الجزائر - (وكالات): يعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي رشحه حزب جبهة التحرير لولاية رابعة في الانتخابات المقررة الخميس المقبل، الأوفر حظاً للفوز، فهو مهندس المصالحة الوطنية التي وضعت حداً لحرب أهلية أسفرت عن 200 ألف قتيل. وبوتفليقة الذي ناهز عمره 76 سنة من أكثر الشخصيات التي تركت بصمة في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصاً وأنه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999. وحطم بوتفليقة الرقم القياسي في رئاسة البلاد بأكثر من 14 سنة بينما كان الرئيس هواري بومدين قضى 13 سنة في رئاسة وصل إليها بانقلاب عسكري وما كان ليتركها لو لم يغيبه الموت. وغداة الاستقلال في 5 يوليو 1962 تقلد بوتفليقة منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة في أول حكومة للرئيس أحمد بن بلة. ولم يمنعه سنه الصغير من أن يصبح وزيراً للخارجية خلفاً لمحمد خميستي الذي اغتيل في أبريل 1963، وبقي في هذا المنصب 16 سنة إلى ما بعد وفاة هواري بومدين.ووصل بوتفليقة إلى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999 بنسبة 90.24% من الأصوات، ثم أعيد انتخابه في 2004 و2009.وبادر بوتفليقة منذ ولايته الأولى إلى إعادة السلم إلى بلاده التي أنهكتها «حرب أهلية» كما وصفها في التسعينيات وأسفرت عن 200 ألف قتيل. وفي 1999 قدم الرئيس الجزائري قانون الوئام المدني للاستفتاء الشعبي ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في 2005 وهو ما سمح بإطلاق سراح آلاف الإسلاميين من السجون وإلقاء السلاح بالنسبة لآلاف آخرين والعودة إلى الحياة الطبيعية مقابل «العفو عنهم» وعدم متابعتهم أمام القضاء. لكن ذلك لم يوقف الهجمات بصفة نهائية في البلاد، التي شهدت تفجيرات في 2007 ضد قصر الحكومة والمجلس الدستوري ومكتب للأمم المتحدة. وعادت المخاوف لدى العواصم الغربية من تدهور الوضع الأمني مجدداً بعد هجوم مجموعة متشددة مسلحة في يناير 2013 على الموقع الغازي في ان أميناس شرق الصحراء واحتجاز مئات الرهائن الجزائريين والأجانب قتل منهم 37. وفي بلد لعب فيه الجيش باستمرار منذ الاستقلال في 1962 دوراً كبيراً في اختيار رئيس الدولة، تحدثت الصحف في الأسابيع الأخيرة عن خلافات عميقة داخل المؤسسة حول دعم بوتفليقة أو عدم دعمه. وقالت الصحف إن رئيس المخابرات العسكرية الجنرال محمد مدين المعروف باسم توفيق، عبر عن تحفظات على الولاية الرئاسية الرابعة. وكتبت صحيفة «الوطن» الجزائرية أنه في الجانب الآخر، يقف رئيس الأركان الجنرال أحمد قائد صلاح الذي يعد «الداعم الأكبر لإعادة انتخاب الرئيس». ودعي 23 مليون ناخب إلى الاختيار بين 6 مرشحين بينهم بوتفليقة وخصمه الرئيس علي بن فليس الذي كان رجل الثقة لديه خلال ولايته الأولى. أما المرشحون الأربعة الآخرين الأقل حظاً فهم، الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، ورئيس ومؤسس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، ورئيس حزب «عهد 54» علي فوزي رباعين، وأصغر المرشحين الستة ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد.