حدد الدكتور محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي 4 تحديات تواجهها بلاده في الوقت الحالي في سبيل زيادة الإنتاجية، تتمثل في تعدد الشرائح المكونة لسوق العمل، وتنوع القاعدة الاقتصادية، واجتذاب الشركات العالمية متوسطة الحجم، ولا سيما من الدول المتقدمة، وترشيد الإعانات وبخاصة إعانات الوقود لغير المستحقين لها.وبين الجاسر في تصريحات نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، أن التحدي الأخير (دعم الوقود) يكتسب أهمية متزايدة نظرا لأن تلك الإعانات أصبحت تمثل تكلفة باهظة وتحدث تشوهات هائلة في منظومة الاقتصاد، ولذلك تسعى السعودية لمعالجة المشكلة بطريقة متروية ومتزنة، مع توخي الحرص والعناية الكاملة، ومن ذلك تطوير منظومة النقل العام في المملكة.أوضح وزير الاقتصاد في كلمته خلال افتتاح مؤتمر يوروموني السعودية بالرياض أمس، أن السياسة المالية والنقدية للمملكة تتصف بسمتين رئيسيتين، هما مقاومة التقلبات الدورية من جهة، والتحوط والحكمة من جهة أخرى، وهما سمتان تم القصد إليهما ولم يكن للمصادفة دور فيهما، مشيرا إلى أن الله أفاء على البلاد من جملة نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى بثروة نفطية كبيرة وسيظل النفط يحتل موقعا بالغ الأهمية في المملكة على مدى المستقبل المنظور.ونبه الجاسر إلى أن التحدي الرئيسي والأكبر الذي يواجهه البلاد يكمن في كيفية رفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد، وكيف نضمن زيادة كفاءة توزيع الموارد الاقتصادية بين أوجه استخداماتها المختلفة، بما يكفل توجيه تلك الموارد وتوظيفها في المجالات التي تحقق فيها أقصى قدر من الإنتاجية، مشددا على أن زيادة الإنتاجية ليست خيارا أمامنا بل هي ضرورة لا مناص منها.وأفاد بأن أسباب ذلك تكمن في النافذة الديموغرافية التي تشدها البلاد الآن؛ إذ إنه في عام 2011 كان عدد السكان في سن العمل بالمملكة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 64 يشكل 61 في المائة من مجموع السكان السعوديين ونسبتهم تزيد على مجموع نسب الفئات السكانية الأخرى، لافتا النظر إلى أنه عندما تكون الفئة المنتجة من السكان غير مثقلة بعبء مساندة شريحة أكبر من الأطفال والمسنين، فإن النمو الاقتصادي يمكن أن يتسارع.وزاد الوزير إن رفع زيادة إنتاجية الاقتصاد الوطني يشكل ضرورة لازمة وليس اختيارا؛ لكون العيش الآن في قرية كونية وفي ظل اقتصاد عالمي يتسم بوتيرة عالية من العولمة، ولا يقوى على مواكبته والاستمرار فيه سوى الاقتصادات ذات القدرة التنافسية العالمية.وشدد على أن المملكة بوصفها عضوا في مجموعة العشرين تريد أن تبقى لاعبا رئيسيا على الساحة الدولية، ولن تسمح بأن تنكفئ على نفسها أو أن يتم تهميشها؛ إذ إن ذلك يتعارض مع مصالحها على المدى البعيد، وهو ما يتطلب منها العمل على زيادة الإنتاجية.