إن أنظمة التتبع الآلي للسيارات الآن أصبحت من الأشياء المهمة والضرورية في عالم السيارات لما لها من استخدامات عديدة، من أهم هذه الاستخدامات أنها تستخدم للحماية من السرقات، حيث إنها تتيح لمستخدميها معرفة مكان السيارة إذا تعرضت للسرقة من خلال الخرائط الرقمية والتي تكون جزءاً رئيساً في نظام تتبع السيارات كما إنها تتيح لمستخدميها أيضاً التحكم في السيارة عن بعد عن طريق إرسال إشارة للجهاز المركب بالسيارة وذلك عن طريق شبكة الاتصالات، ويتم عن طريقها إيقاف محرك السيارة. وإضافة إلى أن هذه الخدمة تتيح إمكانية تتبع المركبات المسروقة على الخريطة الرقمية، فيمكن عن طريقها أيضاً تحديد المسار مسبقاً، وتقديم التقارير عند حدوث أي خرق له، والانتقال إلى أجهزة الاستشعار التشخيصية (قياس درجة الحرارة و قياس نسبة استخدام الوقود)، كما يمكن من خلالها أيضاً الحصول على تقارير مختلفة؛ بما في ذلك تقرير عن خط سير المركبة في الماضي ورسم ذلك بدقة على الخريطة الرقمية، ضمن فترات التسجيل المحددة مسبقاً من قبل المستخدم. وبينما كان استخدام نظم تحديد المواقع الجغرافية عن طريق الأقمار الصناعية «جي بي إس» مقصوراً فقط على الاستخدامات العسكرية بسبب ارتفاع كلفة هذه الخدمة، أصبحت اليوم متاحة للاستعمال المدني والشخصي بكلفة بسيطة وسهولة في الاستخدام. وقد ازداد الإقبال على استخدام هذه التقنية في السنوات الأخيرة الماضية وتبعه زيادة في عدد الشركات إلى توفر هذه الخدمة للمواطنين وشركات النقل وبعض الوزارات. فعلى سبيل المثال فإن عدد السيارات المستخدمة لهذه الخدمة في مملكة البحرين ازداد من 500 سيارة في عام 2005 إلى 4750 سيارة في عام 2012، وازداد أيضاً عدد الشركات التي تقدم هذه الخدمة في مملكة البحرين من 2 في عام 2006 إلى 12 شركة في عام 2012، وذلك حسب دراسة تمت بجامعة البحرين وتم نشرها بدوريات عالمية. وتقوم هذه الشركات بشراء أجهزة التتبع من خارج البحرين وبيعها بهامش ربح معين للمستهلك مع دفع المشترك لقيمة إيجارية شهرية مقابل تقديم الشركة للخدمة واستخدامه لموقع الشركة المدمج به الخريطة الرقمية والتي يتم عن طريقها تحديد مكان السيارة وتتبعها. وقد قام مجموعة من الباحثين بجامعة البحرين بمساعدة طلبة قسم هندسة الحاسوب بالجامعة وبدعم مالي من عمادة البحث العلمي بالجامعة بتطوير نظام متكامل للتتبع الآلي للسيارات وتم تصميم واختبار نموذج لجهاز التتبع مع تصميم الموقع الإلكتروني الذي يتم من خلاله تقديم الخدمة للمواطن والشركات وتحديد مكان السيارات وتتبعها وتمت مقارنة الخدمة المقدمة مع مثيلتها من إحدى الشركات التي تعمل في هذا المجال وكانت النتيجة أن النظام الذي تم تطويره بجامعة البحرين أفضل في نواحٍ كثيرة تم نشرها بالتفصيل في مؤتمرات ودوريات عالمية، وبدأ نقل هذه التقنية لبعض الشركات العاملة في هذا المجال في مملكة البحرين من خلال طلبة قسم هندسة الحاسوب الذين اشتركوا في هذه الدراسة، حيث إن بعضهم يعمل الآن في هذه الشركات. ومن أهم ما يمتاز به هذا النظام أنه يستخدم خرائط غوغل المتاحة مجاناً وبالتالي يقلل من قيمة الكلفة الكلية للخدمة. ويتكون نظام التتبع الآلي من جهاز إرسال واستقبال يمكن تركيبه في أي مكان من السيارة، ويقوم هذا الجهاز بإرسال إحداثيات (خطوط الطول والعرض) مكان تواجد السيارة كل فترة زمنية إلى قاعدة بيانات الموقع الإلكتروني، حيث تظهر على شكل تقارير بيانية وخرائط رقمية دقيقة تحدد مكان تواجد السيارة وقد تحدد أيضاً حالتها الفنية وطريقة سياقة السيارة، كما تحدد المسار الذي سلكته خلال رحلتها. وتتواصل شبكة الأقمار الصناعية مع الجهاز الذي تم تركيبه في السيارة وتحدد موقع السيارة بناء على الإحداثيات الجغرافية.د.وائل المدنيأستاذ مساعد بقسم هندسة الحاسوب بجامعة البحرين