كتب - حذيفة إبراهيم:كشفت النيابة العامة عن أن التهم التي وجهتها للمتهمين في واقعة تفجير الديه، والذي نجم عنه استشهاد ضابط وشرطيين من قوات حفظ النظام، وإصابة العديد من أفراد القوات، تصل عقوبتها إلى الإعدام، وإسقاط الجنسية وجوباً. فيما نفى رئيس النيابة الكلية وائل بوعلاي اشتراك أعضاء من النيابة الإماراتية في التحقيقات، وأن إجراءات النيابة البحرينية محل ثقة لدى السلطات الإماراتية، مشيراً إلى تلقي المتهمين تدريبات بالخارج، ولديهم اتصالات للتنسيق مع عناصر خارج المملكة.وأمرت النيابة بحبس المتهمين المستجوبين احتياطياً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليهم تهم تأسيس وانضمام إلى جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام القوانين ومنع سلطات الدولة من ممارسة أعمالها وقتل رجال الأمن والإخلال بالأمن العام، وكذلك قتل المجني عليهم المتوفين والشروع في قتل المصابين مع سبق الإصرار والترصد أثناء وبسبب تأديتهم لوظيفتهم ولغرض إرهابي. وكذا تصنيع وحيازة وإحراز مفرقعات ومواد مما تستخدم في تصنيعها بقصد استعمالها في أغراض مخلة بالأمن العام وتحقيقاً لغرض إرهابي، وبإحداثهم وآخرين تفجيراً، تنفيذاً لغرض إرهابي نشأ عنه موت وإصابة المجني عليهم. وهي الجرائم المؤثمة بالمواد 333 من قانون العقوبات والمواد 1، 2، 3، 6، 10 من القانون رقم 58 لسنة 2006 بشأن حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية، والمواد 1، 3، 18 من المرسوم بقانون رقم 16 لسنة 1976 في شأن المفرقعات والأسلحة والذخائر.وأوضح رئيس النيابة الكلية وائل بوعلاي، في بيان توضيحي تلاه خلال مؤتمر صحافي أمس حول الإجراءات القضائية المتخذة حتى الآن في واقعة تفجير الديه، أنه وفقاً لاعترافات المتهمين؛ فقد ثبت قيامهم وآخرون بتصنيع عدة عبوات متفجرة من بينها المستخدمة في الجريمة، وزرعوا تلك العبوة في الليلةِ السابقةِ على تفجيرِها، وأنهم كانوا على اتصالٍ يوم ارتكاب الجريمة لغرض رصد قوات الأمن واستهدافها، من خلال برنامج اتصال تقني مُثبت على هواتفهم النقالة.وأضاف وائل بوعلاي أن أحد المتهمين أوضح في التحقيق كيفية استخدامهم ذلك البرنامج في تبادل المعلومات والرصد ونقل التكليفات، في حين اشتملت اعترافاتهم على شروح تفصيلية لكيفية تصنيع العبوة المتفجرة. كما ثبت من أقوالهم كذلك؛ وما كشفت عنه الاستدلالات والتحقيقات أنهم يعملون بتوجيهات من بعض العناصر الإرهابية في الخارج.وأكد أن التحقيقات أثبتت وجود ما يسمى بـ«سرايا الأشتر» ومن بين تشكيلتها المتهمون الأربعة، فضلاً عن آخرين هاربين.وكشف عن أن يوم تفجير الديه كانت هناك انفجارات أخرى، مشيراً إلى أنه تم إبطال قنبلة كانت بالقرب من موقع التفجير، وأخرى وضعت قرب مدرسة الديه في المنطقة ذاتها، مبيناً أن النيابة طلبت من المباحث والتحريات لشمل كل التفجيرات ومعرفة العلاقة فيما بينها وضمها إلى القضية في حال ثبوت ذلك.جماعة إرهابية للتعدي على رجال الأمنوأوضح البيان أن النيابة العامة تلقت مساء يوم الاثنين الماضي الموافق 3 مارس الحالي بلاغاً من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بانفجار عبوة بمنطقة الديه أسفرت عن استشهاد ضابط شرطة وشرطيين، وإصابة عشرة من أفراد الشرطة ومدني واحد، وعلى إثر ذلك انتقلت النيابة إلى مكان الواقعة، حيث قامت بمعاينته، وأمرت برفع الآثار المشاهدة به، وانتدبت خبراء المختبر الجنائي لفحصها، وصولاً من ذلك لبيان طبيعة ومكونات العبوة المفرقعة المستخدمة في الجريمة ومكوناتها ومداها الانفجاري، وما قد يفيد في التوصل إلى الجناة.وأضاف أن النيابة انتقلت إلى المستشفى حيث استمعت إلى شهادة عدد من المصابين ممن سمحت حالتهم بسؤالهم، فيما انتدبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف على جثث المجني عليهم المتوفين وكذلك للكشف على الضحايا المصابين وكان من بينهم مصور صحفي، كما أمرت النيابة بإجراء التحريات المكثفة وصولاً للفاعل.