كتب ـ إسماعيل الحجي:عن 87 عاماً رحل أسطورة الرواية العالمية غابرييل غارسيا ماركيز، مخلفاً إرثاً من عيون الأدب العالمي ترجم لعشرات اللغات، وما زال ملهماً للكتاب والأدباء والمبدعين في بقاع الأرض. رحل صاحب «مائة عام من العزلة» في مكسيكو سيتي حسبما أعلنت صحف مكسيكية أمس، بعد أكثر من نصف قرن قضاها يكتب روائع الأدب العالمي، وبعد 32 عاماً من نيله جائزة نوبل للآداب سنة 1982.ترجل الروائي الأذكى عن بساط الإبداع الجميل، بعد أن خط آثاراً لا تقدر بثمن، بدأها برواية «الأوراق الذابلة» (1955) وختمها بـ«ذاكرة غانياتي الحزينات»، المستوحاة من رائعة الأديب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا «بيت الجميلات النائمات»، كما لم يخفِ ماركيز نفسه. لملم الروائي والقاص والصحافي والمسرحي وكاتب السيناريو غارسيا ماركيز آخر أوراقه وغادرنا، ترك لنا «الحب في زمن الكوليرا»، و«خريف البطريرك»، و«وقائع موت معلن»، و«ليس للجنرال من يكاتبه»، وعشرات القصص القصيرة وسيناريوهات الأفلام السينمائية والمقالات الصحافية.طوف ماركيز العالم شرقاً وغرباً قبل أن يرحل، لكنه أبداً ظل يعشق سحر الكاريبي، فهناك نما وترعرع، كتب وأبدع، وهناك أيضاً ختم شهادة وفاته ورحل.يقول ماركيز في إحدى مقابلاته الصحافية إنه غادر باريس إلى الكاريبي ليكتب فقرة برواية، تعذرت عليه في عاصمة الفن والأحلام، وواتته هناك في الجزر الساحرة.لم يخفِ ماركيز طوال حياته كرهه النقاد، لأنهم «يقوّلون الكاتب ما لم يقله» على حد وصفه، وهو يروي أن والدته وزوجته هما خير من نقد أدبه، وفسره، وبلغ مراميه.غادرنا ماركيز كما غادرنا مبدعون كثر همنغواي وهيغو وتولستوي ودوستويفسكي وديكنز وفوكنر، غادرنا جسداً وظلت روحه أبداً تحوّم حولنا.