يوقع الزميل الأديب والقاص جعفر الديري، باكورة أعماله القصصية «النافذة كانت مشرعــة» فــي جنــاح صحيفــة «الوطــن»، بمعرض البحرين الدولي للكتاب، إلى جانب كتاب «إيجابية الروح» للزميل الشاعر علي الشرقاوي، ورواية «تجار الجثث» للزميل محمد لوري. مجموعة الزميل جعفر الديري، تضم 43 قصة وأقصوصةـ تتوزع على 110 صفحات، ويسكنها الهم الإنساني، وتعدد المناخات، مكاناً وزماناً، والشخصيات رجلاً وامرأة، طفلاً وطفلة، شيخاً طاعناً في السن، ووليداً في المهد، باستخدام ضمير المتكلم للمرأة مرة وللرجل مرة أخرى، وتيار الوعي في أكثر من قصة. وتكشف قصص الديري عن لغة مكثفة وعفوية بألفاظ موشاة بالشاعرية، مع انسيابية في العبارات والجمل، إذ تحمل كل كلمة وجملة شحنتها المتعلقة بالشعور والمعنى برهافة ودقة تجعل حتى مرارتها -إذا حدثت- محتملة، مما ييسر للقارئ استمتاعاً بقراءة الحدث أو المشهـــد أو الوصف الذي بين يديه، ويتوق في الوقت نفسه إلى معرفة ما سيجري، مستنيماً إلى التوتر المحبب بين الفقرة الحالية التي تشحذ ذاكرته البصرية والشفاهية وبين المشهد المرتقب، حتى يصل إلى الجملة الأخيرة في القصة التي لابد تحمل مفارقة ما، إلا أنها أبداً ليست صادمة. وتقترب قصص الديري من الواقعية الحسية بدرجات متفاوتة، تلك الواقعية الحسية التي نراها مجسدة في قصته الجميلة (رباب)، حيث يترك لأحاسيسه حرية امتلاك فضاء النص وإشغاله تماماً، وشخصية الرجل الذي يحمل «صخرة سيزييف» على عاتقه، في قصة «مجرفتي تحفر عميقاً، وذكريات طفولته بذاكرة ثاقبة، وكذلك فترة صباه وشبابه وكل معاناته وصموده، لا يتعكز على الماضي إنما يعد مرآته المفضضة والنقية دون شائبة أو ندم على أطلال الماضي، مرتكزاً على قاعته الصلدة بكل ما يملكه من صبر ووعي ثاقب. وسبق للديري، أن أصدر «وديعة وابني مسلم» قصة ملونة، عن دار العصمة في بيروت، وهي قصة أطفال ملوّنة في 16 صفحة من الحجم الكبير.وذكر الديري أن «قصة وديعة وابني مسلم بن عقيل» تجسد مأساة محمد وإبراهيم أبناء مسلم بن عقيل الملقبين بالطاهر والمطهر، بتناول مختلف.وأوضح أن «كثيراً من كتاب الأطفال يعمدون إلى كتب التاريخ مثل كتاب «مقتل الحسين (ع) للمقرم» وينتقون منه حدثاً معيناً ويخرجونه كما هو في مطبوعة للأطفال دون أن يهتموا بالصياغة التي تناسب الأطفال، معتمدين على الرّسام فقط. غير أني في هذه القصة حاولت أن أزاوج بين الحدث التاريخي من جهة بصياغة سهلة تناسب أذهان الأطفال، وبين خلق شخصية جديدة قريبة من الأطفال وهي «وديعة».وأضاف الديري أن «وديعة هي الشخصية الرئيسة في القصة وليس محمد وإبراهيم. وقد أردت من خلالها أن أقلص الفارق الزمني البعيد بين مأساة محمد وإبراهيم وأطفال اليوم، إذ إن «وديعة» شخصية تعيش في هذا الزمن كأي طفلة مسلمة تستمع إلى قصة محمد وإبراهيم وتتأثر بها، مما يسهل على الكاتب أن يبث من خلالها القيم التربوية التي يؤمن بها».