قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن البحرين تجد في بعدها الآسيوي إمكانية بناء علاقات متينة وتحالفات استراتيجية قائمة على رؤى وطموحات مشتركة تجمع بين شعوب المنطقة من أجل مزيدٍ من الأمن والاستقرار الدوليين، والرفاه الاقتصادي والاجتماعي بما يحقق تطلعات الشعوب، فيما وقعت البحرين وسيرلانكا 3 مذكرات تفاهم في مجالات الرياضة والثقافة والفنون والتعليم.وأكد العاهل المفدى، خلال استقباله أمس في قصر الصخير رئيس سريلانكا ماهيندا راجاباكسا بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أن «الزيارة الرسمية لرئيس سريلانكا لمملكة البحرين سيكون لها المردود الإيجابي على صعيد تعزيز التعاون الثنائي في كل الميادين والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص للدخول في مشاريع مشتركة خاصة»، مشيراً إلى أن «البحرين هيأت المناخ المناسب للاستثمار ووفرت كافة التسهيلات والإمكانات أمام كافة المستثمرين من الدول الشقيقة والصديقة».وأضاف جلالته أن «البحرين تحرص على تنمية علاقات الصداقة وتعزيز مجالات التعاون المشترك مع سريلانكا والارتقاء بها إلى مستويات وآفاق أرحب تعود بالخير والمنفعة على شعبي البلدين»، مشيداً بـ»ما تشهده العلاقات البحرينية السريلانكية من تطور وتقدم في شتى المجالات».وأشاد العاهل المفدى بـ»دور الجالية السريلانكية في المملكة وإسهاماتها الطيبة في دعم مسيرة التقدم والتنمية والبناء التي تشهدها المملكة كجزءٍ لا يتجزأ من النسيج البحريني الذي لطالما اتسم بالتعددية والقدرة على خلق بيئة منفتحةٍ تحتضن كل الأطياف على اختلافها»، مؤكداً أن «افتتاح السفارة السريلانكية في المنامة مؤخراً ، فرصةً لمزيد من التقارب والتعاون بين البلدين».وقلد جلالته رئيس سريلانكا وسام القلادة الخليفية تقديراً لجهوده الطيبة في دعم وتعزيز العلاقات البحرينية السريلانكية.من جهته، أكد رئيس سريلانكا ضرورة «بناء شراكة ديناميكية متينة مع البحرين»، مشيراً إلى أن العديد من رواد الأعمال يرافقونه في هذه الزيارة لـ»استكشاف الفرص المتاحة لتوسيع العلاقات الاقتصادية مع البحرين».وقال الرئيس راجاباكسا مخاطباً إن «قيادة جلالة الملك المتبصرة للبحرين حققت للمملكة نمواً اقتصادياً وتطوراً كبيراً في المستوى المعيشي للشعب، ومكن البحرينيين حتى أسهموا في النمو الاقتصادي للوطن».وأضاف أن «المغفور له أمير البحرين سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة قائد عظيم أقام أساساً متيناً للبحرين العصرية»، مشيراً إلى أن «البحرين دولة خليجية تتميز بإنجازاتها الواضحة للعيان(..) وحلبة البحرين العالمية للفورمولا واحد عززت مكانة البحرين في الخارج».وأكد أن «قرار سريلانكا افتتاح بعثة دبلوماسية جديدة في المنامة العام الماضي جاء بناءً على سياسة أولوياتنا في العمل الوثيق مع البلدان التي تشاطرنا الأفكار في المنطقة». وأشار الرئيس راجاباكسا إلى أن «سريلانكا تمكنت من الانتقال السريع والمتين نحو النمو منذ فراغها من نضالها ضد الإرهاب الذي استمر لثلاثة عقود».3 اتفاقاتوحضر العاهل المفدى ورئيس سريلانكا مراسم التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم، بينها التفاهم في مجال الرياضة بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين ووزارة الرياضة بسريلانكا، إذ وقع عليها من الجانب البحريني سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، ومن الجانب السريلانكي البروفيسور جاميني لاكشمان بيريس وزير الشؤون الخارجية بجمهورية سريلانكا.ووقع البلدان على مذكرة تفاهم في مجال الثقافة والفن وقع عليها من الجانب البحريني د. ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم ومن الجانب السريلانكي البروفيسور جاميني لاكشمان بيريس وزير الشؤون الخارجية بسريلانكا، وذلك رغبة من البلدين في خلق الظروف المشجعة للمزيد من التعاون في مجال الثقافة والفنون.وأبرم الجانبان مذكرة تفاهم بين جامعة البحرين وجامعة كولومبو بسريلانكا حرصاً من مملكة البحرين وجمهورية سريلانكا على تعزيز التعاون في المجالات التعليمية، ووقع من الجانب البحريني د.النعيمي، ومن الجانب السريلانكي البروفيسور لاكشمان بيريس.مراسم الاستقبالوجرت لرئيس سريلانكا مراسم استقبال رسمية لدى وصوله قصر الصخير، حيث توجه جلالة الملك المفدى وضيف البلاد الكريم إلى منصة الشرف، وعزف السلام الوطني لجمهورية سريلانكا والسلام الملكي البحريني.