عواصم - (وكالات): تنطلق اليوم بالكويت اجتماعات القمة العربية في دورتها الـ25 والتي تستمر يومين تحت شعار «قمة التضامن لمستقبل أفضل» بمشاركة نحو 14 رئيساً وقائداً عربياً. ويأتي انعقاد القمة الدورية في ظل خلافات وانقسامات بين الدول العربية حول السياسة الخارجية، إضافة إلى التحديات التي تواجهها المنطقة. ومن المقرر أن تتصدر أعمال القمة عدداً من الملفات والقضايا التي تهم العالم العربي أبرزها، الأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، والمحكمة العربية لحقوق الإنسان، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتطوير الجامعة العربية. وقال محللون إن «الخلافات العربية الداخلية تلقي بظلالها على القمة»، فيما أعلنت مصادر دبلوماسية أن «القادة العرب سيعقدون جلسة مخصصة لتنقية الأجواء والمصالحات».وقد بدأ الرؤساء والقادة العرب في الوصول إلى الكويت للمشاركة في القمة العربية، وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الرئيسين المصري عدلي منصور واليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري أبو سهمين كانوا في طليعة الزعماء الواصلين إلى الكويت. كما أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية أن الرئيس منصف المرزوقي توجه إلى الكويت للمشاركة في القمة.وينتظر أن يشارك في القمة 14 رئيس دولة، في حين تأكد غياب 8 من الرؤساء والأمراء والملوك العرب، حسب السلطات الكويتية.من جهته، وصف وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله مستوى التمثيل العربي بـ «الجيد»، مشيرا إلى أنه تأكد أيضا حضور عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، والرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس واللبناني ميشال سليمان.وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أثناء الاجتماع الوزاري للقمة العربية أن القمة تأتي في فترة تتزايد فيها المخاطر والتحديات على الأجندة العربية، معربا عن ثقته في أن يكون ترؤس الكويت أعمال هذه القمة «دور في تقريب وجهات النظر وتنقية الأجواء العربية».ويأمل العربي في أن تسفر القمة عن تحقيق ما تسعى إليه الدول العربية وتعمل على حل الأزمات، وبلورة مواثيق وقرارات عربية ترتقي إلى مستوى وحجم هذه المهمة، مؤكدا أن القمة العربية تهدف إلى التضامن من أجل مستقبل أفضل، وتحقيق ما تصبو إليه الشعوب والدول العربية. ونقلت وكالة «رويترز» عن العربي تصريحات أخرى أكد فيها أن «الخلافات» بين الدول العربية ستؤثر في قرارات القمة. وتحدثت التقارير الواردة من هناك عن وجود خلافات بين الدول الأعضاء بشأن قضايا عدة، لافتة إلى أن هذه الأجواء انعكست على اجتماع وزراء الخارجية، فتعذر على المجتمعين الاتفاق على تسليم مقعد سوريا في القمة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وسط احتدام الخلاف بشأن تعريف مفهوم الإرهاب.يشار إلى أن الاجتماعات التمهيديةالتي جرت على مستوى المندوبين العرب فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن تمثيل سوريا، وتم رفع الأمر إلى الوزراء الذين أخفقوا بدورهم في ذلك. من جهته، استبعد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن تخرج جميع الأطراف المشاركة في قمة الكويت بقناعة تؤكد تسوية جميع الأمور، لأن «الجرح عميق»، حسب وصفه.وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات ابتسام الكتبي أنه لا توجد قمة دون خلافات، لكن قمة هذا العام ستكون حافلة بالخلافات الحادة التي تمثل عبئا إضافيا على كاهل البلد المضيف، مبينة أنه سيكون من الصعب التركيز على الخروج بقرارات مناسبة، ناهيك عن الاتفاق على أي شيء.وكان وزراء الخارجية العرب قد وافقوا في وقت سابق امس الاول في ختام اجتماعهم التحضيري للقمة العربية على مشاريع القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون الجمعة الماضي، ولكنهم تجنبوا القضايا الخلافية.كما اتفق الوزراء على عقد القمة الـ26 في القاهرة العام المقبل وسط ترحيب مصري بهذا الاتفاق. ويشمل التوافق على بنود القضية الفلسطينية وتطوراتها والجولان السوري المحتل ودعم لبنان والدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية. واختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التحضيري للقمة العربية العادية الـ 25، بعد أن اقروا مشاريع القرارات للقمة وتجنبوا المواضيع الخلافية، منها شرعة المحكمة العربية لحقوق الإنسان التي سيكون مركزها في البحرين. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «لم يكن هناك توتر بأي شكل من الأشكال، والكويت البلد المضيف عمل على تسهيل النقاشات».من جهته، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة أن «كل المسائل لم تناقش خلال الاجتماع، وتم التطرق إلى بعضها على الهامش». كما قال وزير الدولة المغربي للشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار إن الاجتماع تطرق إلى سبل مكافحة الإرهاب.ودعي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إلى إلقاء كلمة امام القمة إلا أن مقعد سوريا خلال القمة لن يعطى الى الائتلاف بانتظار ترتيب وضعه الداخلي بشكل افضل.ومن بين مشاريع القرارات هناك دعوة لاعطاء السلطة الفلسطينية 100 مليون دولار شهرياً.
القمة العربية تنطلق بالكويت اليوم وسط خلافات وتحديات
25 مارس 2014