عواصم - (وكالات): كشف وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد مصطفى، أن «خبراء إيرانيين طوروا في المعهد الأمني في كفر سوسة بدمشق، قنابل تحمل غازات سامة لاستخدامها بديلاً عن البراميل المتفجرة».وأضاف مصطفى، في حديث لقناة «العربية الحدث» أنه «تم استخدام هذه القنابل بالفعل في 7 مواقع في سوريا حتى الآن»، مؤكداً أن «نظام بشار الأسد استخدم الغازات السامة خلال الأيام الماضية في كل من جوبر ورنكوس، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين بحالات اختناق شديدة». وأعلنت مصادر معارضة أن نظام الأسد استهدف كفرزيتا بريف حماه، بغاز الكلور السام المخفف، كما استخدم السلاح الكيمياوي لأول مرة في خان شيخون بريف إدلب وحرستا بريف دمشق.من جانبه، اعتبر الرئيس بشار الأسد أن الأزمة السورية المستمرة منذ 3 أعوام باتت حالياً في «مرحلة انعطاف» لصالح النظام، وذلك بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «سانا». وقال الأسد «هناك مرحلة انعطاف في الأزمة إن كان من الناحية العسكرية والإنجازات المتواصلة التي يحققها الجيش والقوات المسلحة في الحرب ضد الإرهاب، أو من الناحية الاجتماعية من حيث المصالحات الوطنية وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة أهداف ما تتعرض له البلاد». وأضاف «الدولة تسعى إلى استعادة الأمن والاستقرار في المناطق الرئيسة التي ضربها الإرهابيون لتتفرغ بعد ذلك لملاحقة البؤر والخلايا النائمة».وحققت القوات النظامية في الأشهر الماضية سلسلة من التقدمات الميدانية على الأرض، واستعادت مناطق استراتيجية كانت تعد بمثابة معاقل للمعارضة، خاصة قرب الحدود مع لبنان وفي ريف دمشق وريف حمص.وساهم عناصر «حزب الله» الشيعي اللبناني بشكل أساسي في سيطرة النظام على هذه المناطق. كما عقدت السلطات السورية في الآونة الأخيرة سلسلة مصالحات في مناطق عدة على أطراف دمشق وفي ريفها. وقضت هذه المصالحات برفع الحصار ودخول المساعدات، في مقابل وقف إطلاق النار وتسليم مقاتلي المعارضة لأسلحتهم الثقيلة. وتأتي تصريحات الأسد قبل 3 أشهر من نهاية ولايته الرئاسية في 17 يوليو المقبل. ولم يعلن الأسد حتى تاريخه ترشحه رسمياً لولاية رئاسية ثالثة، إلا أنه قال إن ثمة «فرصاً كبيرة» لقيامه بذلك.ويشكل رحيل الأسد مطلباً أساسياً للمعارضة والدول الداعمة لها. وحذرت مجموعة أصدقاء سوريا، من إجراء الانتخابات، معتبرة أن نتيجتها لن تكون شرعية. كما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن إعادة انتخاب الأسد ستكون لها تداعيات سلبية على محاولة التوصل إلى حل سلمي للنزاع. من جهته، قال قائد سلاح الطيران في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حجي زاده إنه «لولا الدعم الإيراني لقوات الأسد لخسر الأسد المعركة»، مبيناً أن «السبب في بقاء النظام هي الإرادة الإيرانية».ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، عن زاده قوله إن «الرئيس بشار الأسد نجح في الانتصار على المعارضة المدعومة من الخارج، ولايزال في السلطة، لأن إيران أرادت ذلك».وأوضح أن «86 دولة في العالم وقفت وقالت إنه يجب تغيير النظام في سوريا، وإن بشار الأسد يجب أن يرحل، ولكنها فشلت، لأن رأي إيران كان العكس، وانهزمت هذه الدول في نهاية المطاف». وأضاف أن «وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد بشكل واضح أنهم فشلوا، وأن المشهد تغير كما أرادت «إيران» و»حزب الله»». ويأتي تصريح المسؤول الإيراني بعد أيام على تصريحات لنائب الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم، قال فيها إنه «يتعين على المعارضة السورية وداعميها في بعض الدول العربية والغربية أن يقبلوا بأن الرئيس بشار الأسد سيترشح في الانتخابات المتوقعة هذا العام»، موضحاً أنه «سيفوز فيها حتى وإن حققت المعارضة المسلحة بعض المكاسب على الأرض». من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن الليرة السورية التي فقدت أكثر من ثلاثة أرباع قيمتها منذ بدء النزاع، تتعرض إلى «حرب اقتصادية». وأتت تصريحات الحلقي وسط ارتفاع في سعر صرف الدولار إزاء العملة المحلية في الأيام الأخيرة، وإعلان المصرف المركزي السوري أنه سيضخ 20 مليون دولار أمريكي في السوق المحلية لمواجهة الارتفاع. وارتفع سعر صرف الدولار من 50 ليرة سورية قبل منتصف مارس 2011، إلى أكثر من 300 ليرة خلال الصيف الماضي. واستقر سعر الصرف خلال الأسابيع الأخيرة على نحو 150 ليرة للدولار.إلا أن هذا السعر سجل أمس 176 ليرة، بينما كان السعر المتداول الأسبوع الماضي 156 ليرة.