عواصم - (وكالات): أسفرت الأزمة الأوكرانية عن سقوط قتيلين في خاركيف، أحد معاقل الموالين لروسيا شرق البلاد الذي يشهد توتراً بين قوميين أوكرانيين وأنصار موسكو عشية استفتاء اليوم حول إلحاق القرم بروسيا. في موازاة ذلك، استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار غربي يندد بالاستفتاء، في حين امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الأمن الدولي. وتم رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة 13 صوتاً إذ إن روسيا بصفتها عضواً دائماً تستطيع منع إقرار أي مشروع قرار في هذا المجلس. من جهتها، صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور أنه إذا تأكد إعلان كييف أن القوات الروسية اجتاحت جنوب أوكرانيا «فسيكون ذلك تصعيداً خطيراً». وفي موسكو، وللمرة الأولى منذ سيطرة قوات روسية على القرم أواخر فبراير الماضي، نزل الروس بأعداد كثيفة إلى الشارع للاحتجاج على سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.وزاد فشل لقاء الفرصة الأخيرة الذي انعقد أمس الأول في لندن بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري، في تقليص الأمل في أن تتوصل كييف إلى الحول دون انفصال القرم وتعاظم الحركات الانفصالية الموالية للروس في المناطق المجاورة بينما تقوم القوات الروسية في هذه الأثناء بالانتشار لإجراء مناورات عند حدود أوكرانيا. وفي سيمفيروبول، عاصمة القرم، صب «رئيس الوزراء» سيرغي اكسيونوف الزيت على النار بدعوته الناطقين باللغة الروسية إلى الاقتداء به وتنظيم استفتاءات للمطالبة بإلحاقهم بروسيا. ورمزياً، كسبت روسيا نقطة في مواجهتها مع الغرب بإعلانها أنها اعترضت إلكترونياً طائرة أمريكية بدون طيار أقلعت من قاعدة في أوكرانيا، على علو مرتفع فوق القرم وقطع اتصالاتها مع قاعدتها وسيطرة الميليشيات الموالية للروس عليها بعد هبوطها في شبه الجزيرة.لكن الأنظار تتجه إلى خاركيف، أكبر مركز صناعي شرق البلاد، بعد مقتل شخصين. وفي البرلمان، اتهم الرئيس الأوكراني بالوكالة أولسكندر تورتشينوف روسيا و»شبكتها من عملاء الكرملين بتنظيم وتمويل استفزازات تؤدي إلى جرائم منذ فترة طويلة». وتظاهر الموالون للروس في معاقلهم شرق أوكرانيا ما ينذر بمواجهات جديدة مع القوميين عشية الاستفتاء حول إلحاق القرم بروسيا. وفي الخارج يعتزم الغربيون القيام بعدة مبادرات دعم لأوكرانيا بعد فشلهم في تغيير استراتيجية فلاديمير بوتين. من جانب آخر، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أن التوقيع على الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين بلاده والاتحاد الأوروبي سيتم في 21 مارس.