجمة عن الحوادث الطارئة، ويركز على نقطة التحول في حياتهم بعد الحادث، وكيفية تأقلمهم مع حياتهم الجديدة. يتضمن المعرض عرضاً لمختلف الأعمال الفنية من فيلم قصير تحت اسم «عبور» بمشاركة الفنانة مريم زيمان والفنان يوسف بوهلول، ولوحات رسم وصور فوتوغرافية وخطوط عربية وكاريكاتير وغيرها، على يد فريق متطوع من الفنانين البحرينيين، كلها تعكس قصص وهموم وتطلعات حالات حقيقة من ذوي إعاقات جسدية أعقبت حوادث مختلفة. واختيرت هذه الفئة بالذات نظراً لصعوبات تعيشها نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية بعد الحادث والإعاقة، وصعوبة تخطي كل هذه التحديات لتجاوز الأزمة والتأقلم مع الحياة الجديدة، أو للتغلب على الإعاقة في بعض الحالات. هذه الفئة هي بأمس الحاجة إلى من يلتفت إليها، ويقدم الدعم المعنوي لهؤلاء الأشخاص عن طريق بث الأمل في قلوبهم وقلوب ذويهم، وإيصال صوتهم للمجتمع بكل مطالبهم وتطلعاتهم. «نقطة تحول» ما سبب اختياركم لهذا الاسم؟ اخترنا هذا الاسم للمعرض بعد تفكير عميق، حيث إن الحادث يعتبر حدثاً مفصلياً يغير مجرى حياة من تعرض له بالكامل، فيشكل «نقطة تحول» لديهم بحيث تتغير طريقة معيشهم، علاقاتهم بالآخرين، ويتأثر في كثير من الأحيان عملهم الوظيفي وتحصيلهم الأكاديمي ونظرتهم إلى الحياة بشكل عام. الإعاقــــة الناجمة عن حادث ليست بالأمر السهل، وعلينـــا التركيز على الجانب الإيجابي من هذا التحول، لبث الأمل في قلوب الآخرين بطرح قصص حقيقية استطاعت أن تتحدى الإعاقة وتحولها إلى «نقلة نوعية»، تجعل منهم أشخاصاً أكثر إنتاجاً وعطاءً وقوة وإيماناً وإصراراً. رصدتم تجربة 20 شخصاً من البحرين ودول الخليج ممن تعرضوا لحوادث طارئة سببت لهم إعاقة، ماذا لمستم في هذه الحالات؟ هل وجدتم صعوبة في التعامل معهم أم يحدوهم الأمل؟ نحن بالفعل مندهشون من قوة إيمان وعزيمة العشرين الحالة المرصودة، وتراوحت الإعاقات بين شلل رباعي إلى شلل نصفي إلى إعاقات جزئية وحروق وغيرها. ورغم صعوبة التجارب التي مروا بها، إلا أنهم مفعمون بالتفاؤل والرضا والتطلع للمستقبل الأفضل، لم نكن نتوقع هذا، وهم بالفعل مصدر للإلهام ونحن فخورون بمعرفتهم وبإيصال قصصهم الملهمة للمجتمع ليستفيد منها السوي قبل المعوق. بالنسبة لمسألة التعامل مع هذه الحالات، فالعشرون حالة كانوا جداً متعاونين، ومعظمهم أقبلوا على فكرة أن نعكس قصصهم بالفن بدون أي حرج، بالعكس كانوا جداً سعداء بهذه المبادرة، ورأوا فيها شيئاً مختلفاً وجديداً، وهم يتطلعون لمخرجات المعرض في 1 مارس كما نتطلع له نحن. نعم هناك حالات قليلة، رفضت أن تشارك معنا إما بسبب الحرج أو لأنهم لازالوا يتعالجون من أضرار الحادث، ولا زالت نفسيتهم غير مهيأة لمشاركة المجتمع بشكل فاعل، وهذا أمر نتفهمه.من خلال لقائكم لمن تعرضوا لحوادث.. ماذا يحتاجون؟هم بحاجة لكثير من الأمور ولديهم العديد من المطالب، نطرحها في حفل الافتتاح أمام الجهات المسؤولة، ومن ضمن هذه المطالب الحاجة إلى دعم أكبر لإيجاد فرص عمل مناسبة للمعوقين من حملة الشهادات الجامعية والشهادات العليا، وتسهيلات خاصة للحصول على قروض بشروط ميسرة لذوي الإعاقة، وتوفير الأدوات الصحية الاستهلاكية ذات جودة عالية عن طريق المستشفيات الحكومية أو بالتنسيق مع الجمعيات المهتمة بشؤون ذوي الإعاقة، ودعم مالي للحصول على العلاج المناسب. ما الهدف من وراء تنظيم المعرض؟ الهدف الرئيس هو تقديم الدعم المعنوي لذوي الإعاقة الناجمة عن حوادث عن طريق إيصال صوتهم وهمومهم للجهات المعنية بشكل خاص وللمجتمع بشكل عام ليقوم كلاً بدوره. ونحن من خلال الأعمال الفنية نعكس قصصاً حقيقية ومطالبات مركزة، ونأمل أن نرسم البسمة على وجوههم ونبث في قلوبهم الأمل بالاستمرار في العطاء والإصرار، ونرسل رسائل تلامس القلوب وتحاكي العقول. مبادرة نسيم تهتم بالفئات المتضررة والمتعثرة في المجتمع، وجاء اهتمامكم في الفعالية لفئة الإعاقات الجسدية، ماذا عن الفئات الأخرى النساء المعنفات والأيتام مثلاً؟ ما جديدكم المنتظر؟ نقطة تحول هو مشروع مبادرة نسيم الأول، ونأمل أن يلاقي نجاحاً وصدى كبيراً يمكننا من مواصلة العمل في مشاريعنا المقبلة، النساء المعنفات والأيتام وغيرهم من الفئات تنضم تحت دائرة الفئات المتضررة، وكلها من ضمن مشاريعنا المستقبلية، وبدأنا بوضع الخطوط العريضه لها، ونأمل أن نتعلم من تجربتنا الأولى لتطوير العمل وتقديم الأفضل دائماً سواء من الناحية الفنية أو التنظيمية. مبادرة نسيم ماذا تقدم لهذه الفئات المتضررة جراء الحوادث؟ هل من دعم مادي أو معنوي؟ الهدف الرئيس كما ذكرت هو الدعم المعنوي، ولكن أيضاً نقدم دعماً مادياً متواضعاً لحالات نسيم المحتاجة عن طريق بيع لوحات الرسم والخط وتوزيع ريع هذه اللوحات عليهم. ما سر نجاحكم؟ السر الأول والأساس هو إيماننا بفكرة مبادرة نسيم، وأهمية دعم الفئات المتضررة معنوياً، وإيماننا أن الفن طريقة رائعة لتحقيق هذا الهدف، والسر الآخر هو وجود فريق عمل متطوع وموهوب يسخر إبداعاته في خدمة هذه الفئات، وأنا أشكر كل متطوع ومتطوعة في فريق مبادرة نسيم. الصعوبات التي واجهتموها في المشروع وتحديداً نقطة تحول؟ الصعوبة الأساسية كانت ولا زالت الدعم المعنوي، فعلى الرغم من أن فكرة المبادرة ومشروع نقطة تحول واعدة ونبيلة وفريدة من نوعها، إلا أننا لم نحصل على تجاوب من شركات كبرى في البحرين لطلب الدعم المادي. وفي هذا الصدد أشكر السفارة الأمريكية وكذلك كتلة تضامن برئاسة خالد الزياني لإعطائنا منحاً مالية صغيرة، ومن خلالها استطعنا أن نغطي بعض تكاليف الإعداد للأعمال الفنية وتنظيم المعرض، ولا زلنا نناشد الشركات وأصحاب الأعمال بالتعاون معنا، وتقديم الدعم المادي لمبادرة تحمل أهدافاً سامية.كم عدد الأشخاص المحتضنة في فكرة نقطة تحول، وهل سيتم التواصل معها بعد الفعالية؟ مشروع نقطة تحول دون ورصد 17 حالة من البحرين و3 حالات من دول الخليج عن أشخاص تعرضوا لحوادث سببت لهم إعاقات مختلفة، نحن على تواصل دائم معهم منذ انطلاقة المشروع في أكتوبر 2013 وسنتواصل معهم بعد المعرض أيضاً.حيث سيكون لنا معارض متحركة نقيمها في أماكن حيوية في البحرين مثل الجامعات والمجمعات التجارية خلال مارس من العام الجاري. أما بالنسبة لعدد المتطوعين فالعدد كبير، فالمتطوعون من الفنانين فقط يقارب عددهم الأربعين بينهم في مجال الرسم زهير السعيد، زهراء الأحمد، ياسمين خلف، والفوتوغرافيا عيسى الحمادي، هشام السعيد، حسن الشايب، والخط قاسم حيدر، جعفر حمزة، والكاريكاتير علي البزاز، والقصص فاطمة الماجد، رحاب المنصور، مهبان جوادي، والشعر مجتبى التتان، وبمجال الأفلام القصيرة من الكادر الفني حسن الإسكافي، حسين مسعود، حسين علي، جعفر السقاي، إياد عون، فاطمة الماجد، حسين الإسكافي، إيناس الفردان، هشام السعيد، حسين جابر، زهراء حبيل، أمل غراشي، مجتبى التتان، علاء الفردان، وكادر التمثيل الفنانة مريم زيمان، يوسف بوهلول، أحمد عيسى، مهدي فاضل، شريفة طالب، وائل الخزاعي، محمد بهلول، عبير فرهدي، فاضل المنسي، فاطمة الماجد، فاطمة علوي شبر، سيد حمزة العلوي، وسيد علوي العلوي. ما يميز هذه الفعالية عن أنشطتكم الأخرى؟ ما يميز مبادرة نسيم هو التعبير عن «صوت» الفئات المتضررة عن طريق الفن، واخترنا الفن لكونه لغة عالمية تصل للجميع وتستطيع أن تلامس القلوب لتتفتح العقول وتفكر ليحصل التغيير الإيجابي المنشود. نسيم ليست مبادرة تقليدية لا في الفكرة ولا في المضمون، ونتمنى أن تكون الأعمال المطروحة ملفتة للنظر لتتحقق أهداف المبادرة وتحدث الأثر المطلوب.ما تطلعاتكم المستقبلية؟ أولاً نأمل أن نوفق في الحفل الافتتاحي لمعرض نسيم 1 مارس 2014 والمعارض المتحركة التي تليه. أيضاً نتمنى أن نشارك بفيلم «عبور» في مهرجانات للأفلام القصيرة وأن نفوز بمراكز متقدمة لتوصل رسالة الفيلم لأكبر شريحة ممكنة. ونطمح أن نواصل في مبادرة نسيم لخدمة فئات متضررة أخرى في مشاريعنا المقبلة، وأن نرتقي بهذه المبادرة إلى المستوى العالمي وليس المحلي فقط.