عواصم - (وكالات): شن الطيران الحربي لنظام الرئيس بشار الأسد أمس 22 غارة على جبال القلمون الاستراتيجية السورية وعرسال في لبنان، فيما تسيطر المعارضة على مدينة يبرود بالقلمون بعد 3 أسابيع من محاولة قوات الأسد اقتحام المدينة، حيث شنت غارات مكثفة مصحوبة بقصف مدفعي. وتشهد منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة، والقوات النظامية وعناصر من «حزب الله» الشيعي اللبناني.من ناحية أخرى، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض قراره العودة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، معللاً ذلك «بفشل» مفاوضات جنيف 2، والتي أدت موافقة الائتلاف على المشاركة فيها، إلى انسحاب المجلس الوطني منه قبل نحو شهرين.من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طيران الأسد نفذ أكثر من 16 غارة على الطريق الممتدة بين بلدة فليطة السورية، وبلدة عرسال شرق لبنان. كما أعلن الجيش اللبناني تعرّض بلدة بريتال التي تعد منطقة نفوذ لحزب الله ومحيطها لسقوط 3 صواريخ مصدرها الجانب السوري»، أدت إلى أضرار مادية. وأعلنت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، مسؤوليتها عن قصف بريتال وجرودها في وادي البقاع شرق لبنان، بصواريخ غراد، أمس.وتعرضت مناطق عدة شرق البلاد لسقوط صواريخ من الجانب السوري، في هجمات تبنت معظمها مجموعات مقاتلة في سوريا، قائلة إنها رد على مشاركة الحزب في المعارك الى جانب النظام السوري. وأعلنت وسائل إعلام النظام ما سمّته بدء مرحلة جديدة من خطته المتمثلة في التقدم العسكري البطيء نحو يبرود من أطرافها، متحدثة عن السيطرة على تلال استراتيجية مقابلة ليبرود.وبقيت يبرود لمدة 15 يوماً تحت نيران مقاتلات النظام التي شنت غارتين على المدينة، كما استمر القصف المدفعي على أحياء متفرقة.كما ظلت المدينة 15 يوماً دون كهرباء، وهجر ما يقارب 85% من سكانها وسط أوضاع إنسانية سيئة للغاية، سواء من كان منهم في عرسال اللبنانية أو في مناطق أخرى من القلمون المحرر كالجبة وعسال الورد.في الوقت ذاته، انسحبت الدولة الإسلامية في العراق والشام من مناطق عدة شمال سوريا أبرزها مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، إلى مناطق أكثر أهمية بالنسبة لها، وذلك عشية انتهاء مهلة حددتها لها جبهة النصرة للاحتكام إلى هيئة شرعية، مهددة بقتالها في سوريا والعراق إذا ما رفضت.كما انسحب عناصر التنظيم الجهادي «من مطار منغ العسكري، فيما لا يزال مقاتلوه متمركزين في بلدة منغ القريبة من المطار، كما انسحبوا من بلدة ماير وقريتي دير جمال وكفين»، بحسب المرصد.وتدور منذ شهرين معارك عنيفة بين الدولة الإسلامية وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، أدت الى مقتل نحو 3300 شخص، بحسب المرصد.وحقق المقاتلون تقدماً في حلب وريفها، بينما تفردت الدولة الإسلامية بالسيطرة على مدينة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.وأمهل ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة التي تعد ذراع القاعدة في سوريا، الدولة الاسلامية 5 ايام تنتهي اليوم للاحتكام الى «شرع الله» من خلال هيئة شرعية تضع حدا للخلافات بين الطرفين والاشتباكات بين الدولة ومقاتلي المعارضة، والذين ساندتهم النصرة في بعض المعارك. ومنحت النصرة المهلة للدولة الإسلامية إثر مقتل أبو خالد السوري، وهو قيادي في «الجبهة الإسلامية» التي تقاتل منذ شهرين الدولة الإسلامية، نهاية الأسبوع الماضي بتفجير سيارة مفخخة في حلب، اتهمت الدولة الإسلامية بالوقوف خلفها. ويعد أبو خالد السوري من أبرز القادة الجهاديين، وقال عنه الجولاني إنه «صاحب الشيخ أسامة بن لادن والدكتور الشيخ أيمن الظواهري».وأعلن تنظيم القاعدة بلسان زعيمه الظواهري أن «جبهة النصرة» هي ممثله الرسمي في سوريا، وتبرأ من «الدولة الإسلامية» التي كانت أعلنت مبايعتها للقاعدة، ومن القتال الذي تشنه ضد الكتائب المعارضة.وأعلن «داعش» أنه فرض سلسلة من الأحكام على السكان المسيحيين في مدينة الرقة السورية التي سيطر عليها بينها بالخصوص دفع «الجزية» وإقامة شعائرهم في أماكن خاصة.في الوقت ذاته، أظهرت لقطات فيديو صورها هواة وحملت على الإنترنت ما يعتقد أنهم عدد من الأشخاص قتلوا أمس الأول بعد هجوم بسيارة ملغومة على سوق للقماش في بلدة سنجار بمحافظة إدلب.