عواصم - (وكالات): نزل الملايين أمس إلى الشوارع بمناسبة عيد العمال في مختلف أنحاء العالم في مسيرات سادها التوتر في بعض الأحيان مثلما حصل في إسطنبول أو بنوم بنه، حيث وقعت صدامات بين المتظاهرين والشرطة وكذلك في إيطاليا. وفي إسطنبول استخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الطوق الأمني للدخول إلى ساحة تقسيم التي كانت مركز التظاهرات المناهضة للحكومة السنة الماضية. وقالت تقارير إنه بعد إعطاء إنذار أخير، تحرك مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب مستخدمين خراطيم المياه ضد المتظاهرين أثناء محاولتهم اقتحام الحواجز المؤدية إلى ساحة تقسيم.وانتشر عشرات الآلاف من عناصر الشرطة -الذين قدرت وسائل الإعلام عددهم بنحو 40 ألفاً- لمنع الوصول إلى الساحة. وبحسب جمعية المحامين التقدميين، فإن 138 شخصاً أوقفوا وأصيب 51 معظمهم إصاباتهم طفيفة.وفي العاصمة أنقرة، تدخلت الشرطة بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق مئات الأشخاص الذين كانوا يسيرون نحو ساحة كيزيلاي المسرح التقليدي للاحتجاجات ضد النظام المحافظ الذي يحكم البلاد منذ 2002.والاحتفالات بعيد العمل شهدت أيضاً اضطرابات في كمبوديا حيث دعت النقابات إلى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون إضراباً في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام.واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب متنزه الحرية في بنوم بنه الذي أغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً.وفي كوالالمبور تظاهر آلاف الأشخاص للاحتجاج على ضريبة جديدة تعتزم الحكومة فرضها ونددوا بمحاكمة زعيم المعارضة أنور إبراهيم وطريقة معالجة أزمة الطائرة المفقودة التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش 370.وجرت تظاهرات أخرى في إندونيسيا والفلبين لكن أيضاً في اقتصادات تعتبر بين الأكثر تطوراً في آسيا مثل هونغ كونغ وسنغافورة وسيؤول وتايوان حيث تظاهر 10 آلاف شخص في تايبه للمطالبة بزيادة الرواتب.وفي موسكو وللمرة الأولى منذ 1991، تظاهر 100 ألف شخص في الساحة الحمراء بمناسبة عيد العمال في استعادة لتقليد يعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، وسط موجة وطنية واسعة تشهدها روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.وقالت الشرطة المحلية إن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في المسيرة التي تصدرها رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في الساحة الحمراء على مشارف الكرملين للمرة الأولى منذ 1991.وفي أوروبا جرت عدة مسيرات. ففي باريس خرجت النقابات تحت شعارات مختلفة، بعضها احتجاجاً على خطة تقشف ترمي إلى توفير 50 مليار يورو أعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس وأخرى تحت شعار دعم أوروبا. وتظاهر الآلاف في أثينا وتيسالونيكي شمال اليونان احتجاجاً على التقشف ومن أجل أوروبا اجتماعية، مذكرين بأن الثروة هي ثمار جهود العمال.وفي إيطاليا، حيث تعهدت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رنزي بإعادة الثقة للإيطاليين الذين يخرجون لتوهم من أكثر من سنتين من الانكماش، تظاهر الآلاف ضد البطالة والتقشف.ووقعت مواجهات بين الشرطة ومئات المتظاهرين في تورينو حيث أطلق المتظاهرون قنابل الدخان على الشرطة التي طاردتهم في المدينة الصناعية.وقالت حكومة حماس في غزة إن نحو نصف العمال في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ نحو 8 أعوام، عاطلون عن العمل بسبب الحصار. وذكرت اللجنة الحكومية لكسر الحصار التابعة لحماس في بيان صحافي أن «أعداد العمال العاطلين عن العمل بسبب ظروف الحصار حسب الإحصائيات وصلت إلى 170 ألف عامل من أصل 330 ألفاً ضمن فئة العمال في القطاع».وأكدت الحكومة القطرية التي ستستضيف كأس العالم لكرة القدم في 2022 أنها ملتزمة أخلاقياً بالحفاظ على حقوق العمال الأجانب، فيما حملت منظمة حقوقية عالمية الحكومة القطرية مسؤولية التجاوزات بحق العمال.