بكين - (وكالات): أجرى ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الصيني شي جينبينغ محادثات في بكين تناولت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الصديقين، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فيما أعرب ولي العهد السعودي عن «تطلعه إلى التعاون مع حكومة الصين لتحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية بما يكفل حقن دماء الأبرياء وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة».ووصل الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين أمس في مستهل زيارة رسمية تستمر 3 أيام بناءً على دعوة من الرئيس الصيني. ويتوقع أن تشهد الزيارة مباحثات اقتصادية وسياسية وعسكرية، كما تستهدف زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتوسيع الاستثمارات المشتركة، فيما أكد خبراء ومحللون أن «الزيارة ستوطد التعاون الاستثماري بين الرياض وبكين». وطلب الرئيس الصيني من ولي العهد السعودي نقل تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مؤكداً متانة العلاقات الوثيقة بين المملكة والصين، واهتمام الصين بتطوير العلاقات مع المملكة، مستذكراً ومقدراً المساعدة التي قدمتها المملكة للصين إبان تعرض إحدى مدنها للزلزال.ونوه بتبادل الزيارات بين البلدين على أعلى المستويات وسعي حكومة البلدين إلى تعزيز التعاون القائم بينهما.وعقب ذلك أقام الرئيس الصيني مأدبة عشاء تكريماً لولي العهد ومرافقيه. وألقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة أمام الرئيس الصيني، أكد فيها أن الهدف من الزيارة هو «الحرص على توثيق أواصر التعاون، وتعميق الحوار والتواصل، وتنمية علاقاتنا الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية والاستثمار والطاقة والتعاون الأمني». وأضاف أن «من شأن ترسيخ هذه العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا على هذه المبادئ الخيرة أن يسهم على نحو كبير في معالجة المشاكل والاضطرابات الإقليمية والدولية».وأشار إلى أن «السعودية تقدر مواقف الصين الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية، ونتطلع إلى الصين بصفتها قطباً دولياً ذا ثقل سياسي واقتصادي كبير بأن تقوم بدور بارز لتحقيق السلام والأمن في المنطقة».وتابع «كما نتطلع إلى التعاون مع حكومة الصين لتحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية بما يكفل حقن دماء الأبرياء وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة». والتقى ولي العهد السعودي في بكين كبار الزعماء الصينيين في أول أيام زيارته الرسمية للصين. وكان في استقبال الأمير سلمان لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى نائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو الذي أقام مراسم استقبال رسمية للضيف السعودي. والصين هي آخر محطات جولة الأمير سلمان الآسيوية التي شملت باكستان واليابان والهند وجزر المالديف. وتجد زيارة ولي العهد السعودي، إلى الصين أصداء اقتصادية كبيرة، في الرياض وبكين، إذ ترشد هذه الزيارة العلاقات الاقتصادية بين العاصمتين نحو قمة عالية من التعاون. يذكر أن السعودية هي المصدر النفطي الأول للصين، وتعمل 70 شركة صينية على مشروعات البنية التحتية بالمملكة. ونقلت تقارير صحافية عن رجال أعمال سعوديين تقديرهم أن يقفز حجم التبادل التجاري خلال الأعوام الخمسة المقبلة إلى أكثر من 120 مليار دولار بنسبة نمو 20%. كما قدروا حجم الاستثمار السعودي في الصين بأكثر من 10 مليارات دولار، وحجم الاستثمار الصيني بالسعودية بأكثر من 60 مليار دولار.وتستهدف الزيارة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتوسيع الاستثمارات المشتركة بين البلدين، خصوصاً في مشروعات البنية التحتية. وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا خلال السنوات العشر الأخيرة، وهي أكبر دولة مصدرة للنفط للصين، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، 36.6 مليار دولار سنوياً، منها واردات نفطية للصين بنحو 27 مليون طن من الخام، في حين يعمل في السعودية أكثر من 21 ألف عامل صيني.وعلى مستوى الاستثمار، يوجد ما يزيد على 140 شركة صينية تعمل في المملكة في مجالات الإنشاء والاتصالات والبنية التحتية.ويأتي التوجه السعودي نحو الشرق الآسيوي انطلاقاً من رؤية خادم الحرمين الشريفين لترسيخ العلاقات بما يخدم مصالح المملكة ومساهمتها في تكريس السلم والأمن في العالم. كما يأتي ذلك بحسب مراقبين ليمثل رسالة سياسية لقدرة المملكة على تنويع وتقوية مصادر تحالفاتها الدولية شرقاً مثل ما هو في الغرب.