كتبت - عايدة البلوشي: طالب نقاد ومثقفون بمساحة أكبر للثقافة الوطنية (المحلية) بإشراك المثقفين المحليين البحرينيين في فعاليات ربيع الثقافة، مشيرين إلى أن ذلك يعتبر في حد ذاته تعزيزاً للثقافة البحرينية، وليتمكن الأجانب من الاطلاع على الثقافة والموروث البحريني الجميل ويتعرفون عليه. وقال الناقد فهد حسين: درجت وزارة الثقافة أن تعد برنامجها السنوي في هذا الوقت تحت مسمى ربيع الثقافة حتى أصبح علامة بارزة من علامات المشهد الثقافي البحريني مع التأكيد السنوي الذي يتمظهر في إقامة العديد من الفعاليات المتنوعة، وكانت الملاحظات التي تنشر هنا وهناك بأن برامج ربيع الثقافة لا تدخل من ضمنه برامج بحرينية، ورغم هذا النقد فإن القائمين على هذا البرنامج بقيادة وزيرة الثقافة الشيخة مي بن محمد آل خليفة، قد وضعوا التوجهات التي تؤكد على التلاقي الثقافي والحضاري لعدد من الدول والشعوب مما أتى بالعديد من المتابعين لهذا البرنامج على مستوى المنطقة وليس البحرين فحسب.وأضاف: علينا أن نقر أن بعض الفعاليات التي كانت تقام أعطت زاداً ثقافياً ومعرفياً لأبناء البحرين وربما لو المواطن في الدول صاحبة الفرق لما فكر في حضور برامجها، ولكن هنا بالمجان في الكثير منها اسهم في تقديم المزيد من التنوع الثقافي. وفي الوقت الذي نؤكد على أهمية المهرجان وقوته وزخمه ونتعاطف مع من ينادي بوجود برامج وفعاليات بحرينية فإننا ينبغي أن نصارح أنفسنا حول تلك الإمكانات الفنية وقوتها لكي تتماشى مع ما يأتي من الخارج وهذا لا يعني أنه لا يوجد لدينا، بل لدينا الكثير، من الشعر السرد والأفلام السينمائية يمكن مشاركتها في المهرجان لكن في الوقت نفسه نحن بحاجة إلى تقييم أعمالنا الفنية ومدى مواكبتها ما هو موجود على الساحة العالمية خاصة المسرح والغناء، متمنياً حسين للمهرجان الازدهار مع التأمل في بعض البرامج البحرينية التي يمكن الإعداد لها وتقديمها، مخصصة للربيع وليس هي في الأصل قائمة أو ستقام ولأنها في الزمن نفسه فتدخل بالربيع. بدوره قال الناقد يوسف الحمدان: لا أحد يقف أمام الثقافة، ويجب على الجميع أن يدعمها لتصبح البحرين ثقافية عالمية تنطلق فيها كل الثقافات بمختلف الأفكار والرؤى. لكن ما نتمناه أن يتحقق هو إعطاء مساحة للثقافة الوطنية (المحلية) بمشاركة المثقفين المحليين البحرينيين، حيث يعتبر ذلك في حد ذاته تعزيزاً للثقافة البحرينية وليتمكن الأجانب من الاطلاع على الثقافة والموروث البحريني الجميل ويتعرف عليه، وهذا سيتحقق من خلال تنظيم المهرجانات والفعاليات المحلية وعرضها أمام الجمهور البحريني والعربي والعالمي أيضاً. وأضاف الحمدان: نحن بحاجة للمزيد من الفعاليات التي تتهم بالطفل (مسرحيات للأطفال) تعرض لهم وتحمل معاني جميلة يستفيد منها الطفل وكأن تحتوي على الإرث وعلى الثقافة البحرينية، هذا وأيضاً يجب أن يكون هناك اجتماعات دورية مع المثقفين المحليين مع الجهات المعنية بالثقافة وتعطيهم مساحة أكبر من الاهتمام. أما بالنسبة بفعاليات الثقافة فهي متنوعة وكثيرة ولكن نتمنى إعطاء مساحة أكبر للمحليين ، فأنا لا أقف ضد الثقافة بل أقف ضد من يقف ضد الثقافة.من جانبها قالت الناقدة والأكاديمية د.ضياء الكعبي إن ربيع الثقافة استقطب خلال سنواته الـ8 الماضية عدداً كبيراً من الفعاليات والأنشطة والمشاريع الثقافية التي انبثقت من فكرة «الربيع « نفسه لتعزيز صورة البحرين بوصفها مجتمعاً تعددياً منفتحاً منذ القدم على العالم في تواصله الحضاري الفعال، ولاشك أنَّ الجهود الكبيرة التي بذلتها وزيرة الثقافة، أكلها من خلال مبدأ «الاستثمار في الثقافة». والآن تحتفل وزارة الثقافة بالسنة التاسعة من تدشين هذا المهرجان السنوي الكرنفالي من خلال احتضان فعاليات مميزة عالمية ومحلية تجسد الأفق الثقافي المنفتح الذي تأسست عليه رؤية هذا الربيع.