عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العشرات في قصف لسلاح الجو التابع لقوات الرئيس بشار الأسد على مناطق بريف حلب، فيما تتواصل أعمال العنف في مناطق عدة من البلاد حاصدة مزيداً من القتلى والدمار، بينما تستمر التحضيرات على قدم وساق للانتخابات الرئاسية المقررة في سوريا 3 يونيو المقبل. وأعلن أمس عن تقدم مرشح ثان لخوض الانتخابات الرئاسية. ويأتي ذلك غداة إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أن كي مون أن «وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم بأمس الحاجة إليها في سوريا لا يسجل تحسناً»، على الرغم من مرور شهرين على تبني مجلس الأمن قراراً يدعو أطراف النزاع إلى السماح بدخول المساعدات والى رفع الحصار المفروض على العديد من مدن البلاد.في المقابل، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من لاهاي أن دمشق شارفت على الانتهاء من إخراج أسلحتها الكيميائية من أراضيها. وأعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام أن النائب حسان النوري تقدم بطلب الترشح لانتخابات الرئاسة، بعد ماهر حجار. والمرشحان ينتميان إلى معارضة الداخل المقبولة من النظام.وفي سياق التحضير للانتخابات التي وصفتها دول غربية بـ»المهزلة» ونددت بها الأمم المتحدة، أصدر الأسد «مرسوماً قضى بتشكيل «اللجنة القضائية العليا للانتخابات»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وتتولى اللجنة القضائية العليا، بحسب قانون الانتخابات، العمل على حسن تطبيق أحكام القانون وإدارة عملية انتخاب رئيس الجمهورية بإشراف المحكمة الدستورية العليا. بالتوازي، تستمر أعمال العنف بحصد المزيد من الأرواح. وقتل أمس 65 شخصاً بينهم أطفال في غارة جوية استهدفت منطقة السوق في بلدة الأتارب بريف حلب، حسبما ذكر المرصد السوري. وتندرج هذه الغارات في إطار سلسلة العمليات المستمرة التي ينفذها السلاح الجوي للقوات النظامية منذ ديسمبر الماضي، وتشمل مساحات شاسعة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب وريفها. في الوقت نفسه، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني و»حزب الله» الشيعي اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة المسلحة من جهة أخرى وسط تجدد القصف من القوات النظامية على البلدة، بحسب المرصد. وتتعرض بلدة المليحة في الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات النظامية قرب دمشق منذ 3 أسابيع لعمليات عسكرية مكثفة من هذه القوات في محاولة لاقتحامها.في الوقت ذاته، قالت مصادر إن أحمد أوزوموجو مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشرف على عملية تدمير المخزون السوري من هذه الأسلحة يدرس إرسال بعثة تقصي حقائق بمبادرة منه للتحقيق في تقارير عن وقوع هجوم بغاز الكلور في سوريا. وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير سلمه إلى مجلس الأمن الدولي أن «وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم بأمس الحاجة إليها في سوريا لا يسجل تحسناً»، مضيفاً أن «المدنيين ليسوا محميين والوضع الأمني يتدهور». وذكر التقرير أن 3.5 مليون شخص محرومون من الخدمات الأساسية بسبب النزاع. وفي بيان صدر من لاهاي حيث مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أعلنت رئيسة البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة إلى سوريا سيغريد كاغ أن شحنة جديدة من الأسلحة الكيميائية السورية غادرت مرفأ اللاذقية في غرب البلاد، مضيفة «بهذه العملية، تصل نسبة مجمل المواد الكيميائية التي تم إخلاؤها أو تدميرها إلى 92.5%». وتعهدت السلطات السورية بتسليم كل ترسانتها الكيميائية بحلول 27 أبريل الجاري، على أن تدمر بشكل كامل بحلول 30 يونيو المقبل.