حوار – وليد صبري:كشفت رئيسة قسم أمراض وزراعة الكلى في وزارة الصحة د. سمية الغريب عن «تخطيط وإنشاء مركز جديد لغسيل وزراعة الكلى في منطقة الحنينية ليخدم المحافظتين «الجنوبية» و«الشمالية»، ليكون بذلك ثالث مركز على مستوى البحرين»، مشيرة إلى أن «المركز سيبدأ في استقبال مرضى الكلى بالمحافظتين اعتباراً من منتصف العام 2016». وأضافت د. الغريب في حوار لـ «الوطن» في ذكرى اليوم العالمي للكلى الذي يوافق الخميس الثاني من مارس الحالي من كل عام أنه «يتم إجراء من 5 إلى 10 عمليات زراعة كلى بمجمع السلمانية الطبي سنوياً، فيما تتم متابعة 280 حالة زراعة كلى، سواء التي أجريت في البحرين، أو التي أجريت بالخارج، خصوصاً في الهند والفلبين»، موضحة أن «هناك آلاف المرضى المتابعين لعيادات الكلى شهرياً، بالإضافة إلى مرضى الغسيل الكلوي ومرضى زراعة الكلى».وأشارت إلى أنه «كلما تقدم العمر كلما زادت نسبة الإصابة بأمراض الكلى المختلفة»، فيما نصحت «بضرورة إجراء فحص دوري شامل للإنسان الطبيعي كل عامين تقريباً، بينما يحتاج مريض السكري أو الضغط إلى إجراء فحص شامل سنوياً بعد 5 سنوات من التأكد من إصابته بأي من المرضين، من أجل الاطمئنان على صحة الكلى، التي تتأثر سلباً بهذين المرضين».وشددت د. الغريب على «ضرورة تناول كميات كبيرة من المياه تصل إلى 10 أكواب يومياً، من أجل الحفاظ على صحة الكلى، مع ضرورة التقليل من تناول الأملاح، وضبط معدل تناول النشويات والسكريات والبروتينات في الطعام، خاصة بعد الإصابة بأمراض الكلى المختلفة»، وإلى نص الحوار... * ما أبرز أمراض الكلى المختلفة؟ وما شعار اليوم العالمي للمرض هذا العام؟ أبرز أمراض الكلى المختلفة تلك الأمراض الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم، والسكري، فهما سببان رئيسان للإصابة بالأمراض، وهناك الالتهابات البولية، وأمراض الكبيبات بالكلى بأنواعها سواء كانت حادة أو مزمنة، وهناك أمراض ناجمة عن عوامل خارجية، مثل تناول الأدوية التي تؤثر سلباً على الكلى، وتسبب ضرراً مباشراً، خصوصاً الأدوية والعقاقير الخاصة بعلاج التهابات المفاصل، والتي تتمثل في عقاقير «البروفين» و«الفولتارين»، فتلك العقاقير لها تأثيرات سلبية على الكلى، وهناك أدوية يمكن أن يتسبب تناولها بجرعات كبيرة مثل المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية، ويتناولون جرعات كبيرة من المهدئات، أو الأشخاص الذين يحاولون الانتحار، ويتناولون جرعات زائدة من تلك الأدوية، ربما يؤدي ذلك إلى أضرار كبيرة على الكلى. وهناك أيضاً أمراض الحويصلات أو التكيسات المتعددة في الكلى، وأمراض حصى الكلى، إضافة إلى الأمراض الناجمة عن الوراثة. أما بالنسبة لشعار اليوم العالمي للمرض في 2014، فهو «التقدم في العمر وعلاقته بالكلى. * كم بلغ عدد المرضى المصابين بأمراض الكلى بالمملكة؟ ليس لدي إحصاء دقيق حول عدد المصابين بأمراض الكلى المختلفة على مستوى المملكة، فكلما زادت نسبة الإصابة بأمراض السكري والضغط، زادت معها نسبة الإصابة بأمراض الكلى المختلفة، فنحن نتابع ما يقرب من 100 مريض يومياً، أو ما يقرب من 500 مريض أسبوعياً، وربما نتابع 1600 مريض شهرياً، ومن ثم هناك آلاف المرضى المتابعين لعيادات الكلى شهرياً، بالإضافة إلى مرضى الغسيل الكلوي ومرضى زراعة الكلى. * ما الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة بأمراض الكلى؟ ولماذا يتعرض الأطفال في بعض الأحيان للإصابة بالتهابات الكلى؟كلما تقدم العمر كلما زادت نسبة الإصابة بأمراض الكلى المختلفة، أما بالنسبة للأطفال المصابين بعيوب خلقية فيكونوا أكثر تعرضاً للإصابة بالتهابات الكلى المتكررة. * كيف يمكن الوقاية من أمراض الكلى المختلفة؟ وكيف يستطيع الشخص السليم المحافظة على كليتيه؟الفحص الدوري مهم وضروري، وهذه مشكلة نعاني منها في البحرين، خصوصاً المصابين بمرضى السكري، والضغط، ولذلك يجب على مريض السكري والضغط، إجراء فحص دوري سنوياً بعد 5 سنوات من إصابته بتلك الأمراض، أما بالنسبة للشخص العادي، فيكفيه عمل فحص شامل كل عامين، وبالنسبة للمصابين بأمراض جينية، مثل التكيسات المتعددة فلابد من إجراء فحوصات بشكل دوري دون انتظار مرور عام كامل.لترا ماء يومياً * ما الأغذية التي ينصح بتناولها وتؤدي للحفاظ على صحة الكلى؟ وما الأغذية التي يفضل تجنبها؟لابد من تناول كميات كبيرة من المياه، ولذلك ننصح بتناول لترين من الماء، أو 10 أكواب من الماء يومياً، وينصح بتقليل الأملاح في الأطعمة، وضبط معدل النشويات والسكريات، وبعد الإصابة بأمراض الكلى، لابد من التقليل من البروتينات سواء من مصدر نباتي أو حيواني. وفي هذا الصدد، لا يوجد غذاء مفيد للكلى بوجه خاص، لكن يمكن تفادي الأملاح والدهون والنشويات والبروتينات للمحافظة على صحة الكلى، وفي مراحل متقدمة من الإصابة بأمراض الكلى، خصوصاً الفشل الكلوي، يجب التقليل من الأغذية التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم مثل الطماطم والموز والبرتقال.* ما أسباب الإصابة بالالتهابات الكلوية؟ وما طرق العلاج؟هناك مفهومان في المجتمع للإصابة بالالتهاب الكلوي، فالبعض يفهم الالتهاب الكلوي على أنه التهاب في البول، وفي هذه لابد أن يتناول المريض كميات كبيرة من المياه والسوائل، ويحافظ على النظافة الشخصية، والتقليل من كميات الملح في الطعام، كما أن المرأة فوق سن الخمسين، تحتاج إلى نظام خاص، مع انقطاع الطمث، وتغير الهرمونات، فقد تحتاج إلى استشارة الطبيب المختص بجانب شرب المياه وتناول العلاج، لكن هناك نوعاً آخر من التهابات الكلى، يسمى التهابات الكبيبات الكلوية، وهناك نوعان منها، حاد ومزمن، وأسبابها عدة، منها الالتهاب الكبدي الوبائي، وأمراض الملاريا، وبعض الأورام الحميدة والخبيثة، والعلاج يكون متقدماً، أبرزه الكورتيزون، كما أن التشخيص والعلاج يحتاج إلى عرض المريض على طبيب مختص بتلك الأمراض.* ما أسباب الإصابة بالفشل الكلوي؟ وما طرق العلاج؟السكري والضغط أبرز أسباب الإصابة بالفشل الكلوي، أيهما يسبق الآخر، وفي بلادنا العربية، يتقدم السكري على الضغط، في سبب الإصابة بالفشل الكلوي، وبالنسبة لطرق العلاج، هناك طريقتان، الأولى الغسيل الكلوي، والثانية هي الزراعة، وهي الأفضل، والغسيل الكلوي هناك، نوعان الأول الغسيل الدموي، والثاني الغسيل البريتوني.* متى يتم اللجوء لعملية زراعة الكلى؟ وهل يتم إجراء العملية في مجمع السلمانية؟ وكم تبلغ تكلفتها بوجه عام؟هناك حالات متقدمة من الفشل الكلوي تتطلب إجراء عملية زراعة الكلى، وفي حال توفر المتبرع، تتم إجراء العملية الجراحية بالسلمانية، وفي السلمانية تتم متابعة 280 حالة زراعة كلى سواء التي أجريت داخل البحرين أو التي أجريت في الخارج كالتي تجرى في الهند والفلبين على سبيل المثال. وفي العام 2013، تم إجراء 5 عمليات زراعة كلى في مجمع السلمانية. وبدأت الزراعة في البحرين منذ العام 1992، وسنوياً يتم إجراء من 5 إلى 10 عمليات زراعة كلى في مجمع السلمانية. وتصل تكلفة العلاج المبدئية في الشهور الأولى نحو 7 آلاف دينار في بداية العلاج، وتزيد التكلفة مع متابعة المريض حيث تتم المتابعة مدى الحياة، كما أن ثمن علاج الأدوية المناعية مكلف للغاية. زيادة نسبة حمض اليوريك* ما أسباب الإصابة بحصى الكلى؟ وما طرق العلاج؟زيادة نسبة حمض اليوريك في الجسم نتيجة تناول بعض الأغذية مثل البقوليات واللحوم، خاصة اللحوم الحمراء، إضافة إلى تناول الكحوليات، والعوامل الوراثية، وزيادة نسبة الكالسيوم المتواجدة في الأملاح، كلها أسباب تؤدي إلى الإصابة بحصى الكلى، ولاشك في أن هناك زيادة في نسبة حمض اليوريك في البحرين. أما عن العلاج، إذا كانت الحصوة كبيرة، فيتم اللجوء إلى الجراحة، لتفتيتها، بينما في حالة العلاج الباطني، يتم إعطاء المريض برنامج غذائي وعلاجي متكامل للتعامل مع الحصوات، لكي يتم التقليل من إعادة تكوينها. * ما طرق علاج سرطان الكلى؟يتم علاج سرطان الكلى عن طريق التدخل الجراحي من خلال أطباء المسالك البولية، والبعض قد يحتاج إلى العلاج الكيماوي، والإشعاعي، ويتم تحديد العلاج المناسب على حسب نوع الورم، ثم تأتي عملية الوقاية والمحافظة على الكلية المتبقية.* ما طرق علاج ضيق الشريان الكلوي؟هناك طرق جراحية يحددها أطباء الأوعية الدموية، ويعتمد العلاج على مقدار التضيق، ونسبة تضيق الشريان، ويحدد العلاج الجراحون وأخصائيو القلب والأوعية الدموية.* ماذا عن الغسيل الكلوي؟ وهل المراكز الموجودة في المملكة كافية لتوفير عملية الغسيل بالنسبة للمرضى؟ وكم تبلغ التكلفة المادية لعملية غسيل الكلى؟هناك نوعان من الغسيل الكلوي، الأول، الغسيل الدموي، وفيه تكون هناك آلة أو ماكينة خارجية لكل مريض، تحتوي على فلتر صناعي، ويتصل المريض بالآلة عن طريق فتحة في يده، أو عن طريق أنبوب، ويكون الفلتر بمثابة الكلية الصناعية حيث يقوم بإعادة تصفية الدم وإرجاعه دون سموم، أما الطريقة الأخرى، فهي الغسيل البريتوني حيث يتم استعمال الغشاء البريتوني الموجود في تجويف بطن المريض، ويكون الغشاء البريتوني في بطن المريض هو الفلتر الطبيعي دون الحاجة لأي جهاز خارجي. وفيما يتعلق بالمراكز الصحية التي يتوفر بها عمليات غسيل الكلى، فهناك مركزان لغسيل الكلى تابعان لوزارة الصحة، الأول هو مركز المؤيد لغسيل وزراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي، والثاني مركز عبدالرحمن كانو في البسيتين، وهناك مركز ثالث لغسيل الكلى تم التخطيط له، على أن يبدأ إنشاؤه وتنفيذه منتصف العام الحالي، ويستعد المركز لاستقبال المرضى في يونيو 2016، ومقره بمنطقة الحنينية بالرفاع الشرقي، وسيخدم المركز مرضى الكلى بالمحافظتين الشمالية والجنوبية. توعية المراكز الصحية * ما الخطط والبرامج التي وضعتها الوزارة لتوفير الرعاية والعلاج لمرضى الكلى؟هناك خطط توعوية للوزارة للوقاية من أمراض الكلى بوجه عام، أبرزها عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، كما أن هناك توعية تتم عن طريق المراكز الصحية، ويتم إعطاء الأطص باء بالمراكز الصحية دورات تثقيفية بشكل دوري، خصوصاً الرعاية الصحية الأولية، لأنهم يستقبلون عدداً كبيراً من المرضى، وبالتالي نحن نحرص على الجانب الوقائي قبل أي شيء آخر.وبمناسبة اليوم العالمي للكلى، يجب التأكيد على أنه كما أن الإنسان يهرم ويشيخ، فإن كليته أيضاً تهرم وتشيخ، ولذلك ننصح الجميع بالمحافظة على الكليتين، كما يجب تغيير طريقة التفكير بشأن التبرع بالكلى للأشخاص المحتاجين، لأن التبرع بالأعضاء خصوصاً الكليتين أصبح ضرورة ملحة، وينقذ مرضى كثيرين على شفا الموت.
د. الغريب: مركز لغسيل الكلى يخدم «الشمالية» و«الجنوبية» 2016
13 مارس 2014