دعت الخبيرة في مجال التوافق الأسريد. بنة بوزبون، المرأة التي تشعر بأنها تمتلك شخصية قوية جداً، يمكن أن تدفعها للعنف ضد زوجها والتسلط عليه بحيث تتسبب بالمشاكل لأسرتها، لطلب المساعدة في عملية الإرشاد التوعوي. وقالت بوزبون: كما إن هناك رجلاً عنيفاً على المرأة، هناك أيضاً إمرأة عنيفة ومتمردة على الرجل، مع أن المرأة أضعف جسدياً من الرجل ولكن ما يحدث ويؤثر أكثر على العلاقة الزوجية العنف والسيطرة اللغوية والمعنوية، وهناك كثير من العائلات المرأة هي المسيطرة على الأسرة والرجل ليس له أي كلمة، وهناك حالات قليلة ونادرة في مجتمعنا يصل الأمر إلى الضرب والعنف الجسدي، قد تكون في مجتمعات أخرى موجودة ولكن ليس لدينا.وأوضحت د. بوزبون أن العنف يؤثر سلبياً على الأسرة بكل أنواعه، وإذا كان هناك عنف من قبل المرأة ضد الرجل يختل ميزان الأسرة وتتأثر الأسرة جميعها بكل أفرادها، الرجل هو الذي يمتلك العصمة في مجتمعتنا فإذا اتخذت المرأة موقع الريادة والقيادة من الرجل عن طريق العنف يؤثر ذلك على الأطفال ومستقبلهم، فيتأثر جيل قادم وتنمسح شخصية الأطفال بسبب ضعف صلاحية الأب وتسلط الأم.وبيّنت أن من الأسباب التي تجعل المرأة عنيفة هي طبيعة شخصيتها، فقد تكون المرأة قوية جداً وتمارس قوتها على الجميع ومن ضمنهم الرجل، وعادةً المرأة التي تمتلك شخصية قوية والتي تمارس شخصيتها ضد زوجها تكون قد نشأت في أسرة لها نفس النموذج إذ أن أمها مسيطرة على أبيها، مشيرة إلى أنه ليس من الضروري أن كل أم مسيطرة سينعكس ذلك على بناتها ويصبحن مسيطرات.وقالت د. بوزبون إن المرأة البحرينية كانت تمسك بزمام الأمور بكل ما يتعلق في أمور الحياة، حيث كانت توفر لأسرتها كل احتياجاتها وتمنحهم القوة عندما كان الزوج يسافر لشهور تاركاً منزله تحت رعاية زوجته وهذا ماكان يحدث في المجتمع البحريني في أيام الغوص.، لكن طلب المرأة لحقوقها وحريتها لا علاقة له بتسلطها إذ أن هناك نساءً متسلطات من أكثر من خمسين سنة في مختلف المجتمعات، فالمرأة تسعى عن طريق طلب حقوقها أن تحصل على تقدير من المجتمع والاحترام.وأوضحت الخبيرة في مجال التوافق الأسري أن سبب مشكلة عنف النساء ضد الرجال أن المرأة التي تتمتع بشخصية قوية يكون زوجها ضعيف الشخصية حيث من المستحيل أن تواصل زواجها مع رجل قوي الشخصية مثلها، فمن سيوافق على المرأة القوية ويستمر معها هو الزوج ذو الشخصية الضعيفة، لافتة إلى أنه من الضروري أن تكون هناك عدالة فليس من العدالة أن يكون هناك شخص يسيطر في الأسرة، هناك أدوار خاصة في الرجل يكون قائد فيها والمرأة أيضاً تكون هناك أمور خاصة تستطيع أن تكون قائدة فيها، فالأهم من كل شيء التوازن وليس شخص متفرد يكون المسيطر 100 %، لأن رب العالمين خلق المرأة والرجل كل شخص له دور عليه القيام به يجب أن يكون الأسلوب عادلاً وليست بطريقة السلطة ومن هو القائد الكلي، يجب أن يكون هناك توازن بناء على الأدوار الإجتماعية لأن الأبناء سيقتدون بوالديهم ويتعلمون منهم. وأكدت د. بوزبون أن المرأة المتسلطة لا تشعر بنفسها وأن الآخرين هم من يقدمون لها المجال في الاستمرار، لو حاول الآخرون منذ البداية إيقافها لما استمرت وتمردت، مشيرة إلى أن تسلط المرأة وتمردها يخلق عدم التكافؤ في الأسرة، وليس تسلط المرأة فقط بل حتى تسلط الرجل يخلق اختلال في التوازن، فالتسلط والتمرد مرفوض من قبل الطرفين وعلى كلا الطرفين أن يدركا الاختلافات بما بينهم وما واجباتهم وحقوقهم.