أكد عميد كلية الدراسات العليا والبحوث في الجامعة الأهلية البروفيسور شوقي الدلال أهمية البحث العلمي في خطط واستراتيجيات الجامعات والكليات، منوهاً بأن دور الجامعات لا يقتصر على التدريس الأكاديمي والتدريب العملي مع ما لهما من أهمية، وإنما يمتد لعمل الأبحاث والدراسات التي تسهم في الارتقاء بالمجتمع في النواحي الإنسانية والطبيعية. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية لملتقى البحث العلمي الذي تنظمه كلية الدراسات العليا والبحوث بالجامعة الأهلية بشكل سنوي تحت رعاية رئيس الجامعة البروفيسور عبدالله يوسف الحواج، حيث يعقد الملتقى طوال يومين متتاليين تحت شعار «العلم وتقنياته في عالم متغير» بهدف استعراض بحوث ودراسات أعضاء الهيئة الأكاديمية وطلبة الدراسات العليا بالجامعة. وانطلقت فعاليات ملتقى البحث العلمي بالجامعة الأهلية مؤخراً، حيث تضمن حفل الافتتاح كلمة لعميد كلية الدراسات العليا والبحوث البروفيسور شوقي الدلال، أكد خلالها على تبني الجامعة سياسة تشجيع البحث العلمي وتبني مختلف المبادرات العلمية والبحثية المعتبرة التي يتقدم بها أساتذة الجامعة وطلبتها وعموم منتسبيها. وتضمن اليوم الأول من فعاليات ملتقى البحث العلمي بالقاعة الرئيسية في مقر الجامعة الأهلية بمجمع التأمينات تقديم عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين أوراق علمية ودراسات رائدة، فضلاً عن معرضي الكتب والمواهب المرافقين للملتقى واللذين تضمنا العديد من الإصدارات الحديثة والتجارب المتميزة. وتحدثت البروفيسورة سامية قسطندي حول الموضوعية وما يقابلها من الذاتية في البحث العلمي حيث تتعدد الآراء الفكرية في هذا المجال إلى وجهة نظر تعتقد أن المعرفة العلمية وصياغة النظريات يأتي جراء منهج علمي قائم على إخضاع الظواهر للملاحظة والتجربة بعيداً عن الذاتية وما تختزنه من خلفية معرفية واجتماعية للباحث، وبين وجهة نظر أخرى ترى باستحالة أن ينفصل الباحث عن موروثه الفكري والأيديولوجي والعاطفي والاجتماعي ليتعاطى بموضوعية تامة مع مشروعه البحثي. وقد أفرزت الورقة الأولى حواراً شيقاً في هذا المجال، استوعب مختلف نظريات خط سير المعرفة وتنبؤاتها، والمؤثرات الواقعية على حركتها. فيما تناول البروفيسور شوقي الدلال ورقة تحت عنوان «العلم والتكنولوجيا .. رحلة نحو المستقبل»، استعرض من خلالها أهم المحطات التاريخية التي مرت بها البشرية في مسيرة التطور العلمي والتكنولوجي، مسلطاً الأضواء على اهتمام تلك المسيرة بأدق مكونات الحياة وهي الذرة وأبعد عناصرها عن الإنسان وهو الفضاء الكوني المترامي الأطراف، لينجم عن هذا وذاك طفرات تكنولوجية متسارعة شكلت انعطافة غير مسبوقة في التاريخ. أما أستاذ الاقتصاد بكلية العلوم الإدارية والمالية بالجامعة الأهلية البروفيسور نواف الرومي، فقد قدم دراسة جديدة من نوعها تنظر لفرص دول مجلس التعاون الخليجي في استثمار عوائدها المالية في منطقة جنوب الصحراء الغربية بقارة أفريقيا، وما تنطوي عليه تلك المنطقة من فرص ازدهار كبيرة في المستقبل القريب إذا ما توفرت اشتراطات التنمية الاقتصادية لدى الأنظمة الحاكمة لديها، كالاستقرار السياسي وإيجاد منظومة تشريعات تسمح بحرية حركة رؤوس الأموال وتشجع على الاستثمارات المشتركة بين دول مجلس التعاون ودول الوطن العربي من جهة ودول جنوب الصحراء من جهة أخرى، إضافة إلى تشجيع إنشاء المزيد من المناطق الحرة في بلدان جنوب الصحراء. هذا واختتمت فعاليات ملتقى البحث العلمي بالجامعة الأهلية بمجموعة من الأوراق البحثية والدراسات والمناقشات، إضافة إلى تكريم الأكاديميين والباحثين المشاركين بأوراق عملهم ودراستهم البحثية في فعاليات الملتقى. وتعمل كلية الدراسات العليا والبحوث بالجامعة الأهلية على تهيئة البيئة المناسبة لإجراء البحوث بحيث يتمكن الطلاب من إدارة أبحاثهم على نحو مبتكر، من خلال ترسيخ أسس البحث العلمي وتسليح الطلبة بقواعده ومتطلباته المختلفة، بما يمكن الطلاب والدارسين من الوصول إلى اكتشافات جديدة تتفق مع المعايير العليا وتكون قادرة على اجتياز الفحص الدقيق لتصل لمرحلة النشر في المجلات العلمية المحكمة. الأمر الذي من شأنه أن يقود طلبة الجامعة على مستوى الماجستير والدكتوراه إلى الحصول على الدرجات العلمية المأمولة.