بغداد - (وكالات): قال محللون ومسؤولون إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» فتحت جبهة جديدة في مواجهة قوات الأمن العراقية بهدف التقدم نحو بغداد لتخفيف الضغط التي تواجهه في الفلوجة المحاصرة. وتأتي المواجهات الأخيرة قبل أسابيع من انتخابات تشريعية، ما يثير تساؤلات عن قدرات الجيش والشرطة على صد الهجمات التي يشنها مسلحون بسطوا سيطرتهم على مدينة الفلوجة.وتعكس محاولة التقدم التي قام بها عناصر «داعش» في قضاء أبو غريب والمواجهات التي تبعتها في منطقتي زوبع والزيدان، وفشلهم في السيطرة على معسكر في منطقة اليوسفية في أطراف بغداد، طموح الجماعة رغم الحصار الذي تواجهه في الفلوجة.وأكثر ما يثير القلق هو قدرات الدولة الإسلامية التي قامت بعرض عسكري شاركت فيه عشرات السيارات الأسبوع الماضي في وضح النهار في أبو غريب غرب بغداد. وأكد ضابط في الجيش العراقي أن عناصر «داعش» يحاولون فك الضغط المفروض عليهم في الفلوجة وبدؤوا التحرك ضد القرى الرخوة الواقعة بين الفلوجة وبغداد ومهاجمة وحدات الجيش.وخرجت الفلوجة وأجزاء من الرمادي عن سلطة الدولة. وتقع المدينتان في محافظة الأنبار التي تتشاطر حدوداً مع سوريا.وتخوض قوات الجيش العراقي معارك في المحافظة سمحت باستعادة مناطق كثيرة في الرمادي، لكنها مازالت تواجه صعوبات في الفلوجة التي تواصل حصارها وقصف أهداف في داخلها.لكن خلال الأسبوع الماضي خاضت القوات العراقية معارك شرسة في منطقتي زوبع والزيدان في أبو غريب التي تقع بين بغداد والفلوجة. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 50 جندياً.وقال الأستاذ الزائر في مركز بروكينغز الدوحة تشارلس ليستر إن «الهدف هو أن تستخدم الأنبار كقاعدة لتوسيع العمليات ضد الحكومة الاتحادية». وقال مسؤول أمني رفيع إن «حصار الفلوجة سيبقى مستمراً وعناصر داعش يحلمون بفك الحصار عن المدينة»، معتبراً أن «العمليات التي يحاولون شنها قرب حزام بغداد الذي يتمتعون فيه بحواضن لن يؤثر على العمليات الجارية في الفلوجة التي تسير وفق الخطط المرسومة».وأضاف أن «حصار الفلوجة مستمر حتى تستنزف قواتهم التي جمعوها هناك»، مشيراً إلى أن «الفلوجة أصبحت المعقل الأخير لداعش في الأنبار». وأدت الأحداث الأخيرة في الفلوجة والرمادي إلى نزوح مئات الآلاف من هاتين المدينتين نحو محافظات أخرى في البلاد. وتشكل سيطرة التنظيمات الجهادية على مدينة الفلوجة حدثاً استثنائياً نظراً إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الأمريكية في 2004.من جانب آخر، حذرت السفارة الأمريكية في العراق رعاياها من السفر عبر مطار بغداد بسبب معلومات بشأن «تهديد محدد» للأمن قبل الانتخابات التي ستجرى نهاية الشهر الجاري.ميدانياً، قتل 10 أشخاص في هجمات استهدفت مناطق متفرقة في البلاد.