المنامة - مهند النعيمي:نجاح تاريخي جديد يسجل لمملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله بعد الزيارة التاريخية لجلالته إلى جمهورية باكستان والتي حققت نجاحاً على مختلف الأصعدة والمجالات وعكست ما يتمتع به جلالته من مكانة لدى الشرق والغرب بفضل رؤيته وحكمته في قيادة البحرين داخلياً وعلاقاتها مع العالم.لقد عكست زيارة عاهل البلاد إلى جمهورية باكستان حرص مملكة البحرين على تعزيز علاقات المملكة بمحيطها الإقليمي وتوثيق علاقات التحالف الاستراتيجية الصلبة القائمة على مبادئ الأخوة الإسلامية والمصير المشترك، وتحقيق نتائج جوهرية سواء على صعيد تعزيز علاقات البحرين بدول العالم وتوسيع شبكة تحالفاتها، أو على صعيد نقل وتوطين التجارب التنموية المتقدمة وزيادة فرص الاستفادة، بما يجعل البحرين قادرة على الاستفادة من علاقاتها المتشعبة مع تلك الدول واستثمارها لتحقيق المصالح المشتركة بينها.إن النتائج التي خرجت بها المباحثات التي أجراها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مع القيادة الباكستانية، وكذلك المباحثات الجانبية التي أجراها الوفد المرافق لجلالته مع الجانب الباكستاني أبرزت للجميع عمق العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين والقائمة على أسس التاريخ المشترك والتواصل الثقافي، والتي ازدهرت وتطورت عبر العلاقات الاقتصادية التي تشهد نمواً مضطرداً، ومن خلال أوجه التعاون المتعددة في كافة المجالات والصلات الأخوية بين شعبي البلدين.كما شكل الارتياح بين الجانبين لمستوى العلاقات الثنائية وضرورة مواصلة توسيع وتعميق المشاركة الثنائية في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وزيادة تعزيز التبادلات السياسية على مستوى عال، والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والدفاعية والأمنية، وفي العلاقات الشعبية، وإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة بين باكستان والبحرين، شكل دفعة جديدة لتحقيق المزيد من الإنجازات بين البلدين. لقد حظيت الزيارة الملكية السامية باحتفاء وترحيب واهتمام رسمي من قبل الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس وزرائه محمد نواز شريف بما يؤكد المكانة التي يحظى بها جلالة الملك لدى باكستان وحكومتها، وإيمان الجميع بحكمة دور عاهل مملكة البحرين بين دول المنطقة والعالم. كما مثلت الزيارة الملكية حدثاً مهماً للصحف ووسائل الإعلام المرئية الباكستانية والعالمية على مدى يومين حيث كانت الحدث الأبرز على شاشات التلفزيون والصحف المحلية، الأمر الذي عكس بالفعل ما تحظى به مملكة البحرين من مكانة وتقدير بين دول المنطقة والعالم بفضل جهود جلالة الملك.وإن المطالع للصحف الباكستانية والمشاهد لوسائل الإعلام وحضور أكثر من 60 صحافياً ومراسلاً من مختلف صحف وقنوات العالم للمؤتمر الختامي لمعالي وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وسعادة السيد كمال بن أحمد وزير المواصلات يؤكد ما شكلته هذه الزيارة الملكية من أهمية ونجاح ومثلت دلالة واضحة على مساعي البلدين الصديقين لتنمية العلاقات الثنائية لما فيه الخير لأبناء الشعبين الصديقين، وأعطت دفعاً جديداً للجهود الرامية لتنمية العلاقات المشتركة في مختلف المجالات.تمهيد الطريق أمام المستثمرين ورجال الأعمال في البحرين وباكستان لتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين كان حديث رحلة العودة على متن الطائرة التي تقل رجال الأعمال والصحافة إلى البحرين، حيث يؤكد رجال الأعمال والمستثمرين أن الجهود الملكية السامية لفتح الأبواب في الشرق والغرب أمام رجال الأعمال لإنشاء المزيد من المشاريع المشتركة ستؤدي بالفعل إلى تعزيز الفرص الاستثمارية والتجارية التي ستعود بالخير على الشعبين الصديقين، مشيرين إلى أن الزيارة الملكية أسهمت بالفعل في فتح المجال واسعاً أمام شراكات تجارية وصناعية واستثمارية ونقل التكنولوجيا في مجالات الطاقة والإنشاءات والزراعة بين قطاعات الأعمال البحرينية والباكستانية.ويؤكد رجال الأعمال أن ما يحظون به من دعم من لدن جلالة العاهل المفدى لم يكن مستغرباً من قائد يحرص على أن يكون العالم أجمع صديقاً وشريكاً في التنمية والتطوير بما يخدم شعوب العالم، فالزيارة الملكية وما سبقها مؤخراً من زيارات للصين والهند واليابان وتايلند وغيرها من دول الشرق أكدت إيمان جلالته بالقطاع الخاص البحريني ودعمه ليلعب دوراً فاعلاً ويوسع من شبكات علاقاته ويحقق النجاحات مع تلك الدول واستثمارها لتحقيق المصالح المشتركة. كما يرى رجال الأعمال والصحافة أن الزيارة أتاحت فرصة كبيرة لتنويع أشكال التعاون بين البلدين، خاصة مع تبادل الوفود التجارية وإقامة الفعاليات المشتركة وعقد لقاءات ثنائية تجمع أصحاب الأعمال من الجانبين للتأكيد على أهمية تعميق العلاقات الاستثمارية لإضفاء مزيد من القوة للشراكة الاقتصادية بين البلدين.ولا يختلف اثنان في مملكة البحرين وجمهورية باكستان من مواطن أو إعلامي أو رجل أعمال أن ما حققته الزيارة الملكية من نتائج إيجابية وملموسة ستعود بالخير على البلدين وشعبيهما، فالاتفاقيات ومذكرات التي تم توقيعها وتنوعها لتشمل جميع المجالات سيكون لها انعكاسات إيجابية سيلمسها الجميع على أرض الواقع قريباً.أما على صعيد وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية فقد أكدت المباحثات الثنائية واللقاءات الجانبية بين مسؤولي البلدين تطابق المواقف التي يتخذها البلدان والتأكيد على ضرورة الحل السلمي لكافة القضايا إقليمية كانت أو الدولية، على حدٍ سواء، من خلال الحوار.وأكد البلدان وقوفهما صفاً واحداً في كل ما من شأنه حماية مجتمعاتهما ومكتسبات شعوبهما، كما نددا بالإرهاب في كافة أشكاله ومظاهره، وأكدا من جديد عزمهما على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف في إطار منظومة الأمم المتحدة.كما لم يغب عن ذهن الوفد الرسمي البحريني في لقاءاته الجانبية مع نظرائه الباكستانيين الإشادة بالدور الكبير الذي تقوم به الجالية الباكستانية في مملكة البحرين وإسهاماتها البارزة والمقدرة في عملية البناء والتنمية التي تشهدها المملكة، معبرين عن تقديرهم البالغ للجالية الباكستانية ومواقفها الداعمة لمملكة البحرين دائماً، في خطوة أكدت للجميع أن البحرين قيادة وشعباً لا تنسى من وقف معها وأن البحرين تسعى دائماً لرد الجميل عبر تعزيز هذه العلاقات التاريخية وتطويرها نحو مستقبل مشرق وباهر يحقق تطلعات الجميع.