قال أعضاء بمجلس النواب إن زيارة عاهل البلاد المفدى إلى كازاخستان تمثل فرصة واعدة للاستثمار المتبادل في مجالات صناعية وغذائية وثقافية متعددة وهو ما يوجب الاستفادة المثلى من هذه الزيارة التي ستضع حجر الأساس لمجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مختلف الجهات المختصة في البلدين.وأكد النواب، فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أهمية الزيارة التى بدأها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدي أمس إلى جمهورية كازاخستان، معربين عن أملهم أن تسهم هذه الزيارة الملكية المهمة بفتح آفاق جديدة وواعدة لتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المجالات والأصعدة. وأشاروا إلى أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى إلى كازاخستان والتى تأتي عقب زيارات مهمة لجلالته فى الآونة الأخيرة إلى كل من الهند وباكستان، تكتسب أهمية كبيرة لتعزيز علاقات البحرين في محيطها الآسيوي الحيوي، وسيكون لهذه الزيارات الملكية المهمة بلاشك نتائج مثمرة وملموسة فى الفترة المقبلة لدعم التعاون الاقتصادي وجذب الفرص الاستثمارية مع هذه البلدان الواعدة اقتصادياً مما يعود بالنفع والخير على الوطن والمواطنين.وأضافوا أن توجه دول مجلس التعاون الخليجي شرقاً، حيث اتجهت السعودية إلى اليابان والصين، والبحرين إلى اليابان والصين والهند وماليزيا وباكستان وأخيراً كازاخستان، يأتي في ظل إدراك القيادات الخليجية للتغيرات السياسية والاقتصادية التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تتطلب تعزيز العلاقات الخارجية والانفتاح على مختلف القوى الدولية.إثراء التجربة البحرينيةوأكدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب سوسن تقوي أهمية زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدي الحالية إلى جمهورية كازاخستان.وقالت سوسن تقوي إن الزيارات الملكية الأخيرة أسهمت في انفتاح البحرين مع مجموعة من الدول الناهضة اقتصادياً وتنموياً وذلك للاستفادة من تجربتها الناجحة في إثراء التجربة البحرينية بالمجال الاقتصادي والاستثماري والتنموي.وأكدت تقوي أن زيارة كازاخستان تمثل فرصة واعدة للاستثمار المتبادل في مجالات صناعية وغذائية وثقافية متعددة وهو ما يوجب الاستفادة المثلى من هذه الزيارة التي ستضع حجر الأساس لمجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مختلف الجهات المختصة في البلدين.وأكدت ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري فيما بين البلدين خلال المرحلة المقبلة وذلك بالاستفادة من الاتفاقيات المتبادلة، مشيرة إلى تقارير نشرت حول نجاح التجربة الكازاخستانية في المحافظة على النمو الاقتصادي الإيجابي في وسط الأزمة الاقتصادية العالمية وهي فرصة للاطلاع على هذه التجربة الاقتصادية الثابتة والناجحة في هذا الصدد.ولفتت تقوي إلى أهمية الاستفادة من التجربة الديمقراطية في الجمهورية الصديقة من خلال تبادل الخبرات في المجال التشريعي والسعي لتشكيل لجنة صداقة بين برلماني البلدين.وأشارت تقوي إلى الدور السعودي الكبير في احتضان الدول العربية والإسلامية والصديقة وذلك من خلال ما قدّمته الشقيقة الكبرى من دعم سخي للجمهورية الصديقة خلال الأعوام الماضية وشمل ذلك دعم إنشاء مجلس الشيوخ بجمهورية كازاخستان بتكلفة إجمالية بلغت قرابة 15 مليون دولار وتم تدشين المبنى في سبتمبر 2006.وقالت تقوي إن العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وكازاخستان قديمة وبدأت منذ مايو 1992، وذلك ما يتطلب تقوية هذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة، وذلك ما سيتحقق من خلال زيارة الدولة الهامة لجلالة الملك المفدي.رؤية مستقبلية غير مسبوقةمن جانبه قال النائب محمود المحمود نائب رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب أن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى يتمتع برؤية مستقبلية غير مسبوقة ومن يتابع التحركات الدولية لجلالته خلال المرحلة الحالية يمكن أن يستخلص قراءات أولية تؤكد أن جلالته يتبع سياسة انفتاح متنوع بين الشرق والغرب، وما الزيارة الخاصة بدولة كازاخستان إلا حلقة في سلسلة تلك السياسة.