كتب – أحمد الجناحي:كان العرض الأخير لمهرجان مسرح أوال الثامن «جروح» للمؤلف الإماراتي إسماعيل عبدالله والمخرج الفنان عبدالله سويد، بوابة لنبش الجروح وفتح باب الأسئلة القديمة التي باتت معلقة تحت إصرار أصحابها على عدم كشف الستار عنها، خوفاً من أن تكون سبباً لنزف الجروح القديمة أكثر وأكثر وخوفاً من سيلان الدم منها حتى الموت من أجل المال والمكانه المجتمعية.ورغم الهفوات الفنية من صوت وموسيقى وإضاءة غير موظفة بالشكل الصحيح «وكأن المخرج نسيها»، نقل العرض المسرحي رسالة ظلت في الأذهان حتى بعد العرض، حكى فيها المؤلف بنصه المتقن وكلماته الرنانة مأساة عائلة، أكل لحمها الطمع والجشع وحب المال والجاه، مركزاً تارة على المشاحنات العائلية وتارة أخرى على الخيانة الأخوية والعقوق الأسرية.وفق العرض بالنكهة القديمة بالطابع الحديث المتمدن، لكن المشهد الواحد الذي لم يتغير طول العرض الطويل قياساً بالعروض الأخرى، والديكور البسيط كان بوابة لتسرب الملل للجمهور أنقذتها بعض الكلمات والتعليقات المضحكة على خشبة المسرح، غير أن بعض المتلقين أبدوا استياءهم منها كونها مبنية على الابتذال.عدم شعور المتلقي بفعالية المخرج في العرض شفع لها أداء نجوم الفن على الخشبة بإتقانهم الأدوار وعكسها بالشكل الصحيح الذي أخذ المتلقي لزاوية الإحساس العاطفي والوجداني بالقضية المطروحة والرسالة التي أراد العرض إيصالها.تناقض وصراع، غيبة ونميمة، عقوق وخيانة، مصالح شخصية على المصالح العامة، في إطار مبطن ومكشوف في بعض الأحيان للمتلقي، ليكون العرض أقرب.زاوج العرض بين اللحظة والآن يحكي بها الحاضر، وبين الماضي يحكي بها ما تملي ذاكرة المخيلة قديماً، لعب فيها ازدواج وقت دوراً أساسياً ليضع المتلقي في الحدث ماضيه وحاضره.كان العرض ككلمة المخرج تفتح باب الأسئلة لكثير من القضايا الفنية والدرامية بالعرض وتترك المتلقي يبحر فيها نحو المجهول، إما يصل وإما يتوه، «كيف،، ولماذا؟ أسئلة كثيرة تتزاحم داخل مخيلاتنا لا نجد لها جواباً، ماذا لو فتحنا مخيلاتنا معاً لهذه الأجوبة، وماذا لو أغلقناها؟ .. ذلك سؤال آخر نبحث له عن مخيلة .. عفواً إجابة .. مساء الأسئلة!!».