بقلم الشيخ زياد السعدون:قد يبدو الموضوع هامشياً وغير ذات قيمة عند بعض الآباء والأمهات، لكن من ينظر في كتاب الله عز وجل، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يجد أن الأمر مختلف تماماً، فحق الأبناء من البنين والبنات مكفول محفوظ بدلالة الكتاب والسنة، فهذا سيدنا يعقوب عليه السلام رغم خوفه على يوسف عليه السلام من أخوته، ومع ذلك استجاب لهم وأرسله معهم بالعهد والميثاق أن يحفظوه، فلو لم يكن اللعب والاستمتاع حق ليوسف وحاجة له لما أرسله معهم. وهذا رسولنا الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يصلي يوماً بالناس ويسجد ويطيل السجود حتى أن الناس أخذتهم الظنون، فلما فرغ من صلاته قال للناس: «إن ابني هذا - الحسن رضي الله عنه - قد ارتحلني فما أحببت أن أعاجله حتى يقضي حاجته»، لأن اللعب حق له، وعلى الكبار أن يتفهموا هذا الحق، فالذي يردد مقولة «إذا صلى وجاء ابنه الصغير وصعد على ظهره رماه من على ظهره بكل ما أُتي من قوه»!! هل فهم هذا حق الطفل باللعب، كما فهمه رسولنا عليه الصلاة والسلام؟ وقد يتضايق بعضنا حين يلعب الأولاد، أو يكثروا من اللعب، لكن هذه الفطرة التي فطرهم الله عليها، وتجد بعض الآباء يمتنع عن أن يشتري لأولاده الألعاب بحجة أنه في نهاية الأمر ستكسر «وتخرب» إذاً لا نشتريها من الأساس، ونقول لمن يحمل مثل هذه الأفكار أن كل شيء سيخرب وينتهي مع فناء الدنيا، ولا يبقى إلا الواحد الأحد، فالمتعة عند الطفل فرحة بالجديد، ولعبه فيها ولو لوقت محدود، تجعله هادئاً ودوداً، وعلينا أن نفرق بين لعب الأولاد ولعب البنات، وما قد يصلح للذكور ربما لا يصلح للإناث والعكس كذلك، والله يقول «وليس الذكر كالأنثى» حتى في اللعب، ولنعلم أن العرب قديماً قالت: «الولد سبع أمير وسبع أسير وسبع وزير ثم تشاوره ويشاورك»، فإذا لم يلعب الولد في طفولته فمتى يستمتع بهذه الطفولة.
الطفولة وحق اللعب
02 مايو 2014