عواصم - (وكالات): دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في الأحياء المحاصرة من مدينة حمص وسط سوريا، تمهيدا لخروج المقاتلين المعارضين منها، في خطوة تعد نقطة إضافية لصالح النظام قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية. ويتزامن اقتراب موعد الانتخابات في 3 يونيو المقبل مع تصاعد الهجمات ضد مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد وبينها ريف حماة حيث قتل أمس 20 شخصاً بينهم 12 طفلاً في تفجيرين انتحاريين في بلدتي جدرين والحميري في ريف حماة، بينما واصل الطيران السوري قصف مناطق المعارضة في حلب، والذي أدى إلى مقتل نحو 50 شخصاً خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.ومع استمرار القتال في سوريا بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» وكتائب في المعارضة المسلحة على رأسها جبهة النصرة، أمر زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري جبهة النصرة، ذراع التنظيم في سوريا، بوقف المعارك مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الجهادية المتطرفة هي الأخرى. وتسببت المعارك بين «الدولة الإسلامية» وتشكيلات المعارضة السورية الأخرى بمقتل نحو أربعة آلاف شخص.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «بدأ تنفيذ وفق لإطلاق النار في الأحياء المحاصرة من حمص التي تتعرض لحملة عسكرية منذ نحو أسبوعين، تمهيداً لتنفيذ اتفاق بين طرفي النزاع». ويقضي الاتفاق «بخروج المقاتلين من الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عامين، على أن يتوجهوا نحو الريف الشمالي لمحافظة حمص، ودخول القوات النظامية إلى الأحياء». وفي حال تنفيذ الاتفاق، سيكون هذا الحي المنطقة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة المعارضة في المدينة التي سميت بـ«عاصمة الثورة». واستعاد النظام غالبية أحياء ثالث كبرى المدن السورية في حملات عسكرية تسببت بمقتل المئات ودمار كبير. ويأتي التطور في حمص بعد سلسلة نجاحات عسكرية للنظام الذي تمكن خلال الأشهر الماضية، بدعم من «حزب الله» الشيعي اللبناني، من استعادة مناطق واسعة في ريف دمشق وريف حمص كانت تعد معاقل للمقاتلين. كما يأتي قبل شهر من الانتخابات التي يتوقع أن تبقي الرئيس الأسد في موقعه. واعتبر محللون ومراقبون أن الأسد يستعد لتمديد سلطته وسط أجواء الحرب.من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ استئناف شحنات التجهيزات العسكرية غير الفتاكة إلى المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، وذلك في بيان خطي نقل إلى البرلمان.وتشمل هذه الشحنات حواسيب محمولة مع وصلها بشبكة إنترنت عبر الأقمار الصناعية وهواتف نقالة ومعدات اتصال لاسلكي وسيارات رباعية الدفع ومولدات محمولة وخيماً وحصصاً غذائية وتجهيزات طبية للإسعافات الأولية بقيمة إجمالية تصل إلى مليون جنيه إسترليني «1.2 مليون يورو» وسترسل إلى مقاتلي المعارضة «في أسرع وقت». في الوقت ذاته، يزور رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لمدة 8 أيام، يلتقي خلالها وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس.من جانب آخر، قالت شبكة «سكاي نيوز» أمس إنها حصلت على شريط فيديو يظهر فيه جهاديون بريطانيون يقتلون سجيناً بسوريا، فيما اعتبرته جريمة حرب واضحة.