قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن مشكلة البحرين مع إيران تتأتى من تدخلات طهران في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، مشيرا إلى أن محاولات المملكة الجاهدة لبناء علاقات متينة مع إيران خلال السنوات الـ3 الماضية تصطدم بعدم وجود أي تحرك جاد في سبيل التقارب من قبلها.وأضاف وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحافي في إسلام آباد أمس، إن «المناقشات مع الجانب الباكستاني تناولت جميع القضايا الإقليمية، بينها ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بناءً على مقررات اتفاقية جنيف، وتحقيق الحل لتلك الأزمة في القريب العاجل لإيقاف نزيف دماء الأبرياء من الشعب السوري».وأشار إلى أنه «تمت مناقشة قضايا إقليمية أخرى، بما في ذلك العلاقات مع إيران وأكدنا مجدداً ضرورة تحقيق التفاهم التام بين الأمة الإسلامية خصوصاً في هذا الوقت الذي تحصل فيه الأزمات في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي»، مضيفاً: «نحن نتفهم بأن العالم الإسلامي لابد أن يجد حلوله الخاصة به لكل مشكلة تطرأ في ما بين دوله(..) وإيران بلاد مهمة وهي جارتنا والجيران لا يتجافون عن بعضهم بعضاً ولذلك نحن سنحاول دائماً أن نقيم علاقات متينة ومستمرة مع إيران».وأردف وزير الخارجية: «بالتأكيد عندنا مشكلاتنا مع إيران، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة تدخلاتها في العديد من الدول وفي هذا الصدد بالتأكيد فإنني أتحدث باسم بلادي البحرين، فنحن كلما حاولنا جاهدين بناء علاقات متينة معهم، إلا إننا لم نرَ من جانبهم خلال السنوات الثلاث الماضية أي تحرك جاد في سبيل التقارب الجاد فيما بين بلدينا -البحرين وإيران- ونحن نتطلع لتحسين هذه العلاقة المهمة وبالتأكيد نتطلع لقيامهم باتخاذ بعض الخطوات من جانبهم».وقال: «نحن نعلم موقف باكستان الواضح من إيران، وإن باكستان دولة تريد إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول المنطقة ونحن لسنا نتفهم ذلك فحسب بل نوافق على ذلك»، مؤكداً أن «هذه العلاقات مهمة جداً حيث إن دولة مثل باكستان تربطها علاقات وثيقة مع جميع دول المنطقة».ووصف وزير الخارجية سياسة باكستان بأنها مؤثرة من حيث الاعتدال والسلام. وقال «جئنا هنا كحلفاء لتوضيح موقفنا لدولة مثل باكستان التي ننظر إليها كبلاد لديها تأثير طيب على كافة الأطراف في هذا الجزء من العالم».وأكد أن «باكستان دولة مستقلة، ودولة إسلامية عظمى على مستوى العالم ولا توجد أي محاولة من جانبنا للتأثير على باكستان بأي شكل من الأشكال بل نتطلع لتعزيز علاقات باكستان مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نظراً لأهمية العلاقات الوثيقة معها».الأزمة السوريةوحول الأزمة السورية، قال وزير الخارجية: «لا يوجد عقد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسوريا»، مشيراً إلى أن «الجميع يشاركون في مؤتمر جنيف لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ويريدون التوصل لهذا الحل».وفي ما يتعلق بدور باكستان في سوريا قال معاليه إن باكستان تدعم الحل وتساند التوصل إلى حل سياسي ولا يوجد شخص في باكستان لا يرغب في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، لأنه إذا كانت تلك هي المقاربة فسوف يستمر نزيف الدماء. والجميع لا يريدون استمرار نزيف الدماء. مضيفاً نحن نعلم جيداً موقف باكستان الواضح في ما يتعلق بالأزمة السورية. وقال نحن لم نأتِ هنا لنطلب من باكستان أي شيء من هذا النوع.التعاون العسكريوحول التعاون العسكري بين البلدين أكد وزير الخارجية أن هذا التعاون له تاريخ طويل ومتواصل على مدى عقود من الزمان وأن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لقيادة هيئة الأركان المشتركة جاءت تتويجاً لهذا التاريخ الطويل من العلاقات وتطلعاً نحو الخطط المستقبلية، كما إننا نتعاون مع باكستان في العديد من المجالات الدفاعية والأمنية والمعدات الدفاعية وهذا متروك نقاشه للسلطات الدفاعية في البلدين ولكننا لدينا نطاق واسع من التعاون في هذا المجال.