لقد أصبحت المجالس الليلية المنتشرة في المملكة هي المتنفس المفضل الوحيد لمعظم المواطنين وخصوصاً المتقاعدين الذين يتقابلون في كل ليلة ويتبادلون الأحاديث الجميلة والذهاب بذكرياتهم إلى الماضي البعيد، هذه المجالس التي يتفاخر أصحابها بروادها كلما زاد العدد تجدهم يزداد حبهم أكثر في التواصل مع كل ضيف جديد يطل عليهم وخصوصاً إذا كان من منطقة بعيدة تكون المسافة طويلة عن المجلس أو حضور شخصية معروفة فيكون حديث المجلس شيقاً ويزداد تفاعلاً مع الحضور، فاليوم هناك من المحاضرات الدينية والمحاضرات الثقافية، إضافة إلى تفعيل أنشطه ترفيهية ومسابقات توزع من خلالها جوائز رمزية للمشاركين، تجرى فيها بين فترة وأخرى. تتجدد الذكريات ويستفيد منها الحضور بعد الاستماع إلى ذلك المحاضر وتكثر المداخلات في ذلك الموضوع الذي يطرح، فهي فرصة كبيرة لكسب المعلومات من كل جانب، هذه هي فائدة اللحمة والألفة التي تتكرر في كل مجلس، علاقة أخوية وصداقات جديدة وكسب رضا الناس الطيبين.بالنسبة عن نفسي فقد اكتسبت أصدقاء جدداً أعتز بهم وبمعرفتهم، فهم من خيرة الرجال، فاليوم أصبحوا أعز أصدقائي وبفضلهم تغيرت حياتي إلى الأحسن من فراغ كبير إلى انشغال في أمور مفيدة أعتز بها، فلولا المجالس وترددي عليها لأصبح حالي مصيره الوحدة وأنا لا أحب أن أكون وحيداً وبعيداً عن الناس، فهذه ليست من طباعي.أخي العزيز لديك الوقت الكافي لتستمتع به في مشاركتك وحضورك في المجالس القريبة من موقع منزلك، فلا تتردد فهناك ندوات ثقافية ودينية وأخبار متواصلة عن وطنك وما يجري فيه، إن حضورك فخر للجميع مع مرتاديها وستكون صحبتك بهم جميلة وهي تساعدك على تحسين الذاكرة والحفاظ عليها، وسوف تتذكر الماضي الجميل وكل ذلك هو مكسب لك ولن تكون وحيداً بعد اليوم.صالح بن علي
المجالس تاريخ ومستقبل
30 أبريل 2014