حوار - وليد صبري:أعلنت مديرة إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة د. مريم الهاجري «وفاة 7 أشخاص وإصابة 1668 بفيروس إنفلونزا الخنازير منذ إعلان اكتشاف المرض في البحرين عام 2009 وحتى الآن»، مشيرة إلى أن «الجهود في وزارة الصحة تتضافر لمراقبة الوضع الوبائي للأمراض المعدية، ومن ضمنها فيروس إنفلونزا الخنازير من أجل الاكتشاف المبكر للفيروس وأي زيادة في عدد الحالات عن المعدل المعتاد».وأضافت د.مريم الهاجري، في حوار مع «الوطن»، أنه «لا توجد حتى الآن أي مؤشرات تدل على زيادة عدد الحالات أو الوفيات عن السنوات السابقة»، فيما توقعت «ظهور حالات من إنفلونزا الخنازير في البحرين خصوصاً في موسم الإنفلونزا».وأشارت إلى أن «الفيروس ينتقل عبر القطيرات المخاطية الصغيرة المنتشرة في الهواء أثناء السعال أو العطاس أو الزفير»، موضحة أنه «يتم التعامل مع الحالة المرضية في مجمع السلمانية كأي حالة إنفلونزا ويعتمد العلاج على شدة الإصابة والحالة الصحية للمريض حيث إن معظم المرضى يتم علاجهم في المنزل والقليل منهم يحتاج إلى العلاج في المستشفى». وقالت د. الهاجري إن «معظم الإصابات بالفيروس بسيطة، ولكن قد تحدث مضاعفات تسبب الوفاة مثل الالتهابات الرئوية والفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات هم الأطفال الصغار وكبار السن والمصابون بأمراض مزمنة».وأكدت أنه «يتم تشخيص المرض إكلينيكياً في أغلب الحالات وقد يلجأ الطبيب لأخذ عينات لبعض الحالات»، مبينة أنه «يتم التأكد من عدم وجود موانع لاستخدام مضادات الفيروس قبل وصفه للمريض من قبل الطبيب المعالج ولم تسجل أي أعراض جانبية خطيرة لهذه الأدوية»، وإلى نص الحوار:ما الأسباب الرئيسة للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير؟الأنفلونزا عدوى فيروسية تسببها في الغالب سلالتان للإنفلونزا البشرية هما فيروسا «ايه A» و«بي B»، وتتميز هذه الفيروسات بقدرتها على تغيير البروتينات على غلافها الخارجي سنوياً مما يتطلب التطعيم بلقاح جديد كل سنة. وينتمي فيروس أنفلونزا الخنازير إلى النوع «ايه A» وتسبب في حدوث الجائحة المعروفة في عام 2009 نظرا لعدم وجود مناعة ضد هذا الفيروس لدى البشر في ذلك الوقت، وبعد انتهاء الجائحة أصبح هذا الفيروس من ضمن فيروسات الإنفلونزا الموسمية المعتادة، والتي تتسبب كل عام في حالات الإنفلونزا تتراوح بين البسيطة والشديدة.وعليه فمن المتوقع أن تظهر حالات من هذا النوع من الإنفلونزا وخصوصاً في موسم الإنفلونزا في مملكة البحرين وخارجها. وينتقل الفيروس عبر القطيرات المخاطية الصغيرة جداً التي تنتشر في الهواء أثناء السعال او العطاس او حتى الزفير. كيف يتم التعامل مع المريض في السلمانية حال اكتشاف إصابته بالمرض، خاصة مع اكتشاف إصابة مؤخراً؟يتم التعامل مع الحالة المرضية كأي حالة إنفلونزا، ويعتمد العلاج على شدة الإصابة، والحالة الصحية للمريض، حيث إن معظم المرضى يتم علاجهم في المنزل، والقليل منهم من يحتاج للعلاج في المستشفى. التشخيص إكلينيكياًما آلية الاكتشاف المبكر للمرض؟يتم تشخيص المرض إكلينيكياً في أغلب الحالات، وقد يلجأ الطبيب المعالج لأخذ عينات لبعض الحالات. هل هناك أعراض تكشف الإصابة المبكرة بالفيروس؟أعراض الإصابة بهذ الفيروس هي كأعراض الإنفلونزا والتي تشمل حمى، و سعال «عادة ما يكون جافاً»، وصداع، وألم في العضلات والمفاصل، وغثيان والتهاب الحلق وسيلان الأنف، ويُشفى معظم المرضى من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد، دون الحاجة إلى العلاج الطبي. ولكن يمكن للأنفلونزا أن تتسبّب في حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة، في الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات العدوى، ومن أخطر المضاعفات، التي تسبب الوفاة، أمراض الرئة، التي تصيب الأطفال الصغار وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، مما يشكل ضرورة ملّحة لهؤلاء الفئة لأخذ تطعيم الإنفلونزا سنوياً. ما طرق الوقاية من المرض؟