وقال وزير الخارجية إن الشأن الخليجي الداخلي لم يتم مناقشته على الإطلاق مع الجانب الباكستاني ولم يطرح علينا أي تساؤل في هذا الشأن، مؤكداً أنه «لم تتم إثارة هذه المسألة، إنها مسألة تخص دول مجلس التعاون حالها مثل حال أي من المنظومات في جميع أنحاء العالم لابد أن تطرأ عليها مسائل خلافية هنا وهناك».«الإخوان المسلمين»وأكد وزير الخارجية أن «المباحثات في باكستان لم تتطرق لمسألة (الإخوان المسلمين) وهو يخص كل دولة كدولة لوحدها ونحن لا ننظر إليها كحركة عالمية(..) كل دولة قد توجد فيها جماعة، يتصرفون بشكل أو بأخر، ممكن أن يكون الإخوان المسلمون في البحرين من المواطنين الملتزمين بالقانون ولم يقوموا بارتكاب أي خطأ في البحرين».وقال إن «الذي حصل في مصر هو شأن مصري داخلي، كما إن ما حصل في اليمن هو شأن يمني داخلي ولكننا ننظر للمسألة كمسألة تخص كل دولة لوحدها».وأكد وزير الخارجية أن «مملكة البحرين تتفهم تماماً الموقف السعودي من حيث تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لأنها تعمل على المسائل المتعلقة بأمنها القومي الخاص والمتصلة بالأحداث التي تحصل في السعودية و التهديد الواضح في الوقت الحاضر الذي يأتي من الإخوان المسلمين».وأشار الوزير إلى أن «الإخوان المسلمين موجودون منذ عصور كما إنهم ليس شيئاً طرأ حديثاً، كما إن المملكة العربية السعودية لم تأتِ ببهتان حينما قامت بتصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، بل بنت حكمها ذلك على الأدلة الحقيقية والعمل الطويل قبل تصنيفهم كمنظمة إرهابية».وقال: «نحن نتفهم تماماً موقف المملكة العربية السعودية المشار إليه وإذا طلبت المملكة العربية السعودية منا التعاون معها فسنتعاون معها بالشكل المطلوب في هذا المجال ونحن على أتم الاستعداد كحلفاء في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية».الزيارة التاريخيةوفي كلمة له بداية المؤتمر الصحافي وصف وزير الخارجية زيارة الدولة الرسمية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى باكستان بـ»التاريخية والمهمة»، مشيراً إلى أنها الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها جلالته إلى هذا البلد الصديق.وأكد أن «البلدين يتقاسمان تاريخاً طويلاً من علاقات الصداقة والإخاء وكذلك العلاقات المتعددة الجوانب في شتى المجالات الاجتماعية والشعبية والسياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية وهي مثال جيد جداً في كافة المجالات بين البلدين».وأشار إلى أنه «تم التوقيع على ست اتفاقات ومذكرات للتفاهم بين البلدين وذلك بحضور جلالة الملك المفدى و رئيس الوزراء الباكستاني، تتعلق إحدى مذكرات التفاهم بإنشاء لجنة مشتركة بين البحرين وباكستان للإشراف على نطاق العلاقات الثنائية، واتفاقية أخرى تتعلق بحماية وتعزيز الاستثمار، بجانب مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجالات الطاقة والمياه، ومذكرة أخرى للتفاهم في ما يتعلق بالأمن الغذائي واتفاقية للخدمات الجوية، بجانب اتفاقيتين أخريين تم التوقيع عليهما إحداهما تتعلق بالأيدي العاملة والتدريب المهني والأخرى بين مجلس التنمية الاقتصادية ومجلس الاستثمار الباكستاني».وتم تنظيم منتدى الأعمال التجارية بتاريخ 19 مارس 2014 لتشجيع التبادل التجاري وفرص الاستثمار بين القطاع الخاص في البلدين وكانت المشاركة مشجعة جداً من الجانبين، كما تم التوقيع على ثلاث اتفاقات بين غرفة تجارة وصناعة البحرين ونظيرتها في باكستان.وأضاف وزير الخارجية أنه تمت أيضاً مناقشة أوجه التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والأيدي العاملة والتدريب المهني، وتقييمنا لهذه الزيارة أنها جاءت ناجحة وهي دليل على متانة العلاقات بين البلدين الصديقين.