كتب - حذيفة إبراهيم:أكد المشاركون في أعمال الاجتماع الحادي والثلاثين لمجلس العمل المشترك المنعقد في البحرين أن البحرينيين محظوظون بوجود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لافتين الى أن سموه يمتلك رؤية واسعة للعالم ويعرف المطلوب منه تجاه الشعب والعالم. وأكد المشاركون -خلال مؤتمر صحافي أقيم على هامش الاجتماع أمس في فندق «الرتز-كارلتون»- أن المملكة شهدت تغييرات عديدة خلال المرحلة الماضية، مشددين على الحوار كحل أساس للمشكلات القائمة، لافتين إلى أن المشكلة في البحرين ليست «سنية – شيعية» وإنما هناك خلاف بين إيران وبلدان أخرى، تم ربطه بالدين لينجح.ودعا المشاركون إلى العمل على أن يكون العالم خالياً من الأسلحة النووية، وأن ينضم الجميع لمعاهدة حضر الانتشار النووي، مبينين أن تسابق الدول لامتلاك السلاح النووي هو يأتي نتيجة خوفهم من تكرار تجربة احتلال العراق أو إطاحة النظام في ليبيا.ولفت المشاركين إلى أن مشكلة الماء والطاقة هي الأساسية حالياً بين دول العالم، وهو الموضوع الذي يجب إيجاد الحلول الناجعة له. وقال رئيس وزراء كندا السابق جوزيف كريتين إن البحرين شهدت تغييرات عديدة خلال المرحلة الماضية، ووضع المرأة فيها أفضل من باقي الدول، مشيراً إلى أن هناك وزيرات في التشكيلة الحكومية، ونائبات في البرلمان. وأكد كريتين أن ما يحدث في المملكة ليس له علاقة بالخلافات الدينية، وإنما هي مشاكل مجتمعية يمكن حلها بالحوار القائم بين المواطنين، حيث سيشعر حينها كل مواطن أنه متساو مع الآخر وستنتهي حينها المشكلة، لافتا الى أنه في أي مجتمع لابد من وجود عقبات، مستطردا، «حتى في كندا، البعض يظن أنها بلد خال من المشاكل، إلا أنه في الحقيقة مليء بها كما هو الحال بالنسبة لبقية البلدان».وشدد كريتين أن العالم أن يشهد نزع للسلاح النووي، حيث يعتبر إنتاجه «هدراً للوقت والمال»، مشيراً إلى أن مشاكل الطاقة والمياه هي إحدى المشاكل الكبرى في العالم، وهو ما يجب حله، مؤكداً أن العالم يعيش الآن أفضل في ظل وجود الطاقة، إلا أن الأمن المائي في خطر.ولفت إلى أنه خلال السبعينات من القرن الماضي، كان الخبراء يتوقعون أن تنفد الطاقة والوقود من العالم بحلول العام 2010، إلا أن العالم مازال يمتلك المزيد منها، ولا يمكن السكوت عن المشاكل التي تواجه الماء. إلى ذلك أكد كريتين أن العديد من الدول تجاهلت معاهدات الأمم المتحدة لمنع انتشار الأسلحة النووية، معبراً عن أمله بأن «تقوم كل دولة بالتوقيع على هذه المعاهدة».وأشار إلى أن كوريا الشمالية انسحبت منها بعد التوقيع عليها، وهو «أمر سيء» حيث لا يمكن ضمان عيش أفضل للشعوب في ظل وجود الأسلحة النووية، مبينا أن القيادة في كوريا «شعرت بالأمان» بعد امتلاكها للأسلحة النووية إثر إلغاء الاتفاقية الأمنية مع روسيا.من جانبه أكد رئيس وزراء استراليا الأسبق ميشيال أن البحرينيين محظوظين بوجود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حيث يمتلك سموه رؤية واسعة ويتفهم المشاكل الجارية حول العالم. ويعرف ما هو متوقع منه سواء على المستوى المحلي من الشعب البحريني أو على المستوى الدولي، معربا عن دهشته من ولي العهد. ومن ناحيته، قال الرئيس القبرصي السابق جورج فاسليو إن الانقسام الديني في المجتمعات بشكل عام يتم استغلاله للمصالح الحزبية ومصالح الجماعات، مبيناً أن المشكلة في البحرين هي ليست «سنية – شيعية» وإنما هناك خلاف بين إيران وبلدان أخرى، تم ربطه بالدين لينجح. وأكد أن فكرة «نزاع المصالح» تستخدم التبريرات الدينية للنزاع بين فريقين، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى الكثير من الوقت ولا يمكن حل تلك المشاكل بسرعة كبيرة، وهو الأمر نفسه الذي حصل في الربيع العربي. وأضاف أن طريقة الحل في ليبيا باستخدام الأسلحة والقنابل لم تؤت ثمارها، حيث تمت إزالة القذافي إلا أنهم «خسروا ليبيا» وبدأت المشاكل تدب في نيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن المطالب الموجودة لدى الشعوب لا يجب حلها باستخدام القوة، حيث «لن تجدي نفعاً». وفي سياق آخر أكد فاسيلو أن «احتكار الطاقة النووية لا يؤدي إلى السلام» ما لم يتملك العالم جميعه السلاح النووي، وهو الأمر غير الممكن. وأضاف أن أحد الخبراء أكد خلال المناقشات في المؤتمر أن امتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية جاء بعد خوف حاكمها مما حصل لـ «القذافي» وغيره، مشدداً فاسيلو على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بدورها لتطمين العالم أجمع بعدم الحاجة للسلاح النووي وهو أمر سيستغرق وقتا طويلا.