قالت مصادر دبلوماسية مصرية إنه لا وجود لأزمة بين الحكومة المصرية والإمارات، وإن تصريحات المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، محمود غزلان، تجاه الإمارات تعبر عن رأي جماعته فقط ولا تمثل الحكومة في القاهرة، وتوقعت المصادر صدور بيان رسمي عن الحكومة لإيضاح موقفها.وأوضحت المصادر لصحيفة ”الشرق” السعودية أن الحكومة المصرية تسعى لإزالة هذا التوتر وإنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن، واعتبرت أن مثل هذه التصريحات لن تعكر العلاقة بين مصر والإمارات.الإخوان يستنكرون تصريح الزيانيبدورها، استنكرت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين تصريحات الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، وهجومه على “غزلان” بسبب دفاعه عن موقف الشيخ يوسف القرضاوي من الإمارات.وتصاعدت الأزمة خلال الـ 48 ساعة الماضية بين جماعة الإخوان في مصر والإمارات بسبب انتقاد المتحدث باسم الأولى اعتزام شرطة دبي مطالبة الإنتربول بالقبض على “القرضاوي” لمهاجمته قيام السلطات الإماراتية بترحيل سوريين تظاهروا داخلها ضد بشار الأسد بالمخالفة للقوانين الإماراتية.
واعتبر غزلان أن الإمارات لن تجرؤ على اعتقال القرضاوي وهدد بتحريك العالم بأسره للذود عنه، فيما لم يصدر بيان رسمي حتى الآن من الحكومة المصرية لتوضيح موقفها من هذه التصريحات، رغم أن وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، طالب الحكومة المصرية بتوضيح موقفها من تصريحات غزلان تجاه بلاده.كما طلب وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، بإيضاحات حول هذه التصريحات على هامش الاجتماع العربي الروسي في القاهرة أمس الأول.
بيان من جماعة الإخوان
قال الدكتور محمود غزلان المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في رده على أزمة الإمارات "لقد هاجمنا رئيس شرطة دبي هجوما ظالما ونسب إلينا ما تعلم الدنيا كلها أننا منه براء، حيث ادعى بأننا نمثل خطرا على أمن واستقرار الخليج، وأننا وراء تنظيم القاعدة وغيرها من الاتهامات التي يعف القلم عن ذكرها، ولم نرد عليه بكلمة واحدة، وقلنا إنه من المؤكد أنه لا يعرف الإخوان المسلمين".وأضاف في بيان رسمي صادر عن الجماعة ظهر اليوم لتوضيح موقف الإخوان أن عملية طرد مائة أسرة من السوريين من الإمارات، وبعدها استنكر الدكتور يوسف القرضاوي هذه العملية، فأصدر رئيس شرطة دبي أمرا بالقبض عليه، وأعلن أنه سيعممه على الإنتربول الدولي بالقبض عليه أينما كان.فتنة "النفخ في التصريحات"واستطرد قائلا "عند ذلك سألني صحفي من صحيفة إماراتية عن رأيي في قرار القبض على الدكتور القرضاوي فاستنكرت القرار واستنكرت أيضا طرد الأسر السورية وقلت: "إن الله تعالى يقول (وإنْ أَحَدٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مأمنه) وهؤلاء السوريون أخوة في الإسلام وفي العروبة وفي محنة فرئيسهم يقتل شعبه فإلى أين يذهبون؟ وحينما ينصح فضيلة الدكتور القرضاوي المسؤولين الإماراتيين بعدم طردهم إنما يؤدي واجبه الشرعي والعلمي، ومن ثم لا يصح مطلقا أن يصدر أمر بالقبض عليه".وأكد غزلان أن هناك من نفخ في هذه التصريحات وأشعلها لافتعال أزمة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى حل الأزمات وتوثيق الروابط والتعاون الأخوي في كل المجالات وتقديم المصلحة العليا للأمة على مصالح الأشخاص والانتباه إلى المؤامرات التي يحيكها أعداء الأمة من الشرق والغرب بغية تمزيقها وإضعافها وتخلفها.طلب نقاش القضية في مجلس الأمة الكويتيمن جهة أخرى أعلن النائب بمجلس الأمة الكويتي فيصل الدويسان، أنه سيقدم في جلسة الخميس القادم طلبًا لمناقشة الهجوم الذي شنته جماعة الإخوان المسلمين في مصر على الإمارات بعد انتقاد الشيخ يوسف القرضاوي والداعية الكويتي طارق السويدان لتعامل الإمارات مع سوريين مقيمين فيها.وبحسب صحيفة "المصريون" طالب الدويسان جماعة الإخوان الكويتيين بإظهار التأييد والدعم للإجراءات الرسمية التي قامت بها الإمارات، واستنكار ما جاء على لسان القرضاوي والسويدان وجماعة الإخوان، وإصدار بيان يبين رأيهم تجاه تلك القضية.من جانبه، اعتبر النائب عبدالحميد دشتي أن التصريحات، التي صدرت من المتحدث باسم جماعة الإخوان في مصر بحق الإمارات غير مسئولة ومرفوضة رفضا قاطعا، مشيدًا بموقفي الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، ووزير الخارجية الكويتي صباح الخالد، لتنديدهما بالعبارات التي وردت في التصريحات.وتساءل دشتي عن موقف إخوان الكويت الذين تمثلهم حركة "حدس" من التصريحات التي صدرت بحق الإمارات، مشيرا إلى أن " حدس " دائما ما تردد أنها حركة وطنية تعمل من أجل مصلحة الكويت، وليست جزءا من حركة الإخوان المسلمين، ولذلك أدعوهم إلى ترجمة أقوالهم حيال هذه الحادثة إلى أفعال، من خلال إصدار بيان يدينون فيه هذه التصريحات.ولم تعلن "حدس" موقفا رسميا واضحا من التهجم على الإمارات، ورفضت طلب عدد من النواب مناقشة الهجوم الذي شنته جماعة الإخوان المسلمين في مصر والداعية طارق سويدان والشيخ يوسف القرضاوي على الامارات.