وقال وزير الخارجية إن عاهل البلاد المفدى عقد اجتماعات خلال هذه الزيارة مع كل من الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء محمد نواز شريف، كما استقبل جلالته كلاً من مستشار دولة رئيس الوزراء للأمن القومي والشؤون الخارجية ووزير المالية ووزير الدفاع الباكستانيين.مشروعات استثماريةمن جهته، قال وزير المواصلات الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد إن «أكثر من مائة ألف باكستاني يعملون في البحرين وحدها إضافة إلى الملايين منهم في دول الخليج العربي يعملون بشكل وثيق في بناء البحرين المعاصرة والخليج المعاصر»، معرباً عن الشكر والتقدير لأفراد الجالية الباكستانية المقيمين في مملكة البحرين على مساهماتهم في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وفي شتى مجالات الحياة في المملكة.وأضاف وزير المواصلات أن «باكستان اليوم ليست دولة عظمى في العالم فحسب ، بل هي بالنسبة لنا في الخليج شريك تجاري مهم، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري حوالي 6 مليار دولار ولكننا جميعاً في دول الخليج متفقون على أنه توجد فرص كبيرة لتعزيز علاقات التعاون والاستثمار».وأضاف أن «كل ما تم تحقيقه ليس كافياً بل يمكننا أن نقوم بفعل ما هو أفضل من ذلك، خصوصاً وأن دول الخليج عبارة عن اقتصاد متنامٍ بمعدل 1,5 مليار دولار، كما إن جميع دول العالم تسعى للاستفادة من هذا النمو الحاصل في هذا الجزء من العالم، وبالنسبة لنا فإننا نريد أن نؤكد على أن أصدقاءنا في باكستان سيستفيدون من هذا النمو حيث توجد العديد من الشركات العالمية في باكستان وبوسعهم المجيء إلى دول الخليج للحصول على الفائدة من النمو والازدهار في منطقتنا وتقاسم الأرباح معنا وتوسيع أعمالهم التجارية وكذلك بالنسبة لنا خلق المزيد من الفرص الوظيفية».وأكد الوزير أحمد أن «ملتقى الأعمال الذي عقد أمس بحضور أكثر من 70 من رجال وسيدات الأعمال يعد فرصة طيبة لخلق المشروعات والأفكار بين الجانبين وطالب بالمزيد من اجتماعات الأعمال بين الجانبين البحريني والباكستاني».وقال إنه «تم توجيه الدعوة لأشقائنا في باكستان لزيارة في البحرين وإبرام اتفاقية كبداية وعقد المزيد من اجتماعات الأعمال، متمنياً زيارتهم للمملكة في القريب العاجل».وأشار الوزير أحمد إلى أن «قوة باكستان هي في مصلحة الجميع في الخليج»، مشيراً إلى أن «البحرين هي موطن أكثر من أربعمائة وثلاثة عشر من المؤسسات المالية والعديد من البنوك الأجنبية».وأشار إلى إمكانية إقامة الكثير من مشروعات الطاقة ومحطات الكهرباء والمياه في البحرين لأهميتها، موضحاً أن الجانب البحريني ناقش مع الجانب الباكستاني العديد من مجالات التعاون بين الجانبين ونتمنى التوصل إلى نتائج نراها جميعاً على أرض الواقع.وأشار إلى أن «هناك فرصاً لرجال الأعمال الباكستانيين للحضور إلى منطقتنا والبحرين بشكل خاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في مشروعات التنمية الزراعية والصناعية وصناعة المنسوجات والملبوسات الجاهزة وصناعة منتجات الألمنيوم». وأوضح الوزير كمال أحمد أنه «يوجد في البحرين صناعة كبرى للألمنيوم و في الخدمات المصرفية لدينا خمسة بنوك باكستانية في المملكة، وبالنسبة لرجال الأعمال والشركات القابضة توجد فرص كبيرة للاستثمار في البحرين في مشروعات البنية التحتية وفي مجالات الطاقة».وقال إنه تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم بين البلدين خلال منتدى الأعمال الذي انعقد يوم أمس بين وزارة الصناعة والتجارة وغرفة التجارة والصناعة ورجال الأعمال في المملكة مع رجال الأعمال الباكستانيين. ويمكن التركيز على القطاع الزراعي وصناعة منتجات الألمنيوم وصناعة المنسوجات.وأشار إلى أن هناك أموراً تساعد في تحقيق المنفعة المشتركة بين الجانبين من حيث التدريب بين الجانبين الباكستاني والبحريني في مجالات البنوك الإسلامية والخدمات المالية من أجل إيجاد برامج محددة للتدريب في باكستان وأيضاً في البحرين وذلك حسب نقاط القوة في كل من البلدين.