كتب – وليد صبري:كشفت عضو مجلس النواب استشارية طب العائلة د. سمية الجودر أن «الفئة العمرية بين 29 و39 عاماً هي الأكثر الفئات إصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة «بالإيدز»، مشيرة إلى أن «الرجال في البحرين أكثر تعرضاً للإصابة بالمرض من الرجال»، فيما أوضحت أن «مضاعفات المرض المختلفة تسببت في وفاة 250 شخصاً في البحرين» منذ بدء اكشاف الفيروس. وأضافت في تصريح لـ «الوطن» أنه «من خلال موقعها كنائبة بالبرلمان تعكف على تقديم تشريع قانون بمجلس النواب يضمن إجراءات وقائية تتخذها مملكة البحرين للحد من انتشار الفيروس وبنفس الوقت يضمن حقوق المتعايش بالفيروس بسرية المعلومات وضمان حقوقه المدنية مثل التعليم والوظيفة والعلاج كمواطن، والجزاء لمن ينشر الفيروس، ولمن يميز المتعايش عن حقوقه بسبب المرض».وقالت إن «متلازمة نقص المناعة البشري المكتسبة الناتج عن إصابة العدوى بفيروس نقص المناعة البشري، تعني مجموعة من الأعراض الناتجة عن إصابة جهاز المناعة مما يؤدي إلى ظهور أعراض السل والتهابات الرئة، والإسهال، وتورم الغدد الليمفاوية، وفقدان أكثر من 10% من الوزن خلال فترة قصيرة دون نظام غذائي، بالإضافة إلى ظهور خلايا سرطانية في بعض أعضاء الجسم»، معتبرة أن «ضعف الجهاز المناعي أبرز أعراض الإصابة بالمرض».وكشفت أن «أكثر من 400 أجنبي تم ترحيلهم خلال العشرين عاماً الماضية نتيجة اكتشاف إصابتهم بالمرض». وفي رد على سؤال يتعلق بفحص المصابين بالمرض، أوضحت د. الجودر أن «فحص الإيدز يجرى لمتعاطي المخدرات، والأشخاص ذوي السلوك الجنسي النشط، وقبل عملية نقل الدم، وقبل العمليات الجراحية، وبعيادات الأسنان، أو المرضى الذين يعانون من الأمراض الجلدية والالتهابات المتكررة، وعند اكتشاف شخص مصاب بالأجسام المضادة يتم تبليغ جهة مكافحة الأمراض المعدية بالصحة العامة سواء تم إجراء الفحص بالمراكز الحكومية أو الخاصة حسب قانون الصحة العامة بالبحرين، ومن ثم يتم استدعاء الشخص من قبل الصحة العامة لإجراء فحص ثانٍ للتأكد من النتيجة وبعد التأكد يتم تحويل المريض إلى الاستشاري بمجمع السلمانية الطبي المعني بمتابعة المرضى، والفحص متوفر بجميع المراكز الصحية والمختبرات الخاصة والمستشفيات الخاصة».وذكرت د. الجودر أن «هناك عوامل تساعد على ظهور أعراض الإصابة بالمرض، أبرزها عدم تغيير السلوك من كثرة عدد الشركاء الجنسيين، وعدم استخدام عوازل طبية، والاستمرار بتعاطي المخدرات، ومشاركة الآخرين بالحقن الوريدية، وإجهاد الجهاز المناعي من الأمراض البسيطة والانتهازية وعدم الحصول على ساعات من النوم الصحي وعدم ممارسة رياضة خفيفة، أو اتباع نظام غذائي متوازن، وتدني الحالة النفسية والاكتئاب واليأس والتوتر العالي، وهذه جميعاً تضعف الجهاز المناعي وتساعد على ظهور أعراض المرض».وأشارت إلى أن «أبرز الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها للوقاية من المرض، هي الالتزام بالعفة والقيم الدينية، والفحص لمن هم عرضة للإصابة، وقبل الارتباط الجنسي أو الزواج لابد من معرفة وضع الرجل أو المرأة من خلال الفحص، والتمسك بشريك واحد مخلص، وعدم تعاطي المخدرات، وعدم مشاركة الحقن».وأوضحت د. الجودر أن «أول حالة تم تشخيصها في البحرين كانت في أغسطس 1986 ونتجت عن نقل دم العام 1984، حيث ذاك الوقت لم يتم اكتشاف تحليل الأجسام المضادة، وتم اكتشافه في فبراير 1985، وتم استخدامه بالبحرين في أبريل 1985، في بنك الدم وهي أول دولة توفره بعد أمريكا الدولة المصنعة للتحليل». ولفتت د. الجودر إلى أن «مملكة البحرين توفر الأدوية الأصلية والعلاج الكامل المجاني للمصابين بالإيدز، مضيفة أن «العلاج يتوفر بكل سهولة في مجمع السلمانية الطبي وفي سرية تامة للمرضى، لكنها أوضحت أن «بعض الأحيان يكون هناك فترات متقطعة، ما يعرض المرضى لتوقف العلاج لعدم وجود الأدوية على الرفوف وتتأخر شحنات الأدوية من حين إلى آخر، ما يمنح الفيروس فرصة لتكوين مقاومة للأدوية».وأضافت الجودر خلال مشاركتها في ورشة عمل لبناء القدرات نحو مكافحة الإيدز، التي انطلقت بجمهورية بروندي مؤخرا، بحضور أعضاء لجنة خبراء الاستشاريين للإيدز من الاتحاد البرلمان الدولي، أن «لجنة الخدمات بمجلس النواب تدرس قانوناً يتضمن القانون حقوق المتعايشين بالمرض والموازنة بين حقوق العاملين الصحيين من أطباء وممرضين ومساعدين للأطباء لحمايتهم من عدوى المرض والحفاظ على سرية المعلومات للمرضى وحقوقهم الصحية والمدنية».وقالت الجودر إنها «تتمنى أن تضع وزارة الصحة آليات تؤمن وجود الأدوية بدون انقطاع»، مشيرة إلى أن «العلاج المتوفر الآن هو علاج للسيطرة على نسبة الفيروس وليس علاجاً شافياً، ويتطلب أخذ الأدوية باستمرار للتحكم والسيطرة على الفيروس وعدم مقاومة من الفيروس للعلاج».