وذكر أن تحريات الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية أسفرت عن أن عدداً من العناصر الإرهابية ضالعون في تلك الجريمة، حيث شكلوا وآخرون فيما بينهم جماعة إرهابية بغرض إحداث التفجيرات والإخلال بالأمن العام والتعدي على رجال الأمن، وخططوا لارتكاب جريمتهم قبل فترة، حيث قاموا بتصنيع العبوة المستخدمة، وبزرعها في مكان الواقعة، ثم كمنوا لقوات الأمن في اليوم المحدد لتنفيذ مخططهم إلى أن بلغت مكانها فقام المتهمون بتفجيرها عن بعد.وقال رئيس النيابة الكلية وائل بوعلاي إنه بناء على ما توصلت إليه التحريات، أصدرت النيابة العامة إذناً بضبط وتفتيش أشخاص ومساكن المتهمين، وذلك لضبط ما يحوزونه من أسلحة ومتفجرات، وأي أشياء تتصل بنشاطهم الإجرامي، وتنفيذاً لإذن النيابة، فقد تم ضبط المتهمين: سامي ميرزا أحمد مشيمع، عباس جميل طاهر السميع، علي جميل طاهر محمد السميع، وطاهر يوسف أحمد محمد السميع.سرعة ضبط وإحضار المتهمينوأشارت النيابة العامة في بيانها إلى أنها استجوبت أولئك المتهمين فور القبض عليهم، حيث اعترفوا بارتكابهم الواقعة بالاشتراك مع آخرين، وفصّلوا ذلك باتفاقهم المُسبق على ارتكابها، وبقيامهم تنفيذاً لذلك بتصنيع العبوة المتفجرة؛ المُعدة للتفجير عن بُعد بواسطة هاتف نقال، وبزرعها بالطريق العام في المكان الذي انفجرت فيه، وبقيامهم ـ تحقيقاً لمقصدهم ـ بإحداث أعمال شغب بالمنطقة إلى أن تمكنوا من استدراج قوات الشرطة إلى المكان الذي زُرعت فيه العبوة، والتي ما إن بلغتها القوات حتى قام أحد المتهمين بتفجيرها.وأمرت النيابة العامة بسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين، وباستعجال التقارير الفنية، وبطلب التحريات بشأن بعض الوقائع والأشخاص الذين ورد ذكرهم باعترافات المتهمين المستجوبين.جدير بالذكر أن عدداً من المتهمين الضالعين في هذه الجريمة قد سبق اتهامهم بالانضمام إلى جماعات إرهابية، وتصنيع وحيازة عبوات مفرقعة، وإحداث تفجيرات وإشعال الحرائق وارتكاب أعمال شغب وتخريب، فضلاً عن التدريب في الخارج على استعمال الأسلحة وتصنيع واستعمال المتفجرات. وقد حكم على بعضهم غيابياً بالإدانة في بعض القضايا المقيدة ضدهم، وبمعاقبتهم بالسجن لمدد تتراوح ما بين خمس إلى خمس عشرة سنة.وأكدت النيابة أن تحقيقاتها مستمرة بلا انقطاع منذ إخطارها بالواقعة من أجل تتبع الأدلة واستظهار الحقيقة بمختلف أبعادها في أقرب وأسرع وقت ممكن. وأنها ستُعلنُ تِباعاً عما توصلت إليه ما لم يكن في ذلك تأثير على سير التحقيق وسلامته حفاظاً على الأدلة والصالح العام.إجراءاتنا محل ثقة لدى الإماراتونفى وائل بوعلاي، رداً على سؤال أحد الصحافيين، اشتراك أعضاء من النيابة الإماراتية في التحقيقات، وأن إجراءات النيابة العامة البحرينية محل ثقة لدى السلطات الإماراتية.وقال إن هناك تدريبات تمت للمتهمين في الخارج، فضلاً عن اتصال ببعض العناصر خارج المملكة تتعلق بالتنسيق لمثل هذه التدريبات.وبيّن بوعلاي أنه تم رفع العديد من الأدلة والمضبوطات من مسرح الجريمة، وأن النيابة العامة بانتظار تقرير المعمل الجنائي لتحليل المواد وآثار تفجيرها، وربما الأشخاص الذين لهم صلة بالفعل.وأشاد بسرعة إلقاء القبض على المتورطين بالتفجير والوصول إليهم من قبل السلطات المختصة، حيث جرى ذلك خلال 6 – 7 ساعات، مؤكداً أن التحريات مازالت مستمرة لإلقاء القبض على بقية المتورطين.وقال إن المشتبه بهم الـ 25 تم عرض بعضهم على النيابة العامة بمختلف التهم، أما ما يتعلق مباشرة بالواقعة، فتم عرض 4 متهمين مشتركين بالجريمة، وثبت تورطهم وأخذت اعترافاتهم بالتفاصيل.وحول حادث التفجير الذي أصاب طفلين خلال محاولتهما زرع عبوة ناسفة، أكد أن لا علاقة له بتفجير الديه حتى الآن، إلا أنه تم استغلال الأطفال بما ليس محله، وأدى ذلك إلى العواقب الوخيمة على صحتهم.وأكد أن كل المعطيات التي حصلت عليها النيابة تؤكد وجود تخطيط مسبق للقضية فيما بين المتهمين، إضافة إلى وجود متهمين آخريــن فــي القضيـــة ذاتهــا.
«النيابة»: عقوبات مفجري الديه تصل للإعدام وإسقاط الجنسية
10 مارس 2014