كتب ـ جعفر الديري: ليس الأمر تقليلاً من مكانتها، ولا استصغاراً لشأنها، لكنه سؤال مشروع يطرحه كثير من الأزواج على أصدقائهم ومعارفهم، ويخفونه عن زوجاتهم، من يدفع فاتورة طموح الزوجة العاملة؟!. أزواج يشكون لخلانهم أنهم لا يرون زوجاتهم سوى ساعات معدودة وأحياناً ساعة واحدة في اليوم لا غير، حتى إذا خلوا لزوجاتهم امتدحوا فيهن الطموح والرغبة في تبوأ أعلى المناصب!. هل هؤلاء صادقين في شكواهم أم أنهم في حقيقتهم سعداء، لكنهم أنانيون يرغبون في كل شيء، يريدون من الزوجة أن تعمل وتتقدم في عملها لأن في ذلك دخلاً أعلى، ويريدون أيضاً أن تظل المرأة في بيتها خادمة ومربية أطفال!. الخيط الرفيعيجيب محمود فاضل بالقول إن المسافة لا تكاد تبين بين طموح الزوجة وإغفالها زوجها وأبنائها، بل إنها أقرب مما تتصور الزوجة، ويضيف «الإهمال بطبيعة الحال أقرب إلى النفس وأسهل من الاهتمام، فكيف لو كانت وظيفة الزوجة تدر عليها مالاً وفيراً ومكانة ووجاهة، تشعر معها المرأة وكأنها سيدة حقيقية، مستقلة بذاتها ولا تحتاج الزوج؟! ألا يمكن أن يدفعها ذلك لإهمال زوجها وأبنائها؟! إنها بشر وليست من الملائكة!». ويتصور محمود أن «الزوجة الطموحة في عملها مهملة في بيتها بالضرورة، ترغب في جني المال والمكانة غافلة عن زوج وأبناء يدفعون عنها فاتورة ليست بسيطة!». أمينة وسي السيد ويسأل إبراهيم موسى عن الفرق بين طموح الزوجة وطموح الزوج ويقول «شيء مؤسف أن نجد أناساً يفكرون بهذه الطريقة». ويدلل على رأيه «حتى الآن ما يزال بعض الرجال يرى في المرأة أمينة وسي السيد، يريد منها أن تنتظره حتى الفجر تحضر له الطعام وتجثو عند قدميه تغسلهما بالماء الساخن المملح».ويواصل «نساء اليوم لسن مثل جدتك وجدتي، إنهن متقدمات متعلمات، فهل تريد منهن أن يظلوا بعقلية الأجداد؟!». يضيف إبراهيم «من قال إن الطموح عيب؟! من قال إن وصول المرأة لمراتب عليا يعني إهمالها زوجها؟ هل هناك إحصائية بهذا الشأن؟ أم أنها قشة يتعلق بها بعض الأزواج ليبرهنوا على فشلهم؟». فاتورة تنتظر الدفعصورة المرأة الطموحة في تفكير خليل إبراهيم قاتمة ومؤذية، وهو يؤكد أن وظيفة المرأة في الأصل رعاية بيتها وليس العمل «ما حدث أن الزوجة أصبحت مستقلة بذاتها تطمح لتأسيس نفسها، وهي لا تقبل كلمة واحدة بهذا الخصوص، وتتهم الجميع بالوقوف في وجهها، والحقد عليها، فهي تتهم زوجها بالتخلف عندما يعاتبها على إهمالها أطفاله، وتصر على أن مكانها في العمل وليس الجلوس في البيت بين أربعة حيطان!». ويدعو خليل للنظر في المسألة بالعقل «كي لا نطلق الاتهامات جزافاً» ويقول «أليست التربية موكولة للأم، ألم يؤكد الباحثون والتربويون أن الأب مؤدب وليس مربياً؟ تأمل في حال البيت لو سافرت الزوجة بسبب عملها، ألا يصبح الزوج في (حيص بيص)؟! هل يستطيع تصريف شؤون البيت بمن فيه لوحده وبكفاءة؟!».ويضيف «تبقى الزوجة سواء كانت موظفة أو ربة منزل هي مدبرة البيت شاءت ذلك أم أبت.. الخطورة أن المرأة كلما حققت نجاحاً في عملها، كلما طمحت للأكثر، أما الزوج والأبناء فلله درهم». العلة في الرجل الشرقيغير أن زهير يوسف له رأي مختلف، إذ يعتقد أن طموح الزوجة ليست فاتورة تدفع، بل قصة نجاح تحصدها وزوجها وأبنائها على حد سواء. ويتساءل «في كل المجتمعات تعمل المرأة وتتفوق على الرجل وتحقق مكاسب جمة، لماذا في مجتمعاتنا المغلقة بالذات تعاني هذه النظرة الضيقة؟».ويقول «الغريب أن الرجل الغربي متى أراد الارتباط بحث عن زوجة موظفة، وكلما كانت ذات طموح ونجاحات، كلما كانت فرصتها في الزواج أكبر، بينما مانزال نفضل الفتاة صاحبة الوظيفة الثابتة أو ربة المنزل».