قد لا يسعفني التعبير في صياغة بعض الكلمات التي تعبر عما يدور بنفسي من ألم وحزن وانكسار، بل وخوف من مستقبل مجهول قد يعيقني عن توفير أبسط سبل الحياة الكريمة لأبنائي، فبكل بساطة فقدت مصدر دخلي الوحيد وهو المدخول الذي أحصل عليه من «مقهى السيف الشعبي»، وقد حكمت المحكمة حكمها وتم تنفيذ الحكم بإخلاء المبنى، مع أنني من أقدم مستأجري المحلات التجارية في حالة بوماهر، فقد بلغ عمر هذا المقهى الشعبي الذي كان ومازال إلى اليوم ملاذاً لتجمع أهالي المنطقة لأكثر من 25 عاماً.أليس من حقي الاعتراض على حكم المحكمة لما له من تبعات علي شخصياً وعلى رواد المقهى الشعبي، وكذلك فإن صاحب المبنى له الحرية المطلقة في التصرف بأملاكه والعمل على زيادة دخله قدر الإمكان، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يبارك له في رزقه ويزيده من فضله، ولكن ماذا عني أنا صاحب المقهى وماذا عن رواد المقهى؟!، والحقيقة أنه من الصعب تسميتهم رواداً لأنهم بمثابة إخوة تشاطرت معهم الأفراح والأحزان، فمن هذا المقهى انطلقت تلك الهتافات الوطنية الصادقة وخرجت المسيرات المؤيدة للوطن والحكومة والقيادة الرشيدة، وفيها اجتمعت قلوب محبة لوطننا الغالي والتقت لترتقي بحب مملكة البحرين، وفي تلك المساحة الصغيرة كنا نجتمع لنترقب كل تفاصيل الأزمة التي عصفت بوطننا الحبيب وكلها لحظات لا يمكن أن تنسى.والآن وبعد أن سلمنا بالأمر الواقع أحزنتني تلك العبرات المؤلمة في عيون جميع الإخوة الأعزاء رواد المقهى، مما خلق في نفسي الشعور بالذنب تجاههم لأنني لم أتمكن من إيجاد البديل الملائم وباءت كل محاولاتي بالفشل، فمن الصعب جداً الحصول على مقر آخر لأسباب عديدة منها عدم رغبة أصحاب الأملاك في تأجير محلاتهم لهذا النوع من الأنشطة، ومن جانب آخر تلك الشروط التعجيزية لوزارتي البلديات والتخطيط العمراني والصحة.لذا فإني ألتمس العون من الله ثم من أصحاب الأيادي البيضاء والقلب الكبير صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء «حفظه الله وأطال عمره»، وكلي أمل بالله ثم بذلك القلب الكبير الذي طالما وقف بجانبنا بأنه لن يبخل علينا بتخصيص قطعة أرض لذلك المقهى العتيق الذي طالما سمي باسمه، ليزرع البسمة من جديد وليجمع شملنا كما اعتدنا نحن أهل مدينة المحرق، وتحت ظل قيادة آل خليفة الكرام جعلهم الله ذخراً لنا لما لهم في قلوبنا من حب وولاء، وأدام على مواطني ومقيمي مملكة البحرين نعمة الأمن والأمان.صاحب مقهى السيف الشعبي