يمكن للسائق الفنزويلي باستور مالدونادو أن يختار أياً من فرق الفورمولا1 رغم كونه ليس من السائقين النخبة في سيارات الفئة الأولى من بطولة العالم. ويتفق كثيرون أن مالدونادو أو لنسميه (سائق الحوادث) يعد أسوأ سائق يتواجد حالياً في الفورمولا1، رغم فوزه بجائزة إسبانيا الكبرى على الحلبة الكتالونية عام 2012، لكن بعد خراب البصرة. يمكن قول ذلك لأن مالدونادو ومنذ قدومه قبل 3 أعوام إلى الفورمولا1 ارتكب العديد من الحماقات والحوادث في سباقات عدة كالارتطام بالحائط مرتين بجانب إفساد سباق لـ5 متسابقين من بينهم هامليتون وألونسو، حتى أن شوماخر لم يسلم منه! ويربط كثيرون أن أداء مالدونادو يشبه لحد ما بالسائق الانتحاري الكولمبي بابلو مونتويا بحكم أنهما من قارة أمريكا الجنوبية، غير أن الأخير يعد سائقاً أمهر ويملك النزعة الهجومية غير المتهورة التي عليها مالدونادو. ولكن هناك من يفسر الأمر أن ارتفاع التكاليف في الفورمولا1 والأزمة العالمية قد ألقت بظلالها على الفرق الكبيرة والصغيرة، ليفتح بالمقابل الباب لدخول السائقين المدعومين من شركاتهم المحلية من بنوك وشركات النفط...الخ. هذا الأمر استغله باستور مالدونادو بأمر مثالي حيث الانتقال من سباقات الجي بي2 إلى الفورمولا1 وتحديداً مع فريق الويليامز الذي كان على وشك الانسحاب. وبقدوم مالدونادو قامت شركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA برعاية فريق الويليامز لـ3 سنوات هي مدة بقاء السائق، واللافت في الأمر أن الرعاية بلغت 120 مليون يورو بواقع 40 مليون يورو سنوياً هي قيمة مقعد باستور مالدونادو في الفورمولا1. في المقابل نجد أن أصابع السائق الفنزويلي قد اتجهت هذا الموسم إلى فريق اللوتس الذي يملك مقعداً فارغاً بعد رحيل الفنلندي كيمي رايكونن علماً بأن الفريق البريطاني العريق يعاني كذلك من أزمة مالية أيضاً، وبالتالي ما كان للشركة الفنزويلية سوى أن تحقق مراده ليجلس باستور مالدونادو في مقعد فريقين عريقين في غضون سنوات بسيطة وهو الذي يكرس مفهوم واحد، هو أن سباقات الفورمولا1 أصبحت لمن يملك المال (السبونسر) على حساب رياضة كانت يوماً ما للنبلاء.