وعقدت جلسة المباحثات الرسمية بين الجانبين البحريني برئاسة جلالة الملك المفدى والسريلانكي برئاسة فخامة الرئيس ماهيندا راجاباكسا بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء. وشهدت جلسة المباحثات التي حضرها وفدا البلدين استعراض سبل توسيع وتعزيز آفاق التعاون المشترك على جميع الأصعدة الاقتصادية التجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية، إضافة إلى بحث عدد من القضايا والمستجدات الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي والمسائل ذات الاهتمام المشترك. وصافح رئيس سريلانكا الوزراء، بينما صافح جلالة العاهل المفدى الوفد المرافق للرئيس السريلانكي.وأقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة غداء تكريماً لرئيس سريلانكا والوفد المرافق، بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بمناسبة زيارته الرسمية للبحرين.نص الكلمة السامية لجلالة الملك:بسم الله الرحمن الرحيمفخامة الأخ الرئيس ،،،الحضور الكرام ،،،السلام عليكم و رحمة الله و بركاته وبعد ،،،يسعدنا اليوم أن نرحب بفخامتكم في مملكة البحرين، وأن نعرب لكم عن عميق اعتزازنا وفخرنا بما وصلت إليه علاقاتنا الثنائية والتي تشهد تطوراً ونماءً على مختلف الأصعدة ونجد في هذه الزيارة، كما وجدنا في افتتاح السفارة السريلانكية في المنامة مؤخراً، فرصةً لمزيد من التقارب والتعاون بين بلدينا الصديقين.إذ تجد البحرين في بعدها الآسيوي إمكانية بناء علاقات متينة وتحالفات استراتيجية قائمة على رؤى وطموحات مشتركة تجمع بين شعوب المنطقة من أجل مزيدٍ من الأمن والاستقرار الدوليين، والرفاه الاقتصادي والاجتماعي بما يحقق تطلعات الشعوب .كما لا يفوتنا أن نعبر عن خالص تقديرنا لمساهمة أبناء شعبكم الطيب في نهضة وازدهار البحرين كجزءٍ لا يتجزأ من النسيج البحريني الذي لطالما اتسم بالتعددية والقدرة على خلق بيئة منفتحةٍ تحتضن كل الأطياف على اختلافها.هذا ويطيب لنا أن نقدم لفخامتكم وسام القلادة الخليفية، هذا الوسام البحريني الرفيع، تقديراً لفخامتكم ولبلدكم الصديق ولما تبذلونه فخامتكم من دعم للدفع بهذه العلاقات إلى مزيد من النماء والازدهار .والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.نص كلمة الرئيس السريلانكي:حضرة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرينصاحب السمو الملكي رئيس الوزراءالسادة الوزراءأصحاب السعادة أعضاء مجلسي الشورى والنوابالسيدات والسادةبناءً على الدعوة الكريمة من لدن جلالتكم، يطيب لي ويسرني للغاية أن أزور مملكتكم الجميلة. وأود أن أشكر جلالتكم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظيت بها شخصياً والوفد المرافق في أول زيارة دولة رسمية يقوم بها رئيس من جمهورية سريلانكا إلى مملكة البحرين تجسيداً للعلاقات الودية القائمة بين بلدينا.- حضرة صاحب الجلالة: إنني أتشرف وأشعر بكل الفخر والاعتزاز إذ حظيت بوسام القلادة الخليفية وهو الوسام الأرفع في مملكة البحرين. خصوصاً إن هذا التكريم يأتي احتفالاً بمآثر وسيرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الخالدة والمتميزة في خدمة الإنسانية في البحرين وحول العالم.إنني أتذكر حينما كنت عضواً شاباً في برلمان بلادي، جاءت زيارة أمير البحرين سمو الشيخ عيسى إلى سريلانكا للمشاركة في مؤتمر قمة حركة عدم الانحياز عام 1976 بعد استقلال البحرين. وإن هذا القائد العظيم لما يتمتع به من بعد النظر قد أقام أساساً متيناً للبحرين العصرية. والبحرين دولة خليجية تتميز بإنجازاتها الواضحة للعيان. لقد عززت حلبة البحرين العالمية للفورمولا واحد مكانة البحرين في الخارج.إنني مدرك لقيادة جلالتكم المتبصرة وإنكم حققتم للبحرين نمواً اقتصادياً وتطوراً كبيراً في المستوى المعيشي لشعبكم. إنني أتقاسم فلسفة جلالتكم في تمكين مواطنيكم حتى ساهموا في النمو الاقتصادي للوطن. وهذا هو المبدأ الكامن في سياساتي لتحقيق التطور الاقتصادي في سريلانكا.إن سريلانكا كأمة تسكن في جزر المحيط الهندي تمكنت من الانتقال السريع والمتين نحو النمو منذ فراغها من نضالها ضد الإرهاب الذي استمر لثلاثة عقود. والآن بلادي لم تعد منقسمة على نفسها بل مصطفة تحت لواء علمها الوطني الواحد وهي مصممة على تحقيق الازدهار الاقتصادي لكل مجتمعاتها.حضرة صاحب الجلالة: إن قرار سريلانكا افتتاح بعثة دبلوماسية جديدة في المنامة العام الماضي جاء بناءً على سياسة أولوياتنا في العمل الوثيق مع البلدان التي تشاطرنا الأفكار في المنطقة. إننا نأمل في بناء شراكة ديناميكية متينة مع البحرين. إن العديد من رواد الأعمال يرافقوني في هذه الزيارة لاستكشاف الفرص المتاحة لتوسيع العلاقات الاقتصادية بين بلدينا.إن الكلمات الطيبة وكرم الضيافة والمودة سيكون لها الأثر في تخليد هذه الزيارة الرسمية بالنسبة لشخصي والوفد المرافق لي والذي بدون شك سوف يترجم إلى تعاون نشط بين بلدينا. وإنني أتمنى لجلالتكم وافر الصحة والسعادة والعمر المديد، كما أتمنى السلام والرخاء لشعب البحرين وعلاقات أكثر متانة فيما بين البحرين وسريلانكا.ولكم الشكر.