أكدت ندوة «التفاعل الثقافي بين البحرين والكويت»، مؤخراً بمركز عبدالرحمن كانو الثقافي، احتواء الصحافة الكويتية لعشرات من المبدعين البحرينيين، منهم إبراهيم العريض، محمد جابر الأنصاري، علي سيار، خليفة حسن قاسم، علي عبدالله خليفة، قاسم حداد ومحمد الماجد. وأضافت الندوة -التي شارك فيها الأديبان الكويتيان د.سليمان الشطي وعبدالعزيز السريع وقدمها الأكاديمي الناقد د.إبراهيم غلوم- أن الكويت أعادت طباعة دواوين الشاعر علي العريض، وطبعت سمفونية الحزن لمحمد الماجد، ولعبت وسائل الإعلام الكويتية دوراً بارزاً في تعريف القارئ العربي بديوان «أنين الصواري» 1969 لمؤلفه علي عبدالله خليفة، كما عمدت دولة الكويت لإعادة تصوير مجلة «البحرين»، ولعبت المرأة الكويتية هي الأخرى دوراً ملموساً في إثراء الحركة الأدبية من خلال رزمة من الأعمال الضخمة التي كتبتها كرواية «وسمية تخرج من البحر» 1986 للروائية ليلى العثمان، وعدد من القصص لبثينة العيسى وغيرهن. وحول التجربة الثقافية في دولة الكويت، قال الأديبان الشطي والسريع: إن «منيرة» لكاتبها خالد الفرج تشكل محطة مهمة في مسيرة الأدب الكويتي، في مجال القصة القصيرة والرواية، وهي أول قصه كويتية نشرت في العددين السادس والسابع من مجلة الكويت الصادرين العام 1929، لافتين إلى الدور الكبير الذي لعبته الحياة الصحفية في دولة الكويت في حقبة الستينات والسبعينات في احتواء ونشر النتاج الفكري ليس فقط للمبدعين الكويتين. وأضاف الأديبان: يعتبر مسرح الخليج العربي في دولة الكويت رائداً في منطقة الخليج العربي حيث تأسس في الستينات، ومنه استقى مسرح «أوال» 1970 في البحرين نظامه الأساسي، ومن المسرحيات الرائدة التي لاتزال لصيقة في ذاكرة المشاهد العربي مسرحيتا «ضاع الديك» و»بخور أم جاسم» لمسرح الخليج العربي في الكويت، ومسرحية «كرسي عتيج» و«البراحة» وسبع ليال» لمسرح أوال من البحرين. وأشار الأديبان للروح التي كانت يتمتع بها الطلبة البحرينيون في السبعينات من القرن الماضي في إقامة حفلهم السنوي للتعريف بالأغاني والرقصات الشعبية، وتغطية تلفزيون الكويت لذلك الحفل، حيث ترقب المشاهد الكويتي له بفارغ الصبر. أما في حقل «فن الصوت»، فأكد الأديبان أن الجهود البحرينية - الكويتية مستمرة في المحافظة على هذا الفن الأصيل، الذي يعتبر من الفنون التراثية التي اشتهرت بها البحرين والكويت باعتبارهما قطبين مهمين من أقطاب الثقافة والعلم والمعرفة في منطقة الخليج العربي، لافتين إلى الفنان محمد بن فارس وهو أشهر من غنى الصوت في منطقة الخليج العربي، الذي سجل إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية 26 أسطوانة، وغنى في فترة الثلاثينات في إذاعة البحرين مع مجموعة من الفنانين كمحمد زويد وعبدالله فضاله، وللإبقاء على هذا الفن الأصيل من الاندثار أسست مملكة البحرين فرقة محمد بن فارس البحرينية، تجوب من خلالها أرجاء العالم العربي والغربي للتعريف بهذا الفن الأصيل. وبين الأديبان العلاقات المتميزة التي تربط الكويت بالبحرين، فبالنسبة للعائلتين الحاكمتين فهما من نسل نسبي واحد وأصالة وقرابة واحدة، كما إن العوائل في الكويت متلاحمه مع عوائل البحرين، والمجتمع الكويتي قريب الشبه بطبيعة وتركيبة المجتمع البحريني من حيث الجذور الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات وتعكس العلاقات بين البلدين عمق الترابط والدعم والمساندة من كل طرف لقضايا الآخر، حيث كانت الكويت ولاتزال حاضنه للعديد من المواهب والطاقات الإبداعية البحرينية. ولفت عبدالعزيز السريع إلى أن الحراك الثقافي في دولة الكويت حراك ضخم جداً ويصعب إدراكه، وهناك وفرة في الإنتاج متمثلة في المهرجات الثقافية كمهرجان السينما، مهرجان الموسيقى، مهرجان الطفل ومهرجان الميلودراما، مشيراً إلى ما يتمتع به المسرح الكويتي الآن من تقنية حديثة وأجهزة متطورة، فضلاً عما تتمتع به الكويت من ملتقيات وصالونات أدبية رائدة كرابطة الأدباء الكويتيين «1964» والتي استعانت أسرة الأدباء والكتاب في البحرين 1969 بنظامها الأساسي.