هناك خطوات بسيطة وهامة في الوقاية من الإصابة بعدوى الإنفلونزا بأنواعها مثل الحرص على التغذية الصحية، وممارسة الرياضة وتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، والتقليل من مخالطة الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا والحرص على العناية بالنظافة الشخصية، وخصوصاً غسل اليدين. كما أن لقاح الإنفلونزا الموسمية يلعب دوراً مهماً في الوقاية من مجموعة من الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية ومن ضمنها فيروس إنفلونزا الخنازير «H1N1». أما بالنسبة للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا فيجب عليهم الحرص على حماية المخالطين من الإصابة بالعدوى عن طريق استخدام المناديل الورقية لتغطية الأنف والفم عند العطس أو الكحة، والتخلص منها مباشرة بعد ذلك، والعناية بغسل اليدين بالماء والصابون وخصوصاً بعد العطس وملامسة الأنف، والتقليل من مخالطة الأشخاص الآخرين قدر الإمكان وتجنب التقبيل والعناق والمصافحة باليد بالإضافة للعناية بتهوية غرف المنزل. ما طرق العلاج المختلفة للشفاء من المرض؟ يجب على المصابين بالإنفلونزا بمختلف أنواعها الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم والإكثار من السوائل والعناية بالتغذية الصحية، وفي حالة كانت الأعراض شديدة فيجب استشارة الطبيب لتحديد مدى الحاجة لأخذ مضادات الفيروس.لا آثار جانبيةهل يؤثر العلاج سلباً على باقي أعراض الجسم؟يتم التأكد من عدم وجود موانع لاستخدام مضادات الفيروس قبل وصفه للمريض من قبل الطبيب المعالج، ولم تسجل أي أعراض جانبية خطيرة لهذه الأدوية. متى تصبح حالة المريض المصاب بالفيروس ميؤوس منها وربما تؤدي للوفاة؟معظم الإصابات بالفيروس بسيطة، ولكن قد تحدث مضاعفات تسبب الوفاة مثل الالتهابات الرئوية، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات هم الأطفـــــال الصغار وكبار الســـن والمصــــابون بأمــــراض مزمنــــة.كم عدد المصابين بالمرض على مستوى المملكة منذ اكتشافه قبل أعوام، وكم عدد الوفيات في المملكة جراء الإصابة بالمرض؟عدد المصابين بالمرض منذ اكتشاف المرض في مملكة البحرين عام 2009 وحتى الآن 1668 مصاباً، وتسبب المرض في وفاة 7 حالات منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، مع العلم أنه لم تسجل أية وفاة حتى الآن في عام 2014. ما دور وزارة الصحة في مكافحة المرض وكيفية التواصل مع المرضى؟تتضافر الجهود في وزارة الصحة لمراقبة الوضع الوبائي للأمراض المعدية ومن ضمنها الإنفلونزا للاكتشاف المبكر لأي زيادة في عدد الحالات عن المعدل المعتاد، مما يتيح فرصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار هذه الأمراض. كما أن توافر الكوادر المؤهلة والمعدات اللازمة لعمل تحاليل الأنفلونزا على مستوى عالٍ من الجودة في مختبر الصحة العامة، جعله مختبراً مرجعياً ومعتمداً من قبل المنظمات العالمية، كما توفر وزارة الصحة لقاح الأنفلونزا الموسمية في جميع المراكز الصحية لجميع المواطنين والمقيمين بصورة مجانية ويمكن أخذه سنوياً من عمر 6 شهور. ويعتبر هذا اللقاح الذي يوفر حماية من مجموعة من الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية ومن ضمنها فيروس إنفلونزا الخنازير «H1N1» من اللقاحات الهامة خصوصاً للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض مثل الأطفال والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة مثل الربو والسكري وأمراض القلب وكبار السن إلا أنه متوفر أيضاً للأصحاء. كما تتواصل وزارة الصحة مع المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة لنشر الوعي الصحي وللاطلاع على أي مستجدات في رصد الأمراض المعدية. هل تتوقعون انتشار المرض على نطاق واسع في الفترة المقبلة؟لا توجد حتى الآن أي مؤشرات تدل على زيادة عدد الحالات أو الوفيات عن السنوات السابقة.