وأضاف المحمود أنه بعد زيارتين ناجحتين لكلا من الهند وباكستان، تأتي الزيارة الملكية لدولة كازاخستان لتطرق أبواباً جديدة من العلم يغفل عنها كثيرون، فكازاخستان تعتبر تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وتمتلك موقعاً فريداً يقع بين قارتي أوروبا وآسيا، يجعلها من أهم المناطق المؤثرة في السياسة والاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة، فضلاً عن التاريخ الثقافي والسياسي والاقتصادي لكازخستان مع دول العالم والذي ربما تضاءل خلال الحقبة السوفييتية لكنه مرشح للعودة بقوة.وأشار إلى أن كازاخستان تتمتع بموارد طبيعية هائلة ربما لا تتوفر لدول كثيرة فهي تعتبر أحد أهم الدول المنتجة للغاز وتمتلك كميات هائلة من النفط ترشحها لأن تكون أحد المصادر الهامة للطاقة في المستقبل بالإضافة إلى ثروة من المعادن مثل اليورانيوم والكروم والرصاص و الزنك المنغنيز، النحاس والحديد، والذهب والألماس، ولا يمكن أيضاً إغفال الرقعة الزراعية حيث تعتبر كازخستان أكبر مصدر للقمح في العالم.وقال إن هناك روابط أخرى تجمع مملكة البحرين مع كازاخستان من أهمها الهوية الإسلامية لشعب كازخستان والذي يدين 70? من سكانه بالإسلام، لذلك أرى أن زيارة جلالة الملك لكازاخستان هي من الزيارات المهمة وذات الأكثر تأثيراً في مستقبل البحرين الزاهر.الانفتاح على مختلف القوىوأكد عضو مجلس النواب النائب حسن بوخماس أهمية زيارة جلالة الملك المفدي الحالية إلى كازاخستان والتى تأتي امتداداً للزيارتين المهمتين التى قام بهما جلالته في الآونة الأخيرة إلى كل من الهند وباكستان.وثمن النائب بوخماس الزيارات الخارجية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مؤكداً أنها توفر عائدات سياسية واقتصادية متنوعة لمملكة البحرين.وقال بوخماس إن توجه دول مجلس التعاون الخليجي شرقاً، حيث اتجهت القيادة السعودية إلى اليابان والصين، وقيادتنا الرشيدة إلى اليابان والصين والهند وماليزيا وباكستان وأخيراً كازاخستان، يأتي في ظل إدراك القيادة الرشيدة بالتغيرات السياسية والاقتصادية التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تتطلب تعزيز العلاقات الخارجية والانفتاح على مختلف القوى الدولية.وأشار إلى أن هذا التوجه يمثل أحد جناحي السياسة الخارجية، وهما: تعزيز الوحدة الخليجية والعمل الخليجي المشترك عموماً ومع المملكة العربية على وجه الخصوص، من ناحية، والتوجه شرقاً حيث القوى الدولية الصاعدة التي ستغير بينة النظام الدولي في غضون 15 - 20 عاماً من ناحية أخرى.ونوه إلى أن هذا التوجه الاستراتيجي نحو الشرق ووسط آسيا تشمل عدداً من المكونات الرئيسة التي تعزز العلاقات الاستراتيجية مع القوى الآسيوية، وفي مقدمتها: دفع علاقات الشراكة نحو آفاق أكثر شمولاً، وزيادة مجالات التعاون والتبادل التجاري والتكنولوجي والاستثماري، والتوافق في المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً السلام ونووي إيران ومكافحة الإرهاب.وقال بوخماس إن هذا التوجه لن يخلق فقط تقارباً في الرؤى والمواقف تجاه القضايا السياسية وإنما أيضاً يطور علاقات الصداقة الاستراتيجية على المستويات السياسية، ويوسع في الوقت نفسه الخيارات الاقتصادية لمملكة البحرين، إضافة إلى التعاون في قضايا تهم الطرفين وتتمثل بالأساس في التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا ومكافحة الإرهاب.واعتبر أن هناك مصالح اقتصادية متعددة، سيعززها التعاون مع دولة ذات نفوذ في منطقة وسط آسيا هي كازاخستان، منها على سبيل المثال: التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب، التعاون العسكري، التعاون الاقتصادي واستيراد بعض السلع الغذائية.وطالب النائب بوخماس بضرورة أن يكون هذا التوجه الاستراتيجي نحو الدول ذات النفوذ السياسي والاقتصادي فب المحيط الآسيوي في إطار خليجي مشترك وأن تستعد دول مجلس التعاون اقتصادياً وأمنياً لتهديدات الحاضر وتحديات المستقبل المنظور، قائلاً إن التغيير في مكانة الدول الكبرى، اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، يحدث كل لحظة وعلينا التفكير بطريقة استباقية لحماية مكتسباتنا وأمننا.