كتب - وليد صبري:قال استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكري د. أسعد الدفتر إن «ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تدهور الكلى وعجزها عن القيام بوظائفها ومن ثم الإصابة بالفشل الكلوي»، مشيراً إلى أن «أهم خطوة لعلاج ومنع تدهور عمل الكليتين هي السيطرة على ضغط الدم، والتأكد من عدم إصابة المريض بالسكري»، فيما نصح «بضرورة قياس معدل ضغط الدم يومياً خصوصاً للمرضى الذين يعانون من ارتفاع مستمر في معدله».وأضاف د. الدفتر أن «للكليتين دوراً كبيراً في تنظيم ارتفاع ضغط الدم من خلال التحكم بكمية الأملاح المعدنية كالصوديوم والبوتاسيوم، إضافة إلى كمية الماء في الجسم من خلال تناسق تدفق الدم في الكبيبات الكلوية وإفراز الهرمونات، ولهذا يؤدي ضيق الشريان الكلوي لارتفاع الضغط».وأوضح أن «أهم علامات التشخيص لمرض عجز الكليتين المزمن وجود علامات التعب والإجهاد والتوعك الصحي دون وجود سبب واضح، وعادة ما يكون تدريجي ويترافق مع أعراض معوية، مثل فقدان الشهية، والتقيؤ، إضافة إلى قلة النوم واختلال الذاكرة والشعور بآلام شديدة بالساق».ونصح د. الدفتر «بعدم الإفراط في تناول الأملاح»، موضحاً أن «ارتفاع ضغط الدم يترافق مع معظم حالات العجز الكلوي المزمن، ولذلك علاجه ضروري وأساسي، لأن الكلية تصبح عاجزة وليس لديها القدرة على التخلص من الأملاح الزائدة بالجسم».وقال إن «هناك نوعين من ارتفاع ضغط الدم، الأول ابتدائي، ويكون وراثياً عادة ويمثل 90 % من المصابين به، أما النوع الثاني ويمثل 10% فيكون ثانوياً لأسباب تتعلق إما بالكلى أو بالغدد الصماء مثل الغدة الكظرية أو الدرقية، وربما يكون بسبب تشوهات وراثية في الشرايين الرئيسة مثل ضيق الشريان الأبهر، وقد تم تشخيص حالات كثيرة من هذا النوع بفضل وجود أجهزة وتقنيات حديثة للتشخيص متمثلة بالفحوصات الشعاعية والمختبرية».وذكر أن «ارتفاع الضغط يصنف على أنه استمرارية ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أو الانبساطي أو كليهما لفترة ما أكثر من الحد المسموح الذي يبلغ 120 / 80 بالنسبة للشخص الطبيعي»، لافتاً إلى أن «هناك أكثر من 72 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من ضغط الدم الذي يتجاوز معدل 140 / 90، بينما تسبب المرض في وفاة أكثر من 277 ألف شخص، ولذلك كان الاهتمام بالمرض ضرورياً، إضافة إلى الأعراض الجانبية الخطيرة التي يمكن أن يسببها على أعضاء الجسم المختلفة حيث يتسبب في الإصابة بالجلطة الدماغية، والفشل الكلوي، وتصلب الشرايين في القلب، أو الأطراف إضافة إلى أضرار بشبكية العين». وأضاف أن «ارتفاع ضغط الدم من الأمراض القاتلة وكان من ضحايا المرض الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي توفي 1945 إثر نزيف في الدماغ».وأوضح أن «من أهم مضاعفات ارتفاع ضغط الدم هو تأثيره على الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والقلب والكلى حيث أثبتت جميع الدراسات أن هناك تناسباً طردياً بين ارتفاع ضغط الدم وزيادة مخاطر التعرض للإصابة باحتشاء العضلة القلبية، والجلطة الدماغية، وعجز الكلى خصوصاً عندما يترافق الضغط مع الإصابة بالسكري».ولفت إلى أن «من أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي هو ضيق الشريان الكلوي والذي يكون إما نتيجة تكلسات دهنية حيث يصيب كبار السن، ويمثل من 70 إلى 90% تقريباً من الحالات أو نتيجة عامل تشوه عضلي ليفي في الشباب، ويكون عادة عند المرضى الذين لا يمكن السيطرة على ضغط الدم لديهم، أو ظهور زيادة مفاجئة في ضغط الدم عند كبار السن، مع تدهور عمل الكلية حال استعمال أدوية ارتفاع ضغط الدم».وقال د. الدفتر إن «الخطوة الرئيسة لعلاج ارتفاع الضغط بتحديد كمية الملح والماء اليومية للمريض، وجعلها متناسبة مع وزن المريض والحالة الصحية له»، لافتاً إلى أن «خفض الوزن يلعب دوراً مهماً في السيطرة على الضغط من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن».وشدد على «ضرورة توعية العاملين في المجال الصحي بمتابعة الأغذية الصحية للمريض والإكثار من الفواكه والخضراوات كجزء أساس في غذاء الإنسان وتقليل الملح في الطعام وتقليل استخدام مادة الكافيين، وتجنب التدخين والكحوليات».