يعود تاريخ باكستان إلى 2500 سنة قبل الميلاد حيث قامت حضارة مزدهرة حول وادي نهر السند، تعاقب على حكم هذه المنطقة الفرس والإسكندر المقدوني وأقوام من أواسط آسيا حتى العام 711م، حيث أبحر المسلمون العرب عبر بحر العرب وقاموا بفتح إقليم السند حيث نشروا الدين الإسلامي في هذا الإقليم. وبحلول عام 1000م فتح المسلمون الأتراك منطقة شمال الباكستان انطلاقـاً من إيران، وقد أسس محمود الغزنوي مملكة إسلامية شمل نفوذها في بعض المراحل إقليم وادي نهر السند بأكمله. وقد أصبحت لاهور عاصمة لهذه المملكة، ثم نمت وتطورت بعد ذلك لتصبح مركزاً رئيساً من مراكز الثقافة الإسلامية في شبه القارة الهندية. وقد أصبحت معظم الأنحاء التي تعرف اليوم باسم باكستان، جزءاً من سلطنة دلهي عام 1206م، وهي إمبراطورية إسلامية كانت تضم شمالي الهند. وقد استمرت سلطنة دلهي قائمة حتى عام 933 هـ، 1526م، أي إلى حين ظهور بابار، وهو حاكم إسلامي من أفغانستان قام بغزو الهند وتأسيس الإمبراطورية المغولية. كانت إمبراطورية المغول تضم جميع الأنحاء التي تكوّن كلاً من باكستان وشمال وووسط الهند وبنغلادش اليوم، وقد نمت خلال فترة حكم المغول ثقافة تجمع بين عناصر من الشرق الأوسط وأخرى هندية.وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي وما تلاه أصبحت شركة الهند الشرقية البريطانية الجنسية أضخم قوة تجارية في الهند. استطاعت شركة الهند الشرقية أن تبسط مظاهر النفوذ والسيطرة على المزيد من الأنحاء في الهند. وفي عام 1740م بدأت إمبراطورية المغول في التفكك والانهيار، كما إن شركة الهند الشرقية -من خلال ذراعها العسكري- قد خاضت سلسلة من المعارك والمواجهات في كل من البنجاب والسند، وذلك خلال الأربعينات من القرن التاسع عشر، ومن ثم استطاعت أن تضم هذه الأنحاء إلى مجموعة ممتلكاتها. في العام 1858م قامت الحكومة البريطانية بالاستيلاء على شركة الهند الشرقية، ومنذ ذلك الحين أصبحت جميع الأراضي التي كانت تمتلكها شركة الهند الشرقية تعرف باسم الهند البريطانية أي أنّها تحت حكم التاج البريطاني وليس حكم شركة تجارية بريطانية فحسب. في عام 1930م طرح الشاعر محمد إقبال فكرة تقسيم الهند بين الإسلام والهندكية، وتحولت الفكرة إلى حركة سياسية قادها مؤسس باكستان محمد علي جناح وشهدت الفترة ما بين عامي 1938-1944م تنامــــي هـــذه الحركــــة وعموميتها بين أبناء المسلمين وعمل حزب الرابطة الإسلامية على نشر الصحوة بين المسلمين الذين نالهم الظلم مقابل احتكار الثروة والسلطة من جانب الهنود عبر دعم بريطاني.التأييد الواسع لدعوات إنشاء دولة إسلامية للمسلمين، قاد للعديد من المصادمات بين المسلمين والهندوس في أواسط الأربعيات، مما جعل بريطانيا إضافة إلى حزب المؤتمر القومي الهندي يوافقان على إجراء عملية تقسيم الهند.وأصبحت باكستان في 14 أغسطس من عام 1947م دولة مستقلة من دول رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، كما حصلت الهند على استقلالها في اليوم التالي لهذا التاريخ. وقد أصبح محمد علي جناح الذي يعتبر مؤسس دولة باكستان أول رئيس حكومة في باكستان. في العام 1958م قام الجنرال أيوب خان بأول انقلاب عسكري في تاريخ البلاد بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية. وفي أثناء الاجتياح السوفيتي لأفغانستان في أواخر العام 1979، دعمت باكستان المجاهدين الأفغان. القنبلة النوويةفي عام 1976، بدأت باكستان برنامجاً سرياً لامتلاك القنبلة النووية، حيث رأت أن كل الديانات والأنظمة السياسية الكبيرة تمتلك هذا السلاح النووي ماعدا الإسلام فأطلق تعبير القنبلة النووية الإسلامية على هذه القنبلة.وتعد التجارب النووية الست التي قامت بها باكستان في مايو1998 بمثابة تأشيرة دخول باكستان إلى النادي النووي. الحروب الباكستانية الهنديةمنذ انفصال، باكستان عن الهند والحروب لم تهد بين البلدين عسكرياً حيث يسجل التاريخ 4 منها، الأولى بدأت مباشرة بعد الاستقلال عن بريطانيا في 1947، وكان الخلاف في ذلك الوقت على إمارة كشمير التي كانت من ضمن الولايات الباكستانية إلا أنها طلبت في وقت لاحق لأسباب الانضمام مجدداً إلى الهند وهو ما حصل. أما الحرب الثانية في 1965، فكانت بسبب كشمير أيضاً. فيما كانت الحرب الثالثة في 1971 فكانت تتعلق بباكستان الشرقية (بنغلادش). أما الحرب الرابعة فكانت في 1999.
لمحة تاريخية عن باكستان دولة إسلامية تدخل «النادي النووي»
18 